ويتظاهر الآلاف في ساحة "الحبوبي" بمدينة الناصرية مركز المحافظة لليوم السادس على التوالي، رغم استجابة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لمطالبهم، وإقالة محافظ "ذي قار" ناظم الوائلي الذي يتهمونه بـ"الفساد وسوء الإدارة".
وتجددت الصدامات بين المتظاهرين والقوات الأمنية قرب مبنى المحافظة بالناصرية، ما أسفر عن إصابة عدد من المتظاهرين وقوات الأمن.
وفي بيانهم السبت، اتهم المتظاهرون "السلطة" بالعودة "إلى أساليب القمع الدموية والوحشية ضد أبناء هذه المحافظة الباسلة، التي تمثل صوت العراق المدوي الصادح بالحق".
وأكد المتظاهرون أن سقف مطالبهم "لن يقف عند حد" وأن أبسط تلك المطالب الآن "هو إقالة مصطفى الكاظمي".
ووصفوا قرار إقالة محافظ ذي قار الذي اتخذه الكاظمي مساء أمس الجمعة بـ"أسلوب التخدير والتغييرات الشطرنجية".
واعتبر البيان أن "الكاظمي لا يقل تقصيرا وقمعا عن سلفه (عادل) عبد المهدي وصار رحيله مطلبا جماهيرا يمثل أبسط أشكال العزاء لعوائل الشهداء ودموع الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن في رحلة البحث عن الوطن".
وأكد المتظاهرون أنهم لن يعودا إلى منازلهم "إلا بعد رحيل الكاظمي الذي أغرق البلاد بالدماء والديون والوعود الكاذبة وجعل الوطن دمية بيد مستشاريه الذين لم يتعرض أحدهم لجوع أو عوز أو حتى رصاصة طائشة"، وفق قولهم.
والجمعة، أعلنت مصادر أمنية في مدينة الناصرية مقتل 4 متظاهرين، وإصابة أكثر من 100 آخرين في الاحتجاجات التي شهدتها المدينة.
وتسببت عقود من النزاعات والفساد وضعف الاستثمار في تدهور الخدمات العامة في العراق ونقص في الكهرباء والمياه.
وقاد الغضب الشعبي، في نهاية 2019، حيال الفساد والبطالة المستشرية إلى انتفاضة غير مسبوقة تخللتها أعمال عنف أسفرت عن مقتل 600 شخص وإصابة 30 ألفا في جميع أنحاء البلاد.
وتأتي أعمال العنف الجديدة قبل أقل من أسبوعين من زيارة مقررة للبابا فرنسيس إلى العراق.