بسم الله والحمد لله منير قلوب عباده الصالحات بأنوار مودة وموالاة شموسه الساطعة حبيبه وحبيبنا محمد السراج المنير وآله أهل آية التطهير – صلوات الله عليهم أجمعين-.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين، طابت أوقاتكم بكل خير ورحمة وبركة..
أهلاً بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج..
أعددنا لكم أيها الأكارم في هذا اللقاء قصيدتين من الشعر الوجداني الولائي؛ الأولى في مدح الإمام الحسن المجتبى – عليه السلام – تصور ببلاغة عظيم منزلته بإشارات الى مظلوميته – عليه السلام – فهي من نمط المدح الرثائي.
والثانية في مدح ثاني سيدي شباب أهل الجنة الإمام الحسين – عليه السلام – تستلهم من روحه الملحمية قيم الحياة الكريمة الطيبة.
وكلا المديحتين من إنشاء أختنا الفاضلة الأديبة الولائية المبدعة (أمل الفرج) من القطيف وفقها الله لكل خير.
تقول أختنا أمل في مدحها الرثائي للسبط المحمدي الأكبر ومظلومية قبره الشريف في بقيع الغرقد:
طوى زمانيَ من آلامكَ الفرَحا
وراحَ ينشرُ آلامي ما جُرحا
قلبي على الطين يستسقي شجاكَ وفي
ديارهِ يثرب ضمتهُ منفتحا
ومئذناتُ السواقي الخضرِ قد حملتْ
أنينَ تربةِ ذاكَ الغرقدِ القرِحا
نما البقيعُ بعينيّ فاطمٍ ومشتْ
حجارهُ فوقَ نهرِ بالمدى اقتدحا
ولازمتْ حرقةَ الماشينَ واغتربتْ
بين القبورِ تصلي التعزياتِ رحى
هو البقيعُ صدى الزوّارِ حرقتُهم
هو المُنى وعلى أسوارهِ ذُبحا
هو البقيعُ أمان النادبين وها
دموعهم رشّحتْ من تربهِ القدحا
على أعنّةِ هذا الوجدِ أغرقهم
حنينَ رملٍ بكفِ المجتبى اتشحا
فلا أماسيُّهُ الأخرى سوى ألمٍ
بغربتينِ أماتتْ ألسنَ الفصحا
لا غروَ فالمجتبى أذكى حشاشته
بالحزنِ بالوجعِ الساري إذا افتتحا
مضى بسمٍّ و سامَ الفقدَ فانهرقت
مدامعاً زينبُ الكبرى بما اجترحا
مضى فيا للمآسي في توقدها
نبضٌ سخينٌ إلى آهاتهِ صدحا
نعشٌ ودمعةُ سبطٍ وافتجاعُ مدى
تلاقفتها سهامٌ حقدها افتضحا
ما رمّم الفقدُ في أرواحهم سكناً
غالوه حُسناً على كلِّ الدنى نضحا
فلازمَ الحزنُ قلباً للرسول وذا
فؤادِ بضعتهِ من فقدهِ انجرحا
يا طيبةَ الحزنِ يا أشجى أ كانَ هنا
رزءُ على سلسلِ الأيامِ منفتحا
لا عسجدٌ لا قبابٌ لا مآذنُ في
صدرِ التلاواتِ يبكين الزكيَّ ضُحى
لا صوتُ إلا الصدى والرملُ ينهرهُ
ظليمةَ الدهرِ منها صوتنا انقرحا
يا ساعدَ اللهُ مهديّاً فغربتهُ
كعمهِ إذ لثارتِ الأولى نزحا
أيها الأطائب، ومن هذه المديحة الحسينية الوجدانية المعطاء ننقلكم الى رحاب مديحة حسينية غراء ضمتها الى سابقتها أختنا الأديبة المبدعة أمل الفرج من قطيف الولاء وهي تستلهم فيها من الحسين قيم الحياة الطيبة التي جلاها – عليه السلام – للعالمين، فتخاطبه مستجيبة لدعوته وهو داعي الله، تقول حفظها الله:
سبحان يومكَ.. لبّتْ باسمهِ مُدني
واطوَّفَتْ فيهِ ب الآيات تُقرئُني
إن التحيّات ولهى .. سلّها زمني
إليكَ يا منتهى الأيّام والزمنِ
وكلُّ خفقي إسلام ومؤله
عشقُ الحسينِ فأخفيهِ ويفضحني
فلّما مسّني ريَّاك في ظمأٍ
رأيتُ كلّ خلايا البوح تسكبني
سبحان يومكَ صلاّه المدى بدمي
وذبتُ فيكَ بأسراري وفي علني
تلوتُ فيكَ تباريحي مرفرفةً
ممهورةَ الحمدِ للقربى تقرّبني
وتهتُ في خصلِ التقوى أسابقها
أحصيكَ يا شُهباً تنأى فتسرقني
يا بالغَ الحبِّ في دفءِ الصلاة إذا
ضاقتْ بحورٌ.. ونهرٌ منكَ يغرقني
عفواً.. رضاكَ معينٌ لستُ أغرفه
إلا بحبّكَ يا سعدي ويا شجني
أتيتُ.. ترفضني الدنيا وأرفضها
وبانقطاعٍ إلى ذكراكَ تأسرُني
ويومُك الذكرُ.. يأوي غربتي وله
عبّدتُ عشقيَ حينَ الكلُّ غَرَّبني
وصغتُ نبضيَ لوحاً في صلاة هدىً
يسيلُ من نُسكها كونٌ من المننِ
تعبىْ جراحي تُماريني لأكتبها
لكنَّ نزفكَ بالإشراقٍ يكتبني
أضعتُ بوصلتي والريحُ تأخذُ بي
إلى منافي من التأريخِ تُطفئُني
حتّى تفرَّغَ قلبي من مجاهلهِ
يا صبغة اللهِ بالإحسان تغمرني
واغرورقت روحيَ العطشى بلهفتها
وشاطَ مائي وشطّتْ بالظما سُفني
ولو تقطّب وجه الحرفِ .. جلّله
وجهَ الحسينِ ليهديني ويلهمني
وكنتَ يا سيدي في التيهِ لي وطناً
يحنو على كلّ أشواكي فيثمرني
ماذا وراء الهدى الوضّاح غير سماً
من الحسينِ تراءتْ بالهدى الحَسَنِ
ماذا وراء الهوى الفضَّاح غير رؤىً
تعدو إلى مبتغى العشّاق والوطنِ
يا بن السّماء جنوني لا يُحدُّ وذا
طعم التجرد يهذي .. والهوى سكني
وأنت تجلو كثيب العمر من أرقٍ
فنزفُكَ الهادر الموّار ينْطقُني
ولو تعتّمتْ الدّنيا بأوجهنا
فإنّ جُرحَكَ في كلّ الجهات سني
وبهذا نصل مستمعينا الأطائب الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (مدائح الأنوار) خصصناها لقصيدتين وجدانيتين في مدح سيدي شباب أهل الجنة الإمامين الحسن والحسين – عليهما السلام -.
وهما من إنشاء أختنا الفاضلة الأديبة المبدعة (أمل الفرج) من القطيق حاضرة الإيمامن والولاء والأدب.
شكراً لكم على طيب المتابعة ولكم دوماً خالص الدعوات من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران دمتم في أمان الله.