البث المباشر

الطارف والتليد - 06/04/2010

الأربعاء 7 إبريل 2010 - 00:00 بتوقيت طهران

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد والصلاة والسلام وعلى حبيبه المخاطب بالقراءة سيدنا محمد واله والسلام على احبتنا مستمعي الطارف والتليد، اهلاً بكم في استدامة نظرنا في القراءات القرآنية التي مررنا بها مروراً سريعاً في الحلقة الماضية ونقف اليوم على نشأتها وتطورها بأذن الله قدر المستطاع. يسرني غاية السرور انا رائد دباب مقدم هذه الندوة الثقافية السائرة في ظلال الادب والتاريخ ان استقبلكم اليوم في هذا السبيل الى كتاب الله العزيز اعني القراءات القرآنية. انا اجدد تحياتي واحترامي الفائق لكم اقول ان شرف العلم شرف المعلومة ولا اشرف من كتاب الله فضله على الكتب كلها كشرف الله عزوجل جل شأنه على خلقه كلهم ولا اختلاف ان للقراءات القرآنية اثرها البليغ في توضيح القرآن الكريم وايضاح معانية ومبانيه غير ان هذه القراءات لم يلتفت اليها عصرنا الا قلة منا ولذا دعوني مستمعينا الافاضل اذهب لحظات واعود اليكم لأبدأ الحوار مع الاخ العزيز الاستاذ بشير الجزائري. انا احيي ضيفي داخل الاستوديو الاستاذ بشير الجزائري، اهلاً وسهلاً بك في هذا اللقاء. الجزائري: حياك الله انت ومن تحب ومن يعينك ان توصل هذه الكلمة الطيبة الى الناس الذين يحبونك ويحبون القرآن الكريم وقراءاته المباركة الطيبة. المحاور: ان شاء الله شكراً جزيلاً، استاذ بشير بداية يعني لماذا انحسر الاقبال على علم القراءات؟ الجزائري: كأنك لاتدري ساعة تسأل، اولاً لأنحسار النظام الاسلامي الذي يبحث عنه مثلك ومثلي ومثلنا كثير من عباد الله سبحانه وتعالى اولئك الذين يتمنون ان يروا جماعة مسلمة وانا ساعة اقول جماعة مسلمة لا اريد ان اقول هؤلاء الناس الذين قالوا: اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمداً رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهذه كل منا يقولها بالوراثة شاء او ابى ومضى من عمره كثير ربما، عشرون سنة او يزيد على ذلك وهو لا يدري لماذا يقول: اشهد ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله (صلى الله عليه وآله) فضلاً عن امور كثيرة وكثيرة اخرى، هذه يا سيدي اول اسباب انحسار القراءات القرآنية عن الوجود، ليس هناك من نظام اجتماعي يقيم جماعة تعنى بالقراءات او تعنى بالقرآن الكريم لا ان تعنى بالقراءات القرآنية المتعددة التي وصلت ما فوق الاربعة عشرة قراءة كما انت عالم وكل هذه الاربعة عشرة ايضاً مقبولة مأخوذ بها ومقروء بها القرآن الكريم ومصلى بها عند كثير من الناس، صحيح ان سبعاً منها هي المقدمة على كل شيء لأن الجميع متفقون عليها من المسلمين في الشرق والغرب ولكن هناك قراءات كثيرة منها ما هو مقبول وما هو شاذ يقولون، على كل حال اذا عددنا الشاذ قد تعدينا العشرين، عمرك ان شاء الله تعدا الثمانين وانت سالم وغانم. المحاور: ان شاء الله. الجزائري: هذا جانب، جانب آخر نضوب التأليف في القراءات القرآنية، انت هل قرأت كتاباً في القراءات القرآنية حديثاً في غضون عشرين او ثلاثين سنة؟ المحاور: لا اعتقد. الجزائري: انا متيقن انك لم تقرأ وان كثيراً من المسلمين لم يقرأوا ولم يشهدوا في المكتبات، هذا ايضاً سبب آخر، للتصور العام للمسلمين انا وامثالي من العوام نتصور ان االقراءات القرآنية عسيرة جداً وصعبة جداً، لا استطيع ان استفيد منها، لا استطيع ان احيط بها والاحاطة اكبر من الاستفادة فأذا كان المرء يشعر بأنه عاجز عن الاستفادة من القراءات القرآنية فكيف به وهو يتصور الاحاطة بها وهي بهذا العدد الكثير كما قلت لحضرتك، لو اجتنبنا حتى الاربعة عشرة قراءة واخذنا بالسبع اواخذنا بالثماني منها لرأينا ان ذلك كثير كثير، لو يسأل نفسه المسلم يقول من احاط بقراءة واحدة فضلاً عن سبعة قراءات وهي متضاربة مختلفة في نظرها لهذه الكلمة ولهذه الاية وهذه السورة من القرآن الكريم، لو كان في الدنيا المسلمة اليوم نظام اسلامي يعني نوجزها، نظام اسلامي معني بالقرآن الكريم بصريح القول اقول معني بالقرآن الكريم جملة وتفصيلاً، معني بتعليم القرآن علماً وعملاً لا ان تكون هناك اجتماعات للسباق في التلاوة، السباق في الحفظ، السباق في التفسير وامور القرآن وعلومه كثيرة جداً، صحيح؟ هذا اذا كان لا يستطيع ان يعلم الامة، لا يستطيع ان يعلم الناس حتى الخاصة منهم كيف يعنون بالقرآن الكريم وبقراءاته المتعددة والجميلة ولعلي اطلت عليك وانا سعيد بأنك ساكت حتى هذه اللحظة. المحاور: الحقيقة استاذ بشير الجزائري لا ارى نفسي اني آخذ بالنصف الفارغ من القدح كما يقال اذا ما ذكرت الاستاذ الجليل، السيد الجليل نعمت الله الجزائري. الجزائري: انت الكريم، رحمة الله عليه، (سلام الله عليه). المحاور: حيث يذكر رحمة الله عليه احدى الطرائف انه نادى مناد اين الزاهدون في الدنيا، أين الراغبون في الاخرة؟ فنادى احدهم قال والله لو قلبتها لوضعت يدك على اي واحد منا. الجزائري: اللهم صلى على محمد وآل محمد واجعل امة محمد (صلى الله عليه وآله) هكذا كما رويت وروى السيد الجزائري. المحاور: نعم الساعة تشير الى السادسة وست وعشرين دقيقة، مرة اخرى ارفع اليكم تحياتي، تحيات الطارف والتليد من صوت الجمهورية الاسلامية في ايران منتمية لكم ما يسركم وقبل ان اذهب الى الاستاذ بشير الجزائري هناك اتصال من الاخ فاضل المغسل. الجزائري: حياه الله. المحاور: نعم اخ فاضل سلام عليكم. فاضل: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ياهلاً وسهلاً ويا هلا بالعزيزين الطيبين الزميلين. المحاور: اخي العزيز اهلاً وسهلاً. الجزائري: تسمح لي ان اقول زينه الله وطيبه. المحاور: آمين يا رب العالمين. فاضل: لدي سؤال، كنت في غمرة قراءة كتاب تفسير القرآن، وقف المفسر عند قوله تعالى: «فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا» فقال وهناك قراءة اخرى «فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا» واعطت معنى جديد ويدركه السيد الجزائري ويدركه المقدم العزيز ولكن سؤالي هل ان القراءات السبع والعشر كما يقولون. المحاور: للاسف الشديد انقطع الاتصال مع الاخ المغسل نعتذر ان كنت تسمع صوتنا الاتصال انقطع، طيب دعنا في الشق الاول يعني استاذ بشير حول الاية الكريمة. الجزائري: انت تعلم ان اللغة العربية لغة الجمال، لغة الكمال، اذا قال القائل «وَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا» يعني جعلنه وسطاً و«وَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا» اي جعلن لذلك الجمع وسطاً هو هذا المقصود، تلاحظ؟ المحاور: نعم. الجزائري: هو هذا المعنى، بقية سؤاله لم يأتي. المحاور: يعني بقية سؤاله استاذ بشير ربما يسأل سائل ودعني انا اكون مدافعاً عن ذلك السائل العزيز، سيدي الكريم يعني القرأن ألم يقرأ على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ الجزائري: لماذا لماذا؟ المحاور: هل قرأها بأربعة عشر قراءة ام قرأها بالسبعة التي نحن الان نعتبرها. الجزائري: او بالاربعة عشرة او بما زاد على ذلك. المحاور: يعني كيف ما قرأها رسول الله، يعني قالوا كيف نصلي يا رسول الله؟ قال: صلوا كما اصلي اذن لماذا ليس هناك سند او وثيقة يعود بها الانسان الى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويقول ان رسول الله هو قرأ بهذه القراءة والسلام. الجزائري: اكرمك الله، هل من فاصل او اجيب؟ المحاور: يبدو استاذ بشير يبدو ان السيد فاضل المغسل عاد النا مرة اخرى، عزيزي السيد فاضل تفضل. الجزائري: حيل بيننا وبينه اسأل الله له خير الدنيا والاخرة، سيدي الكريم هذا السؤال مر في الحلقة الماضية من هذا البرنامج او من هذه الندوة الكريمة التي تعقدها انت متفضلاً جزاك الله خيراً. المحاور: شكراً جزيلاً. الجزائري: قلنا في تلك الحلقة ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) نزل عليه القرآن الكريم بلغة واحدة هي لغة قريش لأن الرسول (صلى الله عليه وآله) مكي قرشي ولغة قريش افصح اللغات العربية لكن لا يختلف المؤرخون للغة العربية ان العرب كانوا يستعيرون بعضهم من بعض كلمات خاصة بهذه القبيلة او تلك القبيلة يعني ربما استعمل التميمي لغة القرشي او ربما استعمل القرشي لغة التميمي على العكس او لغة الهذلي او سواها من اللغات هذه واحدة، رسول الله (صلى الله عليه وآله) قرأه عليهم بلغة واحدة فسمعه الناس بتلك اللغة لكن هل تستطيع ان تضمن ان جماعة عشرة منا اليوم من الناس الذين يعيشون في زماننا وقد تعلموا اللغة العربية تعلماً حسناً بل حسناً جداً، هل تستطيع ان تضمن ان كل هؤلاء سينطقون نطقاً واحداً؟ المحاور: طبعاً لا ولكن اسناذ بشير الجزائري طبعاً لا وكلامك وارد ولكن سيد بشير الجزائري ايضاً هناك من سيحضره هذا السؤال، هل سيقرأ القرآن خطأً ان قرأ بقراءته؟ الجزائري: لا. المحاور: اذن ما هذا التكلف سيدي الكريم؟ الجزائري: ليس بتكلف هذا هو التيسير بعينه، هذا هو التسهيل بعينه قالوا ان الناس يتفاوتون في ملكاتهم العقلية وملكاتهم اللسانية ايضاً يعني ربما هو في قلبه مثل كما يقال ان اعجمياً ليس عربياً قال لصاحبه "بكو" او قل: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» فقال: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ». قال: نه نه مثل بقلبه يعني مثلما في قلبه، ما الذي يريد ان يقول له: بسم الله الرحمن الرحيم وامثال هذه من النكات عند الناس كثير وكثير، ارجو ان تسمح لي، لماذا؟ لأن الانسان قد يعقل شيئاً لكنه لا يستطيع ان يؤديه قولاً، لا يستطيع ان يؤديه بلسانه لأن لسانه قد طبع على لغة معينة لا اللغة الاعجمية بل الغة العربية الاخرى وانت تعلم ان العرب في كل منطقة من مناطقهم او محلة من محالهم لهم لغة، كل قبيلة من القبائل العربية، القبائل العربية الفصيحة ابرزها قريش سيدة الفصاحة بعدها تميم التي هي في نجد ولذلك يقولون لغة الحجاز ولغة نجد، لغة قريش تنسحب الى اخوانهم اهل المدينة المنورة، اهل يثرب قبل الاسلام الذين هم الاوس والخزرج هؤلاء ايضاً بينهم فوارق ولذلك يقولون لغة مكية ولغة مدنية، لغة مكية نسبة الى مكة ولغة مدنية نسبة الى المدينة المنورة والعرب تنسب الى مدينة رسول الله بقولهم مدني وينسبون الى سائر المدن اي مدينة كانت، اذا كان منسوب لطهران او منسوب لبغداد او منسوب للرياض او منسوب للقاهرة يقولون مديني. المحاور: طيب سيدي الكريم وطبعاً لي في هذا امر آخر، دعني اولاً اذهب الى السيد حميد الموسوي من البحرين، سيد حميد سلام عليكم اهلاً وسهلاً بك. حميد: عليكم السلام استاذنا اهلاً بك وتحية لكم وللاستاذ الجزائري. الجزائري: حياك الله يا اخي. حميد: سلمكم الله لدي السؤال التالي استاذنا العزيز عن اهم مصادر القراءات القرآنية فياريت تدلونا على اهم مصادر القراءات القرآنية؟ المحاور: شكراً جزيلاً. الجزائري: اسأل الله ان يدلك على خير المصادر يا سيدي العزيز، يقولون منها السبعة في القراءات لأحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي البغدادي ولكن هذا التميمي ها هنا لم يأخذ بلغة تميم يا سيدي انما اخذ باللغة التي سارت في العرب كلهم يعني سواء كانت ذات طابع تميمي او ذات طابع قرشي وهي اللغة الفصيحة الجميلة لأنه ابن بغداد، دار السلام، دار المعرفة ودار الانارة والاضاءة لكل المسلمين في ذلك الزمان لأنه كان قد توفي سنة 324، هذا كتابه الكتاب الاول يقولون اسمه السبعة في القراءات وقد حققه رحمة الله عليه رئيس المجمع العلمي القاهري اي مجمع اللغة العربية بالقاهرة الدكتور شوقي ضيف رحمه الله وهو من الذين اسدوا للغة خيراً عميماً هذا الرجل بكل كتاباته التي كتبها في التاريخ والادب في كل فنونه في نثره وشعره ونقده وبلاغته ومدارسه النحوية المختلفة، لا اطيل عليك كذلك كتاب الحجة في القراءات لأبي الحسن بن احمد بن عبد الغفار الفارسي المتوفى سنة 377 وهذا كان يسميه الناس سيبويه الثاني وانما قلت يسميه الناس سيبويهِ لأن سيبويه مبني على الكسر، هذا الرجل كان عظيماً جداً حتى ان ناساً كانوا يقدمونه على سيبويه وكلاهما فارسي الاصل، فارسي النسب، الغاية في القراءات العشر لأبي بكر احمد بن الحسين بن مهران الاصفهاني اصلاً النيسابوري سكناً ايضاً يعني قرب مشهد كان قد توفي سنة 381، لك التذكرة في القراءات الثمان لأبي الحسن طاهر بن عبد منعم بن عبيد الله بن غلبون الحلبي المصري المتوفى سنة 399 اعتقد بهذا زيادة في البيان والذكر زادك الله خيراً وحفظاً وكرامة وسعادة. المحاور: طيب استاذ بشير الجزائري للحفاظ على سياق البرنامج لا اريد ان اخرج عن هذا السياق ولكن لدي تعليق صغير سيدي انت تحمضنا دائماً والحمد لله وتبدع في التحميض ايضاً. الجزائري: لا التمليح؟ المحاور: لا بل التحميض والقول اعتقد انه فصيح انت تلون في البرنامج وتغدو اليه. الجزائري: ولا املحه؟ المحاور: الحمد لله ربما يكون لي ضغط والملح هو غير جيد لي. الجزائري: ولا اسكره؟ المحاور: تستطيع ان تفعل ما تشاء سيدي الكريم، على كل حال اعتذر للمستمعين الكرام سيدي الكريم يعني لدي تعليق صغير واعود الى البرنامج يعني عندما تقول ارادوا ان يحافظوا على لهجات العرب بلغة عامة، لا اعتقد انه بقي هناك ضرورة الان فأنت لا تجد في السعودية تميمي ويتحدث بلغة الجاهلية كلغة زمان الرسول الاكرم. الجزائري: بل بالعكس اجزم لك بصوت قاطع حازم ان لغة العراق الشعبية او لغة العراق العامية الان الذي يسمونه البوابة الشرقية ايام زمان او انه آخر الاقطار العربية شرقاً وليس هو آخر، على اي حال لغته العامية، لغته الشعبية افصح من لغة الحجاز السائرة اليوم بكثير بكثير. المحاور: انا اقول واؤكد على هذه النقطة يعني انت هل تسمع الان نحن وفقنا الله وذهبنا واياك الى مكة المكرمة هل سمعت في مكة لغة قريش؟ الجزائري: لم اسمع. المحاور: هل وجدت رجلاً يتحدث بلغة قريش؟ الجزائري: لم اجد. المحاور: وهل وجدت في الحجاز ولا تميم ولا هذل ولا غيرها. سيدي الكريم اذن يعني أليس هذا اجحافاً بحق هذا الولد الشاب الذي يستمتع بالفضائية لأنه الحمد لله والشكر الحكومات الان كثرت من الفضائيات والغناء فلماذا يعود الى القراءات السبعة؟ دعنا لا نخرج عن هذا الموضوع واسمح لي استاذ بشير اعود مرة اخرى الى صلب الموضوع ونبقى في قيمة البرنامج افضل ولو للتذكير، طيب سيدي الكريم في سياق ما تفضلت حول انه لماذا انحسر الاقبال على علم القراءات؟ اعود مرة اخرى اذن سيدي الكريم ماذا بقي من القراءات خارج بحث المتقدمين والمتأخرين من المسلمين ايقظهم الله العزيز الحكيم؟ الجزائري: انت تشتمني ثلاثاً اربعاً. المحاور: حاشاك حاشاك. الجزائري: سألتني اولاً عن القراءات لماذا كانت قد تعددت مع ان رسول الله وانا قلت لك ذلك، قلت لك ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قرأه قراءة واحدة والناس قرأوه قراءات متعددة ولم اتم الكلام وانت قلت: لماذا كانت هذه القراءات؟ قلت لك: الناس مختلفون في عقولهم ومختلفون في السنتهم، قد يعقلون شيئاً يعني هم يسمعون ما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويتوقون الى ان يقولوا ما قاله الرسول (صلى الله عليه وآله) ولكنهم لا يقدرون فينطقونه بما يقدرون فنشأت ها هنا قراءة فيسمون كل لهجة من لهجاتهم قراءة فيكرمون انفسهم ساعة يقولون لغة تميم، لغة هذيل، لغة هوازن، لغة همدان، لغة اليمن، لغة عمان انما يريدون اكرام اخوانهم. المحاور: طيب يعني المستمع الكريم لربما يكون لا يعلم. الجزائري: اذا قالوا لهجة قد يستشعر السامع العربي منها انها دون الشأن لهذا سموها لغة بلسانهم، هذا واحد اردت ان اقول شيئاً مضافاً