فورد في الاحاديث في زيارة الامام الحسين صلوات الله عليه ـ والمقصود هنا ان يكون الزائر عارفا بحقه عليه السلام ـ فانّها تعدل ألف حجّة وألف عمرة وألف جهاد بل تفوقها، والاحاديث في كثرة فضل زيارته ـ عليه السلام ـ كثيرة ومنها عن ابي عبد الله الصادق عليه السلام قال: ما من أحد يوم القيامة إلا وهو يتمنى أنه من زوار الحسين بن علي عليه السلام لما يرى مما يصنع بزوار الحسين من كرامتهم على الله.
وإما ما يختص في زيارة الامام الحسين عليه السلام في ليلة الجمعة فانه لا يخفى على القارئ كثرة الروايات التي وردت في زيارته صلوات الله عليه في هذه الليلة ومنها عن كعب الاحبار...، يسألونه عن الملاحم التي تظهر في آخر الزمان، فصار كعب يخبرهم بأنواع الاخبار والملاحم والفتن التي تظهر في العالم، ثم قال: وأعظمها فتنة وأشدها مصيبة لا تنسى إلى أبد الآبدين مصيبة الحسين عليه السلام وهي الفساد الذي ذكره الله تعالى في كتابه المجيد حيث قال: " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس " وإنما فتح الفساد بقتل هابيل بن آدم، وختم بقتل الحسين عليه السلام أولا تعلمون أنه يفتح يوم قتله أبواب السماوات ويؤذن للسماء بالبكاء فتبكي دما، فإذا رأيتم الحمرة في السماء قد ارتفعت، فاعلموا أن السماء تبكي حسينا. ...فإذا كانت ليلة الجمعة ينزل إليها تسعون ألف ملك يبكون على الحسين عليه السلام، ويذكرون فضله وإنه يسمى في السماء: حسينا المذبوح، وفي الارض: أبا عبد الله المقتول...العوالم للشيخ عبد الله البحراني ج2 ص119.
واما نص الزيارة فهو الاتي:
بسم الله الرحمن الرحيم
«اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ،
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وارِثَ نُوح نَبِيِّ اللهِ،
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وارِثَ اِبْراهيمَ خَليلِ اللهِ،
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وارِثَ مُوسى كَليمِ اللهِ،
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وارِثَ عيسى رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وارِثَ مُحَمَّد حَبيبِ اللهِ،
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وارِثَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلَيْهِ السَّلامُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ مُحَمَّد الْمُصْطَفى،
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ عَلِيِّ الْمُرْتَضى،
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ،
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ خَديجَةَ الْكُبْرى،
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ،
اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنْ الْمُنْكَرِ، وَاَطَعْتَ اللهَ وَرَسُولَهُ حَتّى اَتاكَ الْيَقينُ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ،
يَا مَوْلايَ يَا أبا عَبْدِاللهِ، أشْهَدُ أنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الاَْصْلابِ الشّامِخَةِ، وَالاَْرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ، لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجاهِلِيَّةُ بِاَنْجاسِها، وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمّاتِ ثِيَابِها،
وَاَشْهَدُ أنَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدّينِ، وَأرْكانِ الْمُؤْمِنينَ،
وَأشْهَدُ اَنَّكَ الاِْمامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الْهادِي الْمَهْدِىُّ،
وَاَشْهَدُ أنَّ الاَْئِّمَةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى، وَأعْلامُ الْهُدى، وَالْعُروَةُ الْوُثْقى، وَالْحُجَّةُ عَلى اَهْلِ الدُّنْيَا،
وَاُشْهِدُ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ وَأنْبِيَاءَهُ وَرُسُلَهُ أنّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِاِيَابِكُمْ، مُوقِنٌ بِشَرايـِعِ ديني وَخَواتيمِ عَمَلي، وَقَلْبي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ وَأمْري لاَِمْرِكُمْ مُتَّبِـعٌ، صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَعَلى أرْواحِكُمْ وَعَلى اَجْسادِكُمْ وَعَلى اَجْسامِكُمْ وَ عَلى شاهِدِكُمْ وَعَلى غائِبِكُمْ وَعَلى ظاهِرِكُمْ وَعَلى باطِنِكُمْ.
ثمّ انكبّ على القبر وقبّله وقُل:
بِاَبي أنْتَ وَاُمّي يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، بِاَبي أنْتَ وَاُمّي يَا اَبا عَبْدِاللهِ،
لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتِ الْمُصيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ أهْلِ السَّماواتِ وَالاَْرْضِ، فَلَعَنَ اللهُ أمَّةً أسْرَجَتْ وَألْجَمَتْ وَتَهَيَاتْ لِقِتالِكَ،
يَا مَوْلايَ يَا اَبا عَبْدِاللهِ، قَصَدْتُ حَرَمَكَ، وَأتَيْتُ اِلى مَشْهَدِكَ،
أسْألُ اللهَ بِالشَّأنِ الَّذي لَكَ عِنْدَهُ وَبِالَْمحَلِّ الَّذي لَكَ لَدَيْهِ أنْ يُصَلِيَّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ يَجْعَلَني مَعَكُمْ فِي الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ».