البث المباشر

إهتداء السيد صادق النقوي لمعرفة قتلة الحسين (عليه السلام)

الأربعاء 31 أكتوبر 2018 - 14:18 بتوقيت طهران

بسم الله و نحمده جلت نعماؤه إذ جعلنا من أهل مودة أحب خلقه إليه و أرأفهم بخلقه المصطفى الأمين و آله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين. السلام عليكم إخوتنا المستمعين، معكم في حلقة إخرى من هذا البرنامج نعيش فيها دقائق مع جانب من رحلة أخينا السيد صادق حسين النقوي للوصول الى الحقيقة و في رحلته هداه الله عزوجل لتفنيد أخطر الشبهات التي أثارها أعداء الحسين لتبرئة قتلة الحسين و اتهام شيعة الحسين – صلوات الله عليه – تابعونا مشكورين.

أيها الإخوة والأخوات، ولد السيد صادق حسين النقوي في كشمير الحرة سنة ۱۹٦۹ ميلادية و نشأ في عائلة تنتسب للذرية المحمدية لكنها تعتنق المذهب الحنفي فلم تكن تتعبد لله على وفق مذهب أهل البيت المحمدي..
 

و شاء الله أن ييسر له أمر هدايته الى هذا المذهب النقي، فهيأ له أمر التعرف على إثنين من أتباعه أعجبته أخلاقهما الطيبة ثم عرف أنهم من الشيعة فعرفاه بمذهب أهل البيت – عليهم السلام –، يقول السيد صادق فيما كتبه عن قصة هدايته في الجزء الأول من موسوعة (من حياة المستبصرين): (قررت بعد ذلك أن أبذل قصارى جهدي للحصول على معتقد يرتكز على الدليل والبرهان فاعتنقه عن علم ودراية، و لئلا أكون كما أنا عليه الآن متزلزلا لا أمتلك أي دليل أستند و ألتجئ إليه عند مواجهتي لأدنى شبهة. و طلبت منهما إرفادي بكتب الشيعة العقائدية و الفقهية و التاريخية لأتحقق من نفسي، و لأصل إلى ما يوافق كتاب الله و سنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) و نهج آله (عليهم السلام)، و عكفت على قراءتها و مطالعتها بدقة و إمعان، و كنت إناقش ما كان غامضا فيها معهما و مع غيرهما، و بعد مضي فترة أدركت أن مضامين هذه الكتب متينة الاستدلال سهلة الأسلوب و مستظلة بمظلة القرآن، و موافقة لسنة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، و زاخرة بتراث العترة الطاهرة (عليهم السلام)، فكانت هذه الكتب تلامس شغاف قلبي و تفتح أبواب عقلي.
 

بدأ السيد صادق رحلة تعرفه على المذهب الحق من واقعة الطف ففمحت معطياتها قلبه على معرفة أولياء الله الصادقين و موالاتهم و معرفة أعدائهم أعداء الله و التبرأ منهم كما نقلنا حديثه بهذا الشأن في حلقة سابقة، لكن شبهة خطيرة إعترضته فطلب من الله دفعها و معرفة الحقيقة الناصعة بشأنها يقول السيد صادق: (بعد انتهاء المراسم التي أحييناها بمناسبة ذكرى مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء، جلست وقت غروب ذلك اليوم وحيدا منعزلا عن جماعتي تحت ظل السماء، و غرقت في التفكير حتى خيم علي الهم و الحزن، و رفعت رأسي أنظر إلى غروب الشمس العاشر من المحرم، فكانت السماء دامية توحي بالحزن و الكآبة، ثم تأملت بما قمت به في ذلك اليوم، فرأيت أني طويت يوما طال أمده بالنسبة لي! و بعد مضي ذلك اليوم طفقت أتتبع خطى الحسين – عليه السلام – لتبرير ساحة بني أمية من هذه الجريمة النكراء!).
 

أدرك اللطف الإلهي عبده السيد صادق الكشميري فأعانه على معرفة الحقيقة و أهداف مثيري هذه الشبهة، يقول حفظه الله: (قيض الله لي مجموعة من الكتب التي فندت هذا الدعاء بشكل تام، و فهمت منها و من بعض المحورات التي كانت تدرور بيني و بين الآخرين، إنه لم يكن في الجيوش الزاحفة لحرب الإمام الحسين (عليه السلام) شيعي واحد! ". فإن الكوفة قد خلت تقريبا – في هذه الفترة – من الشيعة، حيث تعرضوا لحملات الإبادة و التنكيل و التهجير، فكان شيعة أهل البيت (عليه السلام) في الكوفة أكثر الناس بلاء و أشدهم محنة، كما قال ابن أبي الحديد: "فلم يكن البلاء أشد و لا أكثر منه بالعراق، و لا سيما بالكوفة، حتى أن الرجل من شيعة علي (عليه السلام) ليأتيه من يثق به، فيدخل بيته فيلتقي إليه سره، و يخاف من خادمه و مملوكه، و لا يحدثه حتى يأخذ عليه الأيمان الغليظة ليتمكن عليه... فلم يزل الأمر كذلك حتى مات الحسن بن علي (عليه السلام)، فازداد البلاء و الفتنة، فلم يبق أحد من هذا القبيل إلا و هو خائف على دمه أو طريد في الأرض").