اذا سمحت لي واذا سمح لي الاخ كاظم صادق (سلام الله عليه). المحاور: تفضل نحن في خدمتك. الجزائري: في عصرنا اليوم كان عظيم جداً من العلماء وهو المرجع الديني الاعلى السيد ابو القاسم الخوئي رحمه الله، ابو القاسم الخوئي في كتابه البيان الذي هو من روائع الكتب التي صدرت في شأن القرآن الكريم في القرن العشرين وبقي الى الان لم يثن اصلاً، جزء واحد صدر منه وتوقف السيد الخوئي رحمه الله لأسباب نجهلها، نسأل الله، يقولون ان الناس قد نهوه قالوا انت شأنك اعظم من ان تعنى بمثل هذه الامور بالتفسير فهذا شأن طبقة من العلماء لا شأن اعظم العلماء الذي هو ابو القاسم، على كل كان يذهب الى ان القرآن الكريم ليس فيه لغات يعني انه يلغي هذه اللغات التي تزيد على الاربعة عشر بل يلغي اللغات التي هي سبع، تلاحظ؟ ويقول القراءة السارية بين المسلمين اليوم هي المأخوذ بها وجاء ايضاً في زمانه علامة التاريخ والحديث بلا منازع رجل غير مدافع في الحديث والتاريخ وهو السيد مرتضى العسكري وهو ايضاً على هذا الرأي يقول القرآن الكريم نزل بهذه اللغة التي نقرأها اليوم جميعاً واذا بقولك. المحاور: اذن انا على دين هؤلاء. الجزائري: انت على دين هؤلاء، على دين العظماء انت. المحاور: اكرمك الله لست بعظيم ولكن. الجزائري: دعني اضف شيئاً آخر. المحاور: نعم. الجزائري: رحم الله والديك، اريد ان اقول ان هذه القراءات لو اتيح لها ان تنتشر في الجماعة الاسلامية الطيبة لعادت على المسلمين جميعهم بألف خير لأنها تعلمهم لغات آباءهم الاولين، انت الان وانا لا نكاد نعرف من لغة تميم الا ربما كلمة او كلمتين كهؤلاء الذين يدعون انهم يعرفون الانجليزية اذا صادفك قال لك: "كود مورننك". المحاور: "كود مورننك سير" يعني استاذ بشير الجزائري. الجزائري: يعني عند الساعة الخامسة كود مورننك وعند السابعة صباحاً يقول كود افننك، اسمح لي. المحاور: وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى. الجزائري: لا اردت ان اقول لك ان الناس اجناس. المحاور: الاستاذ بشير الجزائري بودي ان اذهب الى فاصل سيدي الكريم اذا عدنا الى تميم فلماذا لا نعود الى بابل ونعود الى المسمارية ونعلم ان اجدادنا من هم؟ الجزائري: لا هؤلاء يربطنا بهم القرآن الكريم، نحن لا نرتبط بهم لأنهم آباءنا ولكن نرتبط بهم لأنهم كانوا ينطقون القرآن الكريم. المحاور: نعود مرة اخرى الطارف والتليد مستمعينا الافاضل والساعة تشير الى السادسة وست واربعين دقيقة لازلنا معكم وفي خدمة الاستاذ العزيز السيد بشير الجزائري، طبعاً مستمعينا الافاضل كلذينا وهو بحث مطول ان شاء الله، قبل هذا لو اذكر الاستاذ بشير الجزائري وكنت دائماً اؤكد على هذه النقطة، لم جاءت اللغة لكي تقضي حاجة الناس ولكي يفهم بعضهم بعضاً فأنا اذا قلت لأحد الاشخاص وهو الان رائج في الخليج الحمد لله في الخليج الفارسي، في دول جوار الخليج الفارسي واقصد الدول العربية الامارات وغيرها وفي السعودية ومصر وغيرها الى شمال افريقيا سيدي الكريم انت تجد ان الشاب اصبح سهلاً عليه ان يقول "اوكي" بدلاً من ان يقول نعم والطرف الاخر ايضاً يفهم "الاوكي" وانتم لازلتم تريدون. الجزائري: انا اتكلم بلغة الاصحاء وانت تتحدث بلغة المرضى. المحاور: لماذا سيدي الكريم هل انت وجدت لغة للكمبيوتر، هل وجدت لغة للتلفزيون اذا قلت المذياع الصوري، عليك بالله الا يسخر منا الناس لو ذهبت الى احد المحال وقلت اريد مذياعاً صورياً، الا يخرجني من المحل، يعني من الذي سيشتري انا اذا قلت التلفزيون وانت اذا قلت المذياع الصوري، لمن يبيعون؟ هذا واقع الامر سيدي الكريم ولكن ليس هو الحقيقة والاحقية ان الانسان يكون ملتزماً بلغة القرآن، ان يكون ملتزماً اذن يجب عليكم انتم اللغويون والادباء، معشر العلماء ان تذهبوا وتقنعوا الناس في خلقهم وخلقهم واخلاقهم لكي يعودوا الى رشدهم ولا يستحقروا انفسهم ويستصغروا انفسهم ويتصوروا ان لغتهم هي ضعيفة الى درجة كما ذهب اليه البعض حتى من بعض العلماء قال ان اللغة العربية لا تستوفي بعض المعاني، لدي اتصال هاتفي استاذ بشير الجزائري الاخ حسين الانصاري من العراق، اخ حسين سلام عليكم اهلاً بك. حسين: عليكم السلام ابلغ سلامي وتحياتي اليكم اخ دباب واشكرك على برنامجك الثمين وضيفك سماحة الاخ بشير الجزائري ولدي سؤال عفواً. الجزائري: اكرمك الله تفضل. حسين: لماذا اختلف دارسوا المصادر القرآنية في شروحهم لها وشكراً. المحاور: شكراً لك اخي العزيز شكراً جزيلاً، طيب لم اختلف يعني سيدي الكريم يبدو ان ما بينكم هناك اختلاف، ما بينكم اذن لم اختلف الدارسون؟ الجزائري: رحم الله والديك، كل الناس هكذا من امسهم يعني من نزول ابيهم آدم (سلام الله عليه) في عرفات وامهم حواء (سلام الله عليها) برغم من يرفض هذا السلام وهم مختلفوا المزاج، كل منهم يتذوق شيئاً يأباه غيره يعني ربما انا وانت على قرب احدنا من الاخر وعلى عظيم مودتنا واخلاص احدنا لأخيه لا نتفق في كل شيء انما نتفق في فئة من الاشياء ونختلف في فئة اخرى فهناك صاحب قراءات يحب اللغات العربية فيعنى ببيان هذه اللغات او هناك شارح او عالم آخر، قرائي آخر، او مقرئ آخر، او مقرئ آخر تستطيع ان تقول يحب النحو والصرف وانت تعلم ان النحو والصرف غير اللغة، النحو عناية بأواخر الكلمات والصرف عناية بنشأة الكلمات وتركيب الكلمات واللغة شيء اخر، هو جواهر المعاني التي بدأت بشيء وتطورت وصارت اشياء واشياء حتى نسي معناها خذ على سبيل المثال مستهتر، استهتر بالشيء في اللغة العربية على سبيل المثال يعني تمسك به وتعلق به بكل وجوده، بكل قلبه وروحه يقول مستهتر بهذا الشيء وتقال بالمبني للمجهول ولاتقال بالمبني للمعلوم فلايقولون مستهتِر به وانما يقولون مستهتَر مثل قولهم فلان رجل مجرَب ولايقولون مجرٍب ويقصدون بمجرَب اي انه كثرت تجاربه في حياته ورجل مهذَب ولايقولون مهذِب اي كثر تهذيبه على كل حال هذه مسألة طبيعية جداً امزجة الناس مختلفة، تعلقهم بما يحبون هو الذي جعلهم يختلفون فيما عنوا به من جوانب القراءات وفي هذا خير عميم لنا لأن كل منهم يجلي لنا جانباً او جانبين او ثلاثة حتى اذا جلى جانباً واحداً فهو متفضل علينا يعني نحن اطلعنا على اللغة، اطلعنا على النحو، اطلعنا على الصرف، اطلعنا