بسم الله والحمد لله الذي هو بالعز مذكور وبالفخر مشهور وعلى السراء والضراء مشكور، وأزكى صلواته على نوره الأول وسراجه المنير محمد البشير النذير وآله الأنوار أهل آية التطهير.
السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج.
أيها الأفاضل، من شهداء القيام الحسيني المقدس الذين قل ذكرهم في الأدب الحسيني هم شهداء ملحمة السبي المفجعة لعيالات رسول الله – صلى الله عليه وآله.
ولذلك فقد اخترنا لكم في هذا اللقاء بعض ما قاله أدباء الولاء في تخليد ذكر هؤلاء الشهداء المظلومين الأبرار، ننقلها لكم من حلقات برنامج (شهداء السبي) الذي أعده زملاؤنا في قسم القرآن والمعارف الإسلامية عن هؤلاء الشهداء الذين قضوا نحبهم بعد استشهاد الإمام الحسين – صلوات الله عليه – ونوكل التعريف بتفاصيل استشهادهم وتراجمهم الى حلقات البرنامج المذكور التي يمكن الرجوع إليها محفوظة على موقع الإذاعة الإلكتروني.
ونقرأ لكم في هذا اللقاء مرثيتين الأولى للغلام الحسيني الغيور والثانية لشهيدات السحق بالخيول خلال هجوم جيش البغي الأموي على خيام آل الحسين – عليه وعليهم أفضل الصلاة والتسليم – تابعونا على بركة الله..
أيها الإخوة والأخوات، نبدأ بالقصيدة الرقيقة في رثاء الغلام الغيور من آل الحسين – عليه السلام – وقد نص المؤرخون على أنه خرج رغم صغر سنه إذ لم يتجاوز عمره سبع سنين للدفاع عن الفاطميات عندما هجم الجفاة الأوغاد على الخيام لسلبهن بعد مصرع الحسين – عليه السلام – فحمل عموداً وخرج من الخيام غيرة على الفواطم، فقتله أحد القساة الأشرار يدعى هاني بن ثبيت الحضرمي عليه لعائن الله، قال أحد أدباء الولاء في رثاء هذا الشهيد الغيور الذي رجح العلماء أنه من ولد الحسين – عليه السلام – إسمه جعفر:
حمراء سالت من فؤادي أدمعي
لأغر من (آل الحسين) مقطع
هو من حسين جعفر بنمى الى
نبع الشجاعة والهصور الأروع
قمر أطل بغيره علوية
يهفو لها قلب الغيور الألمعي
لما أرى زمر العتاة بخيلهم
صوب الخيام في سباق أفظع
جالوا لسلب الطاهرات مقانعاً
من غزل فاطمة وأقدس ملفع
من بعد مصرع كهفها وحماتها
خرج الغلام من الخباء الأنصع
ليذب عن حرم الرسول مدافعاً
بالعود أسياف العتاة الخنع
فأتاه سيف الغادرين مقطعاً
كبد الرسول وفاطم والأنزع
لهفي لوالدة الغلام وقد رأت
جسد الحبيب كبرعم متقطع
دهشت فما نطقت لينطق ثكلها
بآحر آهات وقاني المدمع
أيها الأكارم، ويرثي هذا الأديب الولائي شهيدات السحق بالخيول وقد ذكر المؤرخون ثلاثاً منهن قتلن تحت سنابك الخيل الهائجة التي هاجم بها أشياع آل أبي سفيان المخيم الحسيني، وهن إثنتان من الفواطم من بنات الإمام الحسن المجتبى إسم الأولى أم الحسن وإسم الثانية أم الحسين، أما الشهيدة الثالثة فهي عاتكة بنت سفير الحسين المولى الغريب مسلم بن عقيل وأمها رقية بنت أميرالمؤمنين، عليهم جميعاً سلام الله؛ قال هذا الأديب الولائي في رثائهن:
تفيض العيون كسيل المزن
ويحرق قلبي لهيب الشجن
لذكر صبايا لآل الحسين
قتلن بسحق خيول الإحن
شهيدات سبي لهن الرسول
تلوع حزنا ووجداً وأن
وأمسى لهن فؤاد الوصي
يقيم المآتم يبكي الزمن
تقطع قلب البتول أسىً
بآه الثكالى لخطب أجن
لسبطة قطب الولا حيدر
لأم الحسين وأم الحسن
فمن روضة المجتبى زهرتان
أرق من الورد إذ يستجن
وطفلة مسلم عاتكة
بها بنت حيدرة تمتحن
فوا لهف روحي لربات طهر
وديعة خير الورى المؤتمن
أتزهق منهن أزكى النفوس
بأرجل خيل لرجس وثن
وهن ورود رياض النبي
ونور النبوة فيها استكن
تقطعن سحقاً فيا للإله
ويا لهفتاه لأقسى المحن
يجازى النبي الرحيم بها
وتقلب غدراً ظهور المجن
فيا لوعة تستثير الغيور
فتجفو العيون مذاق الوسن
مستمعينا الأفاضل، كانت هذه مرثيتان لأحد أدباء الولاء في رثاء أربعة من شهداء السبي الذين استشهدوا بعد مصرع الحسين خلال الهجوم الغادر على مخيمه – عليه السلام – وهم جعفر بن الحسين وبنتا الإمام المجتبى أم الحسن وأم الحسين وسبطة المرتضى عاتكة بنت مسلم بن عقيل، وقد قرأناهما لكم ضمن حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، شكراً وفي أمان الله.