بسم الله والحمد لله حبيب قلوب الصادقين ومحب من أحب صفوته وأبواب رحمته للعالمين سيدنا المصطفى الأمين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.
السلام عليكم أيها الأطائب وطابت أوقاتكم بكل خير ورحمة وبركة..
أهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج...
أيها الأفاضل، افترض الله على عباده محبة محمد المختار وآله الأطهار – صلى الله عليه وعليهم آناء الليل وأطراف النهار – لأنها محبة قدسية تثير في الإنسان الكوامن الفطرية في أخلاق صاحب الخلق العظيم وآله أعلام نهجه القويم عليه وعليهم أفضل الصلاة والتسليم.
ومن أوضح مصاديق هذه الحقيقة الشرعية ما نلمسه في آثار وبركات حب الحسين – عليه السلام – فهو بوابة نفوذ الروح الحسينية الى قلب المحب، وهذه الروح هو وقود الإصلاح والتغيير والثورة على كل قبيح والسعي للتحلي بكل جميل.
وهذا أيها الأكارم هو محور القصيدتين اللتين اخترناهما للقاء اليوم من شعر العالم القطيفي المبدع سماحة الشيخ علي الفرج حفظه الله، وكلاهما عن حب الحسين – عليه السلام – وآثاره في الرقي والإصلاح الذاتي والإجتماعي.
تحت عنوان (الموت الأبيض) قال سماحة الشيخ علي الفرج مخاطباً سيد الشهداء – عليه السلام – بخطاب وجداني عميق:
إذا لم تنفتح بدمي وذاتي
ستغلقني وأغلق ذكرياتي
إذا لم اقترف بجنون حبي
لقائك سوف تهجرني رفاتي
إذا لم تبتكر كلمي سأرثي
على صمت جنائز امنياتي
أعد ذاتي لذاتك او اعدني
لذاتي قد مللت فرار ذاتي
وقفت وجثتي ورق فراغ
تنز بها محابرك اللواتي
رسمت بها فمي وطفقت أحكي
وأنت تبث أعذب اغنياتي
حسين دخلت هذا الكون خيطا
لتجمع ما تفاقم من شتات
فأعطيت المدى وجها ولونا
ودالية من الضوء الفرات
وأعطيناك فلسفة التفاني
ورائحه الدماء السائلات
حسين أتيت رقما مشرئبا
على الأرقام أو لغه اللغات
أتيت لكربلائك والبرايا
موات على أرصفه موات
ولا رئه سواك ولا شفاه
سوى شفتيك تلهج بالصلاة
جزيئات مكسرة ودنيا
مسممة بأجساد الطغاة
أتيت وكان كفك ألف حبل
يجر الممكنات إلى الحياة
وكان هناك زاويه الليالي
اميه وهو يغرق بالممات
اميه كان من خشب وحينا
غبارا وهو حينا من فتات
أتيت حسين وانفجرت ثوان
لتنتفض القرون من السبات
وينتخبون قبرا من تراب
وتنتخب الزمان مع الجهات
وتحت عنوان (صحوة الجنون) ينشد أخونا الأديب العالم سماحة الشيخ علي الفرج مديحة حسينية مفعمة على قصرها بأجمل معاني حب الحسين – عليه السلام – قال حفظه الله:
حسين على اسمك يصحو جنوني
ويسكنني