على البلاغة وهكذا، اتمنى ان اكون قد اجبت سيدي الكريم الذي سألك. المحاور: من العراق الاخ ابو علي نعم اذن دعني سيدي الكريم ان اعود مرة اخرى. المحاور: نعود مرة اخرى في هذه الدقائق المتبقية رغم ان لدي عند الاستاذ بشير الجزائري بعض التحفظات على كل حال نعود لنستقطب اتصال هاتفي من السعودية الاخت زينب احمد من السعودية الاخت زينب سلام عليكم اهلاً بك. زينب: عليكم السلام اهلاً وسهلاً. المحاور: يا مرحباً اهلاً بك. زينب: ممكن اقدم سؤال؟ المحاور: تفضلي. زينب: بما يقيسون القراءة القرآنية المتواترة والشاذة؟ المحاور: شكراً زينب، سيدي الكريم بما يقيسون القراءة يعني لمعرفة المتواترة منها والشاذة. الجزائري: جميل جداً، هم عندهم قياس منذ ظهور هذا العلم العظيم جداً الذي نحن كنا قد اشرنا الى مطالعه، بداياته كانت عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) بل كانت مطالعه عند الروح الامين جبريل (عليه السلام) وهو اول من اقرء رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولعلنا نتذكر الايات الخمس المباركة من سورة العلق الكريمة «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ» انظر هذا الجمال «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ» صدق الله العلي العظيم، سيدي الكريم منذ ذلك الوقت كانوا يضعون القراءة حدوداً ومقاييس هذه المقاييس في نهاية الزمان يعني لعله في القرن التاسع ثبتت عليها ولم يزد عليها، كان الناس كل منهم يقول في زمانه بمقياس فأختلفت مقاييسهم منهم من يوافق سابقه ومنهم من يخالفه، منهم من ثبت على من سبقه ومنهم من جاء بجديد الخلاصة انهم يقولون ما وافق الرسم القرآني، اذا كانت الكتابة كتابة القرآن الكريم فهي قراءة واذا وافقت هذا الرسم فهي قراءة، اذا وافقت السند يعني كان سندها صحيحاً، من رواها من القارئين، من رواها من الناس كانوا ناس متدينين، كانوا اصحاب صدق يعني كما ينص عليهم اصحاب علم الجرح والتعديل في الحديث، اذا كانوا من هذه الفئة اخذ بكلامهم، اذا وافقت نص القرآن الكريم هذه اذا توفرت هذه المقاييس الثلاثة كانت القراءة مقبولة وسواها كان شاذاً. المحاور: كما قلت في بداية البرنامج القرآن الكريم هو كتاب شرف جميع الكتب لأنه من كلام الله سبحانه وتعالى اذن ارجوكم ان تبقوا معنا لحلقة اخرى في الاسبوع القادم مع القراءات القرآنية لنبقى مع الاستاذ بشير الجزائري وحسن الختام استاذ بشير الجزائري والوقت الان ينفد، لماذا لم يذهبوا لكتابة القرآن كل بنوع، الكوفية والنسخة والثلثة كل بقراءة لكي يبسطوا هذا الامر على الناس. اولاً هذه الكتابة جاءت متأخرة كتب اولاً بالكوفية كما انت تدري، انا لم استطع ان اجيب حضرتك الكريمة عن كل سؤال سألتنيه وقد انصفتني في الاخر اذ جعلت موضوع الحلقة القادمة القراءات القرآنية ايضاً وانا شاكر لك ذلك واسأل الله لك خير الدنيا والاخرة ومحي لك ولمستمعيك. انا اشكرك ايضاً وارجو ان نبقى مع هذا الموضوع وشكراً لكم مستمعينا الكرام، في امان الله الى اللقاء.
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة