البث المباشر

الخطبة ۱٦٥: فيها يذكر سلام الله عليه صغار المخلوقات وايضاً منها في صفة الجنة

الإثنين 5 نوفمبر 2018 - 09:58 بتوقيت طهران

صغار المخلوقات: وَسُبْحَانَ مَنْ أَدْمَجَ قَوَائِمَ اَلذَّرَّةِ واَلْهَمَجَةِ، إِلَى مَا فَوْقَهُمَا، مِنْ خَلْقِ اَلْحِيتَانِ واَلْفِيلَةِ، ووَأَى عَلَى نَفْسِهِ أَلاَّ يَضْطَرِبَ شَبَحٌ مِمَّا أَوْلَجَ فِيهِ اَلرُّوحَ، إِلاَّ وجَعَلَ اَلْحِمَامَ مَوْعِدَهُ، واَلْفَنَاءَ غَايَتَهُ.

صفة الجنة:
فَلَوْ رَمَيْتَ بِبَصَرِ قَلْبِكَ نَحْوَ مَا يُوصَفُ لَكَ مِنْهَا، لَعَزَفَتْ نَفْسُكَ عَنْ بَدَائِعِ مَا أُخْرِجَ إِلَى اَلدُّنْيَا، مِنْ شَهَوَاتِهَا، ولَذَّاتِهَا، وزَخَارِفِ مَنَاظِرِهَا، ولَذَهِلَتْ بِالْفِكْرِ فِي اِصْطِفَاقِ أَشْجَارٍ، غُيِّبَتْ عُرُوقُهَا، فِي كُثْبَانِ اَلْمِسْكِ عَلَى سَوَاحِلِ أَنْهَارِهَا، وفِي تَعْلِيقِ كَبَائِسِ اَللُّؤْلُؤِ اَلرَّطْبِ فِي عَسَالِيجِهَا، وأَفْنَانِهَا، وطُلُوعِ تِلْكَ اَلثِّمَارِ مُخْتَلِفَةً فِي غُلُفِ أَكْمَامِهَا، تُجْنَى، مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفٍ، فَتَأْتِي عَلَى مُنْيَةِ مُجْتَنِيهَا، ويُطَافُ عَلَى نُزَّالِهَا، فِي أَفْنِيَةِ قُصُورِهَا بِالْأَعْسَالِ اَلْمُصَفَّقَةِ، واَلْخُمُورِ اَلْمُرَوَّقَةِ، قَوْمٌ لَمْ تَزَلِ اَلْكَرَامَةُ تَتَمَادَى بِهِمْ، حَتَّى حَلُّوا دَارَ اَلْقَرَارِ، وأَمِنُوا نُقْلَةَ اَلْأَسْفَارِ، فَلَوْ شَغَلْتَ قَلْبَكَ أَيُّهَا اَلْمُسْتَمِعُ بِالْوُصُولِ إِلَى مَا يَهْجُمُ عَلَيْكَ مِنْ تِلْكَ اَلْمَنَاظِرِ اَلْمُونِقَةِ، لَزَهَقَتْ نَفْسُكَ شَوْقاً إِلَيْهَا، ولَتَحَمَّلْتَ مِنْ مَجْلِسِي هَذَا إِلَى مُجَاوَرَةِ أَهْلِ اَلْقُبُورِ اِسْتِعْجَالاً بِهَا، جَعَلَنَا اَللَّهُ وإِيَّاكُمْ مِمَّنْ يَسْعَى بِقَلْبِهِ، إِلَى مَنَازِلِ اَلْأَبْرَارِ بِرَحْمَتِهِ.
 

ومن كلماته القصار عليه السلام في نهج البلاغته:
إِنَّ لِلْقُلُوبِ إِقْبَالاً وَ إِدْبَاراً، فَإِذَا أَقْبَلَتْ فَاحْمِلُوهَا عَلَى اَلنَّوَافِلِ، وَ إِذَا أَدْبَرَتْ فَاقْتَصِرُوا بِهَا عَلَى اَلْفَرَائِضِ.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة