بسم الله والحمد لله الذي رزقنا حب صفوته المنتجبين حبيبه المبعوث رحمة للعالمين محمد الصادق الأمين وآله الأطيبين الأطهرين عليهم صلوات الله وأنبيائه ورسله وملائكته المقربين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين ورحمة الله، على بركة الله نلتقيكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج نخصصها لقصيدتين في مدح ورثاء ثلاثة من شهداء العترة المحمدية الطاهرة الذين قضوا نحبهم شهداء في ملحمة السبي المفجعة بعد واقعة كربلاء.
نختار هاتين القصيدتين من حلقات برنامج (شهداء السبي) الذي أعده زملاؤنا عن سيرة ومظلومية هؤلاء الأبرار – سلام الله عليهم أجمعين –.
القصيدة الأولى هي في مدح ورثاء الفاطمية الشهيدة السيدة أم محمد الشريفة بنت الإمام الحسن المجتبى – عليهما السلام – التي إستشهدت في أول منازل السبي الى الشام بعد منزل الكوفة وهو منزل منطقة (أبوغرق) قرب مدينة الحلة العراقية وقد خلد الله مرقدها الطاهر ليكون من منارات الهداية وأبواب الرحمة التي يفيض عزوجل برحماته الخاصة على المتوسلين إليه بها – سلام الله عليها -.
أما القصيدة الثانية فهي مدح ورثاء الشهيدين الذبيحين محمد الطاهر وإبراهيم المطهر شبلي السفير الحسيني الخالد مسلم بن عقيل – عليه وعليهما السلام – وهما أيضاً من شهداء السبي الذين خلد الله مشهدهما الشريف ورفعه وجعله من أوسع أبواب رحمته تبارك وتعالى.
نبدأ بالقصيدة الأولى وعنوانها (الخفيرة الفاطمية) وفيها يقول أحد أدباء الولاء:
لحليفة الشرف والمعلى والندى
سالت دموع الوجد يلهبها الأسى
لعليلة تشفي السقيم برأفة
وكريمة حاشا تخيب من رجا
ولزهرة من أحمد أضحت بها
الحلة الفيحاء تعبق بالشذى
لحفيدة الزهرا ومهجة قلبها
وعزيزة قد نالها جور العدى
لكريمة الحسن الكريم يتيمة
من بعده كان الحسين لها أبا
لخفيرة أدمى الفراق فؤادها
في كربلاء لفقد شبه المصطفى
ولفقد سيدها الحسين وكهفها
ولفقد أنجمه ينابيع الوفا
ولفقد إخوتها وأنجم ليلها
نبع المكارم والفضائل والصفا
آه لأم محمد كيف اجترى
وغد على إدمائها كيف اجترى
علج على سلب الشريفة قرطها
فبكى النبي وفاطم والمرتضى
وبكى لها السبط الحليم بزفرة
تدمي الحشا ولهيبها نار لظى
حملت على قتب يحز كخنجر
آه لها ولطفلها سقط السبا
آه ترددها القلوب فخطبها
يبكي الملائك في السموات العلى
لشهيدة في السبي أثخن جرحها
بسياط أحقاد تمادت في الجفا
حتى قضت وكما البتول ربيعها
دامي الفصول يجلله الأسى
وتحت عنوان: (ذبيحا السبي) يقول هذا الأديب الولائي:
لا ينقضي حزني ونزف تحملي
لرزية حلت بطفلي مسلم
أنى تجف مدامعي وثراهما
ما زال رطباً من ندى أزكى دم
يجدو لثارات الحسين وصحبه
ولثأر أيتام النبي الأكرم
فدم البراءة نبعه من أحمد
سفكوه زلفى للزنيم المجرم
ودم الطفولة في المسيب قد جرى
من أزهرين من السبايا الأنجم
قد قطعوا نحريهما بتبسم
بغضاً لحيدرة الوصي الأعظم
يا آه وجدي كم أصابهما العدى
بجراح غدر في الهجوم الألئم
لما تبادر للخيام أراذل
بسباقها المحموم نحو المغنم
سلب وحرق للخيام وأهلها
والآل هامت بالبراري تحتمي
هاما حيارى في البراري بعدما
قتل الحسين وهُدّ كهف الضيغم
أسرا وركب الأهل أبعده النوى
سبياً الى شام الفجور الأشئم
حملا الى طاغ تفجر حقده
علج كفور من زياد المأثم
فأذاق ملعون الإله حشاهما
جوعاً وتعذيباً بأقسى الأسهم
فتضاعفت بهما الجراح مذيبة
قلبيهما في جوف سجن مظلم
حتى انقضى عام بكل جراحه
وأتاهما داعي الإله الأرحم
خرجا يتيما مسلم ولمصرع
لهما تخيّر في القضاء الملهم
لشهادة في غربة تدمي الحشا
طالت بسبي للغيارى مؤلم
ذبحا على شط الفرات وقطعا
ليواسيا خطب الحسين ومسلم
رأساهما قطعا لينزف منهما
كدم الحسين ومسلم أزكى دم
حملا بمخلاة الى كوفانها
إذ يهديان تقرباً للمجرم
إذ يهدينا كرأس يحيى حارساً
لبغية يهدى ببغي أقدم
كانت هذه قصيدة لأحد أدباء الولاء عنوانها (ذبيحا السبي) وهي في مدح ورثاء الشهيدين الزكيين محمد الطاهر وإبراهيم المطهر شبلي مسلم بن عقيل – عليه وعليهم السلام – وبختامها نختم حلقة اليوم من برنامجكم مدائح الأنوار إستمعتم لها مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله منكم جميل الإصغاء ودمتم في رعايته آمنين.