وقام الأسبوع الماضي عدد من المتطرفين في السويد وفرنسا والدنمارك بتوجيه إساءة للقرآن الكريم وتمزيقه وأيضاً نشر رسوم كاريكاتيرية تستهزئ برسول الله محمد بن عبدالله(ص).
وتم تبرير الإساءة في الغرب بذريعة حرية التعبير ولكن يعتقد المسلمون أن هذه الإساءات ليست حرية إنما هي إستغلال للحرية.
وقد إزدادت الإساءات للدين الإسلامي وللمقدسات الإسلامية بعد فوز إنتخاب حكومات يمينية متطرفة في أمريكا والعديد من الدول الأوروبية.
وبدأت موجة الإسلاموفوبيا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر حيث بدأ بعض المتطرفين بتوجيه الإساءات للمقدسات الإسلامية.
وإن الاساءة للنبي (ص) من خلال رسم الكاريكاتير وإنتاج الأفلام، وحرق القرآن وتمزيقه، وإلحاق الاضرار الى مقابر المسلمين ومساجدهم، والاعتداء اللفظي والبدني على النساء المحجبات، وإعطاء صفات مثل الإرهابيين والمعتدين للمسلمين من قبل بعض السياسيين والمشاهير، هي من بين السلوكيات التي يتم تعريفها على أنها سلوكيات معادية للإسلام.
ومع نمو الشبكات الاجتماعية، أصبحت هذه السلوكيات أكثر كثافةً وانتشاراً، ونتيجة لذلك، خلقت هذه الشبكات فرصة للأشخاص المعادين للإسلام لنقل النصوص والصور المهينة بشكل أسرع.
وقد أعلن القس الأمريكي في ولاية "فلوريدا" الأمريكية، "تيري جونز" عام 2010 للميلاد أنه ينوي إضرام النار بـ 3 آلاف مصحف تكريماً لضحايا أحداث 11 من أيلول/سبتمبر 2001 للميلاد، الأمر الذي واجه منعاً من قبل الشرطة ولم يحصل.
وقبل ذلك قامت العام 2005 للميلاد صحيفة دنماركية بنشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة لرسول الله (ص) أثارت غضب المسلمين في جميع أنحاء العالم، وتمت طباعة هذه الرسوم المسيئة للنبي(ص) ونشرها في فرنسا وإسبانيا إيطاليا وألمانيا والنرويج وهولندا وسويسرا وبولندا جمهورية الشيك.
والأمر الملفت في هذه الأحداث، الدعم الأخير لقادة الدول الغربية للفاعلين بحجة دعم حرية التعبير، الأمر الذي أعلن عنه الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" أخيراً.
على الرغم من وعي حكام الدول المختلفة بحساسية قضية الدين وإهانة المقدسات الإسلامية بين المسلمين، فإن أفعالًا مثل حرق القرآن والاساءة الى نبي الإسلام تحت عناوين مختلفة تواجه بالصمت حيث قد أدّى الصمت بحجة الحفاظ على حرية التعبير في هذه الدول إلى استمرار هذه السلوكيات البغيضة.
وحافظت عدد من الدول الأوروبية مثل ألمانيا وبولندا وإسبانيا، ودول مثل البرازيل وروسيا، على قوانين منع الاساءة الى المقدسات. ومع ذلك، فإن بعض البلدان الأخرى مثل الولايات المتحدة ودول أوروبا الشرقية، ليس لديها قانون في هذه الحالات وقد عرَّفت الاساءة الى المقدسات على أنه جرائم الكراهية. لكن الوضع مختلف في دول مثل فرنسا وكندا والنرويج والسويد حيث تسمح بإهانة المقدسات الدينية بحجة حماية حرية التعبير.
ويبدو أنه بالنظر إلى الوضع الحالي، ستستمر الإهانات للمقدسات الإسلامية في مختلف البلدان من قبل الأشخاص الذين يدافعون ظاهريًا عن حرية الرأي لكنهم يسعون إلى أهداف معادية للإسلام ويبررون قانون حرية التعبير. مع ذلك، يجب أن نؤكد أن معاداة الإسلام ستؤدي في نهاية المطاف إلى إلحاق الضرر بهذه المجتمعات وخلق الانقسامات بين الناس.