الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي لا مِنْ شَيْءٍ كانَ، وَلا مِنْ شَيْءٍ كَوَّنَ ما قَدْ كانَ، مُسْتَشْهِدٌ بِحُدُوثِ الْاَشْياءِ عَلى اَزَلِيَّتِهِ، وَبِما وَسَمَها (۱) بِهِ مِنَ الْعَجْزِ عَلى قُدْرَتِهِ، وَبِمَا اضْطَرَّها اِلَيْهِ مِنَ الْفَناءِ عَلى دَوامِهِ، لَمْ يَخْلُ مِنْهُ مَكانٌ فَيُدْرَكَ بِاَيْنِيَّتِهِ، وَلا لَهُ شِبْهٌ وَلا مِثالٌ فَيُوصَفَ بِكَيْفِيَّتِهِ، وَلَمْ يَغِبْ عَنْ شَيْءٍ فَيُعْلَمَ بِحَيْثِيَّتِهِ.
مُبائِنٌ لِجَميعِ ما اَحْدَثَ فِي الصِّفاتِ (۲)، وَمُمْتَنِعٌ عَنِ الْاِدْراكِ بِمَا ابْتَدَعَ مِنْ تَصَرُّفِ الذَّواتِ، وَخارِجٌ بِالْكِبْرِياءِ وَالْعَظَمَةِ مِنْ جَميعِ تَصَرُّفِ الْحالاتِ.
(۱) السمة: العلامة.
(۲) بما انّ صفاته تعالى عين ذاته فلا يجانسه شيء، فلا سنخيّة بينه وَبين الممكنات.