بسم الله والحمد لله الذي أنار قلوبنا بأنوار شموس هداه وينابيع رحمته وعطاه سيدنا وحبيبنا الهادي المختار سراج الله المنير وآله الأطهار صلواته وتحياته وبركاته عليهم آناء الليل وأطراف النهار.
سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات، أطيب التحيات مفعمة من الله بالرحمة والبركات، نحييكم بها في مطلع لقاء اليوم مع مدائح الأنوار الإلهية.
(وارث كربلاء) هو مستمعينا الأكارم العنوان الذي اخترناه للقصيدة الغراء التي أنشأها أخونا أديب الحماسة الولائية الشاعر الشاب علي بن سلمان العجمي من سلطنة عمان.
وفي هذه القصيدة تشوق لظهور صاحب الزمان بقية الله وخليفته المهدي الموعود – أرواحنا فداه – ومنه ينطلق لمدح سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين وأركان قيامه الإلهي المقدس من الشهداء والسبايا – عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام - .
ونلمح في هذا المدح الرثائي البليغ إشارات ملحمية لطيفة لروح الإيثار والإباء التي تجلت في القيام الحسيني المقدس؛ وفي تلك الإشارات إستلهامات لتلك الروح الحسينية التي تشكل ركن خصال الأنصار الصادقين للمهدي الموعود – عجل الله فرجه -.
يبدأ أخونا الأديب علي العجمي العماني قصيدته مخاطباً خليفة الله المهدي – أرواحنا فداه – بقوله:
يا يُوسفَ الزهراءِ تُفْدَى
أَحرقتنا بالشوقِ وجدا
طالَ انتظارُكَ سيّدي
والقلبُ لا يقواك بُعدا
كم تنتخيكَ معالمٌ
للدينِ قد لاقت مصدّا
كم تنتخيكَ ثَواكلٌ
منذ الطفوفِ فقدنَ وِلدَا
كم تنتخيكَ فوارسٌ
نذرت لك الأوداجَ جنداً
أتراكَ في (رضوى) تصوغُ
بدمعةِ المضطرِّ عِقدا؟!
أم (ذي طوى) تبكي دماً
لمصيبةِ المقتولِ فردا؟!
فَرْدٌ تألّم أن يَرى
في غيرِ حكم الله وردا
أو أَن يُبايعَ ذِلةً
في الدينِ طاغيةً و وغداً
فاستلَّ من رحم الكرامةِ
ثورةً حمراءَ ميدا
ومضى يقودُ أضاحياً
للموتِ يستسقونَ خُلدا
وبكربلا برزت قرابــــ
ينُ الأبا للموتِ وفدا
وبعاشرٍ عرسُ الشهيــــ
د ونحرهُ مهرٌ يؤدى
فاليومُ يومُ كرامةٍ
والسبطُ بالأرواحِ يفدى
وبهُ تعافُ مباهجٌ
ويوّدعُ السيّافُ غمدا
حتى اذا بَرَقَ النهارُ
وأُتبع الابراقُ رعدا
برزوا لأكرمِ مصرعٍ
وتوقدَ التاريخُ حقدا
فهووا برمضاء الطفوفِ
وعُفِّروا هاماً وخداً
حتى اذا سكنَ الغبارُ
تبدّتِ الأجسامُ وَردا
مُتشحطين من الدما
متلفعينَ الدمَّ بُردا
متعانقين مع السهامِ
تخالُها لحماً و جِلْدَا
متناثرينَ كما الورودِ
بأعبق الريحانِ شدّا
وتَخالُهم أَهل الرقيمِ
موسدين التُرب مَهدا
وتزاورُ الشمسُ (الطفوفَ)
بِصَهْرِهمْ بِدءً وعودا
قد ألهبت بجراحهم
فَبَدَتْ مِنَ التقريحِ سودا
والريحُ تدفنهم حياءاً
أَن يظلوا فوق بيدا
والطيرُ تنشرُ ريشها
كي تسترَ البدنَ المُبدّى
قد قرّت السبعُ الطباق
بأنهم موفونَ عهدا
وبأنهم بذلوا الى القربىِ
بيومَ الطَفَّ ودّا
فتخضبت شمسُ الغروبِ
بنحرهم حزناً وفقدا
وتداعت الأفلاكُ في كبدِ
السماءِ أسىً ووجداً
وتنزلت زمرُ الملائكِ
كي تحجّ اليهِ قصدا
وأقامت الحورُ المآتمِ
في السما ولطمنَ خدا
ومذ تبدى ذو الجناحِ
على الخيامِ يئنُ وجداً
صُعقت بناتُ المصطفى
و السبي في ذلٍ تبدّى
ما كانَ يُنْظَرُ ظِلُّها
واليومَ للفسَّاق تُهدى
فغدت تعدد في الجدود
وتنتخي ليثاً وأُسدًا
والحزن فتت في الحشا
والمحلُ في العين استبدا
جفّت مدامِعُهَا فَصَاغَـ
ت دمعة الايماءِ وفدا
فمتى أوانُ الوارثينَ
القاصدين الثأرَ قصدا
ومتى ظهوركَ سيدي
لتقودَ للثوّار حشدا
ومتى سحابُكَ ينجلي
كي تشعلَ الثاراتِ وقدا
ومتى نراك بكربلاءَ
مصافحاً كفاً وزند
ومتى لوائكَ يعتلي
في القُدسِ بالتكبيرِ وردا
لتأمَّ عيسى والملا
ونرى لعزّ الدين عودا
اذ أَنك الوعدُ القريبُ
وان رآك الغيرُ بُعدا
كانت هذه مستمعينا الأطائب قصيدة (وارث كربلاء) التي أنشأها الأديب الإيماني المبدع الأخ علي سلمان العجمي من عمان وفقة الله وإيانا وإياكم لنصرة مولانا الإمام المهدي – عجل الله فرجه الشريف -.
وبهذا نصل الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم لها مشكورين من طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، دمتم في أمان الله.