بسم الله والحمد لله محمود الشاكرين في السراء والضراء والعسر والرخاء..
وأطيب صلواته على سادة الحامدين الشاكرين نبيه المبعوث رحمة للعالمين وآله الطيبين الطاهرين..
السلام عليكم إخوتنا المستمعين ورحمة الله وبركاته؛ وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج نخصصه لقراءة ثلاثة فصول هي الوسطى من ملحمة (آهات فاطمة) وقد أنشأها الأديب الولائي الأخ حميد عبدالحسين الحائري في بيان دروس التوحيد الخالص التي جلاها للعالمين القيام الحسيني الزينبي المقدس.. تابعونا على بركة الله..
يتابع الأستاذ الحائري فصول ملحمته الحسينية التي قرأنا لكم الفصلين الأولين منها في لقاء سابق فيقول تحت عنوان (والنجم إذا هوى):
وتندب فاطم أولادها
بآي المصاب بآه وآه
بآه لذبح عظيم بلاه
وآه لسبي سليب خباه
حبيب الإله وقرآنه
فريسة رجس صلاة هواه
يصب على الطهر أحقاده
بحد الأسنة يفري حشاه
ويمنع عن أهله ريهم
وقلب الرضيع بسهم رواه
يقطع أوصاله الذاكرات
بعسلان غدر ولؤم صلاه
وترمي شماتته أسهماً
تصيب فؤاداً وصول نداه
تخضب شيباً سما رحمة
وتقطع رأساً علاه ضياه
وتجري الخيول على جسمه
تهشم صدراً شفاء ثراه
وآه لأضلعه الداميات
ترددها ذابلات الشفا
شفاه الفواطم قد نالها
حريق الخيام سعور لظاه
كريمات بيت التقى والحجاب
سلبن الحجاب فوا لهفتاه
عزيزات حيدر حامي الحمى
فقدن الحماة فوا حيدراه
عقيلات آل النبي الغيور
سبيات رذل فوا لوعتاه
نواميس عرش الإله غدت
تساق أسارى بسوم عداه
تقاد بأصفاد بغي العتاة
الى وغد شأم فجور تقاه
الى الأم الخلق شر الطغام
سليل البغايا فوا حرمتاه
وجرت عليها الدواهي العظام
تخاطب علجاً عديم حياه
عقيلة أغير خلق الغيور
تقارع رجساً فوا غيرتاه
وتحت عنوان (سورة الفجر) يقول الأديب الحاري:
وتقرأ فاطم أم الشهيد
بسفر الفتوة في كربلاه
وآي السماحة تتلو لنا
بسورة فجر خلود ضياه
معالي صفو العطا والندى
تجلت بمن هديه مهجتاه
سموح بأنفس ما يفتدى
فداء تقدمه مقلتاه
رضيع يسابق ريح الصبا
ليفدي أباه فيعلي لواه
وأكبر خاض غمار الوغى
بقلب تفتت، جمر ظماه
فسبحان من يفتديه الحسين
بقلب تسابقه بضعتاه
سموح بأقمار فلك الوفا
وفتية عز دماهم دماه
ضنين لغير الإله بهم
تبارك رب بهم قد فداه
عزيز على السبط أن ينحروا
ولكن للعشق حكم قضاه
يقدمهم في منى العاشقين
ويفديهم مقبلاً في مناه
ويفدونه في خشوع المحب
وبهجة صب ينال مناه
وكل يلبي نداء الحسين
يقيم الصلاة يعيد نداه:
هل الدين إلا الوفا للحبيب
هل الدين إلا الفدا للإله
صلاة المحب وصال الحبيب
بمحراب عشق مناه لقاه
فسبحان من قد هواه الحسين
تبارك من في الحسين نراه
وسبحان من فضله فائض
على الخلق يجري نقي عطاه
نقدمه كف قطب الوفا
بها قد فدى السبط حباً فتاه
فأنمى الصلاة على الأوفياء
من القلب تزجي عبير هواه
وأوفى السلام على الأسخياء
من الله جنحاه آه وآه
وتحت عنوان سورة حمد الإخلاص يقول الشاعر الولائي حميد عبدالحسين الحائري:
وتكتب فاطم سفر العزاء
بسورة حمد بهيج عزاه
فذي زينب زينة الحامدين
يباهي الإله بها أولياه
بـ (إلا جميلاً) تري الصابرين
إلاه الجمال بحسن بلاه
أعزت بأشجانها شكره
بآهات حمد أذلت عداه
فسبحان من زينب نوره
أنارت بحمد المصاب رباه
ينير ليالي السبا ذكرها
إلاهاً حفياً بمن قد دعاه
إلاهاً أنيساً يناجي الحزين
بآيات لطف فيحلو أساه
وترسي نوافلها من جلوس
دعائهم دين إلهي ارتضاه
تقيم الصلاة بإخلاصها
بتوحيد رب هداها هداه
صلاة السبايا بصبر وآه
وحمد – كما الحزن – في منتهاه
صلاة شهاداتها بالولاء
لرب حليم رضاها رضاه
صلاة البراءة تأبى الخضوع
لغير الإله فيزهو ولاه
صلاة المسلّم إسلامه
لحكم الإله وآل الإله
صلاة العروج إلى عرشه
تقام بمحضره في علاه
فسبحان رب به زينب
تردد في العالمين نداه:
هل الدين إلا الإبا والولاء
وحمد الرحيم ونبذ عداه
وآه اشتياق الى وصله
بتكبير عشق آذان لقاه
فأنمى الصلاة على النادبات
حسين الإله ووثقى عراه
وأزكى السلام على الذاكرات
من الله يأتي بأزكى شذاه
ختاماً تقبلوا منا أيها الأكارم أطيب الشكر على جميل متابعتكم لحلقة اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) دمتم في أمان الله.