بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين ابي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين.
مستمعينا الكرام السلام عليكم واهلاً بكم في حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة، حيث تفسير آيات اخرى من سورة المؤمنون.
ولنستمع الى تلاوة الآيات السابعة والاربعين والثامنة والاربعين والتاسعة والاربعين من هذه السورة:
فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ ﴿٤٧﴾
فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ ﴿٤٨﴾
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ﴿٤٩﴾
في الحلقة الماضية ذكرنا ان موسى وهارون عليهما السلام ارسلا الى فرعون وملإه لدعوتهم الى الحق والتوحيد.
واستعلاء منه وتكبراً رفض فرعون الدعوة الالهية ولم يؤمن بما جاء به النبيان موسى وهارون عليهما السلام.
والملفت ان فرعون اتهم النبيين موسى وهارون عليهما السلام بالاستعلاء، في حين ان هذه كانت صفة له فهو الذي استعبد الناس وقال انا ربكم الاعلى. اما خاتمة هذا الجور والطغيان الموت والهلاك اذ غرق فرعون في النيل وتهيأت بفضل الله تعالى الاجواء لحرية بني اسرائيل بعد ان سامهم فرعون سوء العذاب.
وفي هذا النص الشريف اشارة الى نزول التورات على موسى عليه السلام الكتاب المقدس من الله سبحانه لهداية بني اسرائيل.
والمستفاد من هذا النص :
- ليس للمنطق والاستدلال مكان في النظام الفرعوني لانه قائم على غير حق.
- ان ارادة الله اقتضت زوال قصور الاستكبار والطغيان، وان حسن العاقبة للمستضعفين.
ويقول تعالى في الآية الخمسين من سورة المؤمنون:
وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ ﴿٥٠﴾
ومن بعد موسى عليه السلام كان عيسى ابن مريم عليهما السلام اكبر انبياء بني اسرائيل، ولادته كانت معجزة الهية فيها اكبر دليل على رسالته السماوية.
نعم لقد كانت مريم سلام الله عليها آية في الطهارة والنقاء ومن دون ان يمسسها بشر وباذن الله سبحانه ولدت عيسى عليه السلام.
ويفيدنا نص الآية المباركة:
- ان عيسى ابن مريم ليس ابن الله، انه الدليل الى الله وليس هو الله.
- لقد حفت الرحمة الالهية بمريم وابنها المسيح عليهما السلام.
ويقول جل شانه في الآية الحادية والخمسين من سورة المؤمنون المباركة:
يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴿٥١﴾
ان الآيات السابقة تحدثت عن بعثة بعض الانبياء عليهم السلام واوضحت ان الانبياء هم من البشر، بشر اصطفاهم الله لرسالته والله اعلم حيث يجعل رسالته. هؤلاء الصفوة مثل الناس بحاجة الى طعام وشراب لكن مايميزهم عن الآخرين انهم لاياتون المحرمات بفضل العصمة المتواجدة فيهم. نعم انهم يجتنبون المحرم من الطعام والشراب ولايتناولون الا مما احل الله تعالى. ومعروف من آيات اخرى في القرآن الكريم ان الاكل والشرب ليسا هدفاً في حد ذاتهما بل هما لنمو الانسان من الناحية الجسمية وتكامله من الناحية النفسية.
وتحث آيات القرآن على الاكل مع عدم الاسراف والاكل واطعام الآخرين من المحتاجين وشكر نعم الباري تباركت اسماءه.
ولنستمع الى الدروس الماخوذة من هذا النص:
- لقد وصل الانبياء عليهم السلام الى درجات الكمال رغم انهم كانوا يعيشون مثل باقي الناس.
- لم يكن الانبياء والاولياء من اهل الرهبانية اذ لارهبانية في اديان الله.
- ان اكل المحرمات يؤثر في سلوك الانسان ويبعده عن فعل الحسنات.
ولنختم كلامنا بقول امام المتقين وامير المؤمنين مولانا الامام علي ابن ابي طالب صلوات الله وسلامه عليه حيث قال:(( ان الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب وفي الشبهات عتاب))
حضرات المستمعين الافاضل من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران وصلنا واياكم الى نهاية حلقة اخرى من سلسلة حلقات برنامج نهج الحياة الى اللقاء والسلام خير ختام.