النجاح يتطلب اتخاذ عدة خطوات علمية وعملية، فلا يكفي العلم دون العمل، ولا تكفي قراءة كتب النجاح دون تطبيق تلك الاستراتيجيات على أرض الواقع.
في هذه المقالة أضع بين أيديكم وصفة النجاح كما وردت في كلمات الإمام علي (ع) ، ففي كلماته العظيمة أرقى التوجيهات لصناعة النجاح، ولذلك اقتطفت لكم هذه التوجيهات من «كتاب نهج البلاغة وكتاب غرر الحكم ودرر الكلم» لتكون الخطوة الأولى نحو النجاح:
التفكير بالنجاح
النجاح هو بمثابة عملية فكرية تقوم بها في حياتك، فلابد أن تفكر في النجاح لكي تنجح، كما يقول الإمام علي (ع): إذا قدمت الفكر في جميع أفعالك حسنت عواقبك في كل أمر.
كما يجب أن تكون لديك رغبة جامحة بالنجاح، رغبة تدعوك للعمل، رغبة نابعة من ثقتك بنفسك وقدراتك، وأنك قادر على تحقيق النجاح.
التخطيط الجيد
جاء في وصية الإمام علي (ع) الأخيرة أنه قال ”أُوصِيكُمَا، وَجَمِيعَ وَلَدِي وَأَهْلِي وَمَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي، بِتَقْوَى اللهِ، وَنَظْمِ أَمْرِكُمْ،“
فلا نجاح من دون تخطيط، إن خطتك هي دليلك الذي يقودك خطوة خطوة إلى تحديد كل ما تحتاج إليه لكي تتحول أحلامك إلى حقيقة.
كما أنّ عُنصر التخطيط يساعدك كثيراً في عدم تبديد وقتك وطاقتك.
كما أن التخطيط يساعدك على الوصول إلى محطات ناجحة في حياتك، ويحفزك على التفكير في المستقبل بلغة علمية مدروسة قائمة على البراهين.
السعي والجد
النجاح هو مسيرة تعب وجهد، فهو لا يأتي لك على طبق من ذهب، عليك أن تعمل بجد، وعليك أن تكون مثابرًا وبعيد الهمة ف ”من طلب شيئا ناله أو بعضه“. وأن ترفع شعار المبادرة في حياتك، وتكون الرقم الأول والمميز والأفضل في عملك، ف ”ما أقرب النجاح ممن عجل السراح“ كما يقول.
اصبر تنجح
النجاح يحتاج إلى صبر حتى تصل إليه، فعليك أن تتحلى بسياسة النفس الطويل، والمثابرة والعمل الدؤوب وبذل أقصى جهد، فثمرة النجاح تأتي من الصبر الطويل. وكما يقول: ”بالصبر تدرك معالي الأمور“ و”بشر نفسك إذا صبرت بالنجح «بالنجاح» والظفر“ و”ما خاب من لزم الصبر“
النظرة الإيجابية
التفاؤل من أهم أسرار النجاح في الحياة، إنّه يمنح النفس الشعور بالارتياح، بالنشاط، بالقوة.
كما أنّه يعصم الإنسان من الشعور بالفشل والهزيمة والإحباط والقلق.
لا بد أن تعلم أن الحياة تبتسم لك عندما تكون سعيدًا متفائلًا بينما تهرب وتبتعد منك عندما تكون كئيبًا متشائمًا. لذلك «تفائل بالخير تنجح». كما قال عليه السلام.
قال: «يَا بُنَيَّ، إِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْأَحْمَقِ، فَإِنَّهُ يُريِدُ أَنْ يَنْفَعَكَ فَيَضُرَّكَ. وَإِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْبَخِيلِ، فَإِنَّهُ يَقْعُدُ عَنْكَ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَيْهِ. وَإِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْفَاجِرِ، فَإِنَّهُ يَبِيعُكَ بِالتَّافِهِ»
لكي تنجح عليك أن تبتعد عن ذلك الصديق الذي تستشعر أنه شخص مُحبط كَسول مُتشائم كئيب كَاذب، أنت بحاجة إلى ذلك الإنسان الذي يأخذ بيدك من القاع إلى القمة، الذي يبث فيك روحًا إيجابية تحلق بك في عالم النجاح.
ومن جميل ما ينسب للشيخ علي الطنطاوي قوله: ”مِن الجمِيل أن يكُون لديكَ صديقٌ كلّما أتيتَ له متكدّراً رجعت منْه صافياً وكلّما قدمت إليْه ضعيفاً عدتَ منه أقوَى“.
النجاح نتيجة الاستشارة
قال الإمام علي (ع): ”المستشير على طرف النجاح“
ينبغي على الإنسانِ أن لا يغترَّ بذكائه وفِطنتِه، وأن لا يعتمدَ على قوةِ عقلِه وحِكمتِه، حتى وإن كانَ قد أصابَ في الرَّايِّ مراتٍ كثيرةً، بل عليه أن يستشير أصحاب الخبرات وأهل الرأي السديد.
فالمُشاورةُ هي فن استخدام العقول، فبدلًا من أن تفكر بعقل واحد يمكنك أن تفكر بعدة عقول وهي سِمة لأصحابِ العقولِ الكبيرةِ.
فلا تتردد في من تثق بهم ف ”من استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطاء“ و”ما ضل من استشار“ كما ورد عن الإمام علي (ع).
نجاحك يتحدث عنك
الضجيج لا يصنع شيئا، فقط يشعرك بأن الناس يعملون.
لذلك اعمل بجد في صمت، ودع نجاحك يتحدث عنك بصوتٍ عالٍ… ولذلك قال: أنجح الأمور ما أحاط به الكتمان.
التحلي بمكارم الأخلاق
النجاح الفاقد للأخلاق هو نجاح وهمي، هو نجاح فارغ يقود صاحبه نحو «الغرور» ثم الفشل... فعن أمير المؤمنين (ع) ، أنه قال: «لو كنا لا نرجو جنة ولا نخشى نارا ولا ثوابا ولا عقابا، لكان ينبغي لنا أن نطلب مكارم الأخلاق، فإنها مما تدل على سبيل النجاح».
والصدق هو أحد مكارم الأخلاق حيث يقول: ”من قال بالصدق أنجح“ كما أن الكاذب لا يذوق طعم النجاح والسعادة ابدًا؛ فعن أمير المؤمنين (ع): «أبعد الناس من النجاح الكذوب ذو الوجه الوقاح».
أضف إلى ذلك حسن النية فهي أساس الأعمال الصالحة والأفعال الحسنة والأقوال الصادقة، وهي قوة هامة للوصول إلى النجاح بشرف وعزة، ولذا ورد: عود نفسك حسن النية وجميل المقصد، تدرك في مباغيك النجاح. وذلك لما للنية الصافية من طاقة مؤثرة في عالمنا الخاص ومحيطنا العام.
رضي منصور العسيف