وقال حميد "في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك يأتي يوم القدس العالمي، الذي دعا إليه مرشد الثورة الإيرانية السيد الخُميني (رحمه الله)، قبل ما يقارب الأربعين عاماً، ليكون تذكيراً بواجبنا تجاه فلسطين المحتلة، وتذكيراً لأحرار العالم وللأمتين العربية والإسلامية بهذا الواجب المُقدس، الذي هو واجب شرعي، وديني، وإسلامي، وأخلاقي، لنصرة القدس وفلسطين التي تئن تحت سياط العدو الإسرائيلي".
وأوضح القيادي حميد، أن الناظر في واقع الأمة العربية يجدها منقسمة إلى فسطاطين؛ الفسطاط الأول: هو فسطاط الحق، الذي يحمل همَّ فلسطين، ويمثل ظهيراً وفياً لها ولمقدساتها من خلال الدعم المادي والمعنوي للمقاومة، وذلك الفسطاط يتمثل في محور المقاومة الذي تتقدمه الجمهورية الإيرانية الإسلامية، ومعها حزب الله وحركات المقاومة في فلسطين، وباقي قوى الأمة في اليمن، وسوريا، والعراق، وكل أحرار العالم.
وأشار إلى أنَّ الفسطاط الثاني، يتمثل في فسطاط الباطل، وهو ذلك الفريق الذي يكيد المكائد لفلسطين والأمة العربية والإسلامية، لافتاً إلى أنَّ فسطاط الباطل يتمثل في بعض الأنظمة العربية التي تقف بكامل مقدراتها -للأسف الشديد- إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي، وتمد يد التطبيع الآثم والمدنس للعدو الصهيوني.
وقال: "للأسف في الوقت الذي أعلن فيه رئيس السلطة محمود عباس انسحابه من الاتفاقيات الأمنية الموقعة مع العدو الإسرائيلي، وفي الوقت الذي تتعرض فيه فلسطين لاعتداءات إسرائيلية غاشمة، هبطت أول طائرة إماراتية تطبيعية في مطارات العدو الإسرائيلي، والذريعة مساعدة طبية لفلسطين"، مضيفاً: "كان من الممكن أن تدخل إلى الضفة الغربية المحتلة بطريقة ليس فيها تطبيع للعلاقات مع الكيان المجرم الذي لا يرقب في مؤمنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّة".
ودعا القيادي حميد، القوى الحية في فلسطين والعالم العربي والإسلامي إلى كشف جميع المُطبعين وتعريتهم أخلاقياً، وثقافياً، ودينياً، وسياسياً وعلى جميع الصعد، مع ضرورة مقاطعتهم اجتماعياً (إن أمكن)، قائلاً: "لا يصح أن نعطى شرعية لهذا الاحتلال البغيض الذي يدنس المسجد الأقصى المبارك، ويحتل الأرض الفلسطينية، فلا طريق إلى تحرير فلسطين إلا بوحدة الأمة، ودعم جميع قوى المقاومة التي تقاتل هذا العدو الإسرائيلي، لأن ساعة النصر ليست عنا ببعيدة رغم كل الظلام، وخطط الضم، ومصادرة أراضي الضفة الغربية المحتلة، التي تنوي حكومة العدو الجديدة تنفيذها وسط تواطؤ عربي وغربي تام".
وترحم حميد على شهداء المقاومة الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل فلسطين، وخصَّ بالذكر شهيد القدس وقائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني وقائد أركان المقاومة في فلسطين الشهيد بهاء أبو العطا "أبو سليم"، مشيراً إلى أن "دماء شهداء المقاومة ستبقى لعنة تطارد الاحتلال وأعوانه من المطبعين، والمتخاذلين، والمفرطين في دينهم ودنياهم".
واختتم حميد حديثه، قائلاً: "صرخات أحرار العالم في يوم القدس العالمي وانات المسجد الأقصى المبارك وبكاء الثرى الفلسطيني يشحذ همم أبناء ورجال المقاومة، في شتى بقاع العالم نحو النصر والتحرير والتطهير للأرض المبارك (يرونه بعيداً بل لا يرونه مطلقاً.. لكننا نراه قريباً بل حاضراً حالاً حالاً بإذن الله تعالى).