وهكذا بدأت الحقائق تتجلى لأخينا السيد صادق النقوي و عرف أن الذين خذلوا الحسين – عليه السلام. لم يكونوا شيعته الصادقين الذين تعقبهم الطغيان الأموي بكل عنف، يقول السيد صادق: (كتب معاوية إلى عماله نسخة واحدة: "انظروا من قامت عليه البينة أنه يحب عليا و أهل بيته فامحوه من الديوان، و أسقطوا عطائه و رزقه"، و شفع بذلك بنسخة إخري: "من إتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم به و اهدموا داره" (۲). و يصف الإمام محمد الباقر (عليه السلام) ذلك الوقت قائلا: "و قتلت شيعتنا بكل بلدة، و قطعت الأيدي و الأرجل على الظنة، و كل من يذكر بحبنا و الانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله أو هدمت داره، ثم لم يزل البلاء يشتد و يزداد إلى زمان عبيد الله بن زياد قاتل الحسين (عليه السلام)... " (۳). و بهذه السياسة خلت الكوفة من الشيعة تقريبا، خصوصا بعد حملات التهجير و النفي التي شنت على أتباع أهل البيت (عليهم السلام) أيام زياد ابن أبيه، حيث أبعد خمسين ألفا منهم إلى خراسان!، و الكوفة كانت شيعية النزعة أيام خلافة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، و لكنها تغيرت بعد ذلك فقل عددهم فيها.
 

و هدا الله جلت قدرته هذا الأخ الى دليل حاسم من واقعة كربلاء نفسها يدحض مزاعم الوهابية بأن قتلة الحسين – عليه السلام – هم شيعته، و هو ما عبر عنه بقوله: (لقد أكد القوم الزاحفون لحرب الحسين (عليه السلام) أنهم ليسوا من الشيعة، بل هم عثمانيون!! عندما قالوا: "ليعطش كما عطش من كان قلبه" إشارة إلى عثمان عندما حاصره الثوار في بيته، و أثبتوا ذلك أيضا عندما سألهم سيد الشهداء (عليه السلام) بقوله: "ويلكم! أتطلبوني بدم أحد منكم قتلته، أو بمال استكملته، أو بقصاص من جراحات استهلكته؟" فقالوا: "نقتلك بغضا منا لأبيك!"، و لا يوجد شيعي واحد يبغض الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، فأين هؤلاء من التشيع!!. ثم إن الإمام الحسين (عليه السلام) قد حدد إنتماءهم بقوله: "يا شيعة آل أبي سفيان، إن لم يكن لكم دين، و كنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحرارا في دنياكم هذه، و ارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عربا كما تزعمون" (۱)، فهل بعد كل هذا يقول أحد أن الشيعة هم قتلة الإمام الحسين (صلى الله عليه وآله وسلم)!!.
 

مستمعينا الأفاضل و جاءت الضربة القاصمة لهذه الشبهة و التي أزالتها عن قلب أخينا السيد صادق الكشميري عندما راجع تأريخ قتلة الحسين المباشرين فوجدهم أبعد الناس عن التشيع له – عليه السلام –، يقول حفظه الله: (و لعل البعض يحاول جعل من شاركوا في حرب صفين مع الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) كشمر بن ذي الجوشن، و شبث بن ربعي، و قيس بن الأشعث من الشيعة، و لكن هذه مغالطة مكشوفة فإن هؤلاء من أبرز الذين تمردوا على الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) و خرجوا عليه، في ألعوبة رفع المصاحف التي دبرها عمرو بن العاص!، فالقوم خارجون عن الدين مارقون منه، ليس بينهم وبين التشيع صلة وإنتماء.)
 

مستمعينا الأكارم و بزوال هذه الشبهة فتح الله عزوجل قلب هذا السيد الباحث عن الحقيقة على التشيع لأهل بيت النبوة – عليهم السلام – و ببركة الحسين – عليه السلام – إهتدى هو لذلك فأستنارت بنورهداية عائلته أيظا
يقول السيد صادق النقوي في ختام قصته: "لقد أراحتني هذه الإجابات، و دفعتني لتصحيح عقائدي الموروثة، فكنت بعد ذلك من الملتزمين بإحياء المراسم الحسينية. و جئت ذات يوم إلى أبي و قلت له: أبتاه نحن من سلالة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، و أولى الناس باتباع ذريته الطاهرة التي أبعد الله عنها الرجس، فعلينا أن لا نبتعد عن مسلكهم لأنهم سفن النجاة، و نجوم الأمان و الهداية. و أخذت أشرح له الحقائق التي عرفتها، فما كان منه إلا أن وافقني على ذلك، بل دفعني للالتحاق بمدارس الإمامية لأنهل من علوم العترة الطيبة وأسير بسيرتهم (عليهم السلام) و أكون داعية لمذهبهم".
 

نشكر لكم ايها الأطائب طيب الإستماع لحلقه اليوم من برنامج (بالحسين إهتديت) إستمعتم لها مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران.
تقبل الله أعمالكم و دمتم بألف خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة