البث المباشر

تفسير موجز للآيات 53 حتى 56 من سورة الاعراف

السبت 8 فبراير 2020 - 10:37 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 238

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 53 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:

هل ينظرون ............ما كانوا يفترون

تتطرق هذه الآية الى اعتراف المجرمين يوم القيامة وكيف انهم كانوا ينتظرون تحقق ما انذرهم به الرسول (ص) من ان السنتهم مستقر يوم القيامة بان الله قد بعث ما من شأنه ان يهديم من كتب سماوية وانبياء ولكنهم لم يلقوا بالاً لهذه التحذيرات ونسوهاه ويتساءلون هل ان اعترافنا سيؤدي الىتخفيف العذاب عنا، او ان يشفع لنا احد، او نرد الى الدنيا ثانية فنعمل الصالحات؟ طبعاً الجواب على ذلك واضح بان هذا الكلام يوم القيامة وبعد أن رأوا العذاب لا يجديهم نفعاً ولا يغنيهم إلا حسرة في ذلك اليوم.

من هذه الآية نتعلم:

  • ان نأخذ التحذيرات القرآنية على محمل الجد فانه لا فائدة من الصراخ والانين يوم القيامة.
  • للشفاعة شروط وظروف، فعلينا ان لا نرتكب الذنوب ونأمل الشفاعة.

 

والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 54 من سورة الاعراف:

ان ربكم الله .......... رب العالمين

تتضمن هذه الآية تعريفاً لربنا الحق حيث جاء فيها ان ربكم الحق هو رب السموات والارض، وهو رب الشمس والقمر والنجوم ورب الليل والنهار وبقية الظواهر الكونية، كل هذا العالم له رب واحد بيده تدبير اموره، فليس الخالق هو غير المدبر، او ان لكل ظاهرة رب. بل ان جميع الموجودات خلقها خالق واحد وبيده الخير والنعم وهو رب العالمين، وهو قادر على خلق كل شيء في لحظة واحدة ولكن حكمته اقتضت ان يخلقها بالتدريج، فخلقها في ستة ايام ودبر شؤون العالم في موضع يسمى العرش وهو تحت سلطته وقدرته الالهية.

من هذه الآية نستنتج:

  • ان الكون قد خلق على اساس برنامج اعد مسبقاً وتدار اموره وفق برنامج منتظم، ولم يخلق صدفة.
  • ان العجلة في انجاز الاعمال من الشيطان والتأني من الله.
  • ان الكون في حالة تكامل وان الله هو الذي يدير شؤونه وان بقاءه متعلق بارادة الله ولطفه.

 

والآن ايها الاكارم لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآيتين 55 و56 من سورة الاعراف:

ادعوا ربكم.......... من المحسنين

هذه الآية تتناول الوسائل التي تربط الانسان بخالقه وخالق الكون وتدعو الانسان الى التوجه بالدعاء الى الله سبحانه وتعالى بدلاً من التوجه الى بقية البشر او الاصنام، وتعلمنا هذه الآية ان ندعو بتواضع وبصوت خفي- وتجنب الدعاء بصوت عال يمتزج بالرياء والتظاهر- وان ندعوه ونحن نؤمل رحمته ونخاف من غضبه، وان لا ينأس ولا يداخلنا الغرور، فان اذنبنا وعصيناه فلنتب اليه فابواب رحمته مفتحة، فمضمون الخطاب الإلهي هو: تقربوا من المصلحين، ولا تخشوا إلا ذنوبكم فان عذاب الله شديد. وتطلب منا هذه الآية ان ندعو الله بالسنتنا وقلوبنا اي بانجاز الاعمال الصالحة فان الجزاء على قدر العمل وليس على قدر الامل، وجاء في الروايات ان الدعاء يكون برفع الايدي نحو السماء كما يرفعها المساكين في بلاط السلطان ولا تفارقوا الاشرار والمفسدين فقط، بل ابتعوا سبيل الانبياء فانهم يجتهدون لاصلاح المجتمع وتطهير الناس من انواع الرجس ولا تكونوا ممن يدعو الله قولاً ويخالفه عملاً، فهذا اعتداء وان الله لا يحب المعتدين.

من هاتين الآيتين نتعلم:

  • ان الدعاء هو الاعتراف بالحاجة الى الفرد الصمد، ومن لا يفعل ذلك فهو متكبر ومغرور.
  • معرفة الله ليست كافية، بل يجب ان ترافقها عبادته ولا عبادة دون دعاء.
  • حتى المجتمعات الصالحة معرضة للاخطار، وحتى المصلحون بحاجة الى الدعاء.
  • الخوف والامل، قطبان لمغناطيسي الوجود البشري، والتعادل في الحياة يتطلب الاعتدال بين الخوف والامل.

 

اعزائي المستمعين الى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة. على امل اللقاء بكم في حلقة قادمة نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة