وصرح سماحة الامام القائد قائلا (انه في العصر الحاضر لا توجد في الجرائم البشرية جريمة تضاهي حجم اغتصاب فلسطين وتشريد اهلها).
مما مضى فان من المهم القول ان احدى النتائج الجوهرية لتخليد ذكرى يوم القدس؛ هو صعود المقاومة كأثر حاسم في عملية الصراع الاسلامي ـ الصهيوني طيلة اكثر من 72 عاما شهدت فيها القضية الفلسطينية الكثير من التحولات والمنعطفات، ولكن مسيرة الجهاد والمقاومة بقيت هي الصوت الاعلى في خضم التحديات والالاعيب الاستكبارية.
في مقابل ذلك اظهرت مسيرة التسوية مع الاحتلال الغاصب فشلا باهظ الثمن ألحق بالشعب الفلسطيني والامة الاسلامية خسائر جسيمة مادية ومعنوية، وهو ما يستدعي اخذ العبرة والتجربة من الانخراط في دهاليز المفاوضات العقيمة التي قامت اميركا واوروبا برعايتها خلال الحقبة الماضية والتي كان من نتائجها صفقة القرن المشؤومة التي اباحت كل شيء للعدو الصهيوني الغاصب وزعمائه القتلة.
في هذا المجال اوضح سماحة قائد الثورة (ان المحادثات مع الولايات المتحدة والدول الغربية هي تجربة مرة وخاسرة في القضية الفلسطينية ذلك ان الهدف من زرع الكيان الصهيوني هو ايجاد قاعدة دائمة للغرب في غرب آسيا).
لقد قوضت مسيرة المقاومة النضال وبدرجة كبيرة جدا ما قيل عن التفوق الاسرائيلي في المنطقة وقد تعرض الكيان الصهيوني لضربات قاصمة ولهزيمة كبرى مذلة في حرب تموز 2006، جعلته يعيش انكماشا متزايدا في مقابل استكبار وتغطرس طال امدهما نتيجة هرولة المتخاذلين باتجاه طاولات الاستسلام وفعاليات التطبيع المشينة مع غاصبي فلسطين والقدس الشريف.
وقد اشاد سماحة قائد الثورة بدور المقاومة وتنامي نفوذها مؤكدا على (ان المقاومة اربكت الكيان الصهيوني ارباكا شديدا حتى اصبحت العوائق امامه اصعب فأصعب) مشيرا الى (ان تطورات الاوضاع في ساحة الصراع اظهرت بان جبهة المقاومة تزداد قوة وان جبهة الاستكبار آخذة بالضعف).
ان سماحة الامام الخامنئي (دام ظله) يطالب الامة الاسلامية كافة بان تعيش التعبئة العامة لمواكبة الجهاد المقدس الذي تمارسه المقاومة في اكثر من جبهة ، محذرا الامة في الوقت نفسه من الاعتماد على القوى الغربية لانها تعادي الشعوب الاسلامية وهي مسؤولة عن الكوارث والمجازر التي طاولت ابناءه في فلسطين ولبنان ودول عربية اخرى، مؤكدا سماحته على (ان العدو الصهيوني لا يمكن الحديث معه الا من خلال القوة وان المقاومة التي جسدتها حركتا حماس والجهاد الاسلامي الى جانب حزب الله، قد اتمت الحجة علينا).
ومن وجهة نظر السيد القائد فان "اسرائيل" ليست العدو الاكثر تهديدا للامتين الاسلامية والعربية، فقد شبهها سماحته (بانها الجائحة التي لن تبقى وسيتم القضاء عليها) مؤكدا (ان هدف الجهاد هو تحرير الارض الفلسطينية من البحر الى النهر وعودة الفلسطينيين الى ارضهم).
لكن الوصول الى ذلك يجعلنا احوج ما نكون الى مزيد من الاتحاد والتضامن والوعي وقراءة المتغيرات بوضوح اكبر واليقين بان الكيان الصهيوني يعيش اتعس سنوات حياته بعدما كان قد طغى متمردا على كل القوانين الدولية والانسانية، ولكنه غدا اليوم متخبطا في سلوكياته ويسيطر عليه الفزع والخوف من كل جانب.
ان الجمهورية الاسلامية اكدت مرارا وتكرارا على انها تدعم الكفاح المسلح ضد العدو الصهيوني وهي تضع امكاناتها تحت تصرف المجاهدين الفلسطينيين لانزال الضربات الماحقة به، وقد قدمت كبار الشهداء وعلى راسهم قائد فيلق القدس الشهيد الفريق قاسم سليماني في هذا الطريق، وقد اكد سماحة الامام الخامنئي ان يوم القدس العالمي سيكون له الدور الفاعل مستقبلا كما هو اليوم في دعم المقاومة والفعاليات الجماهيرية الهادفة الى تضييق الخناق على الصهاينة وطردهم وتحرير فلسطين من احتلالهم.
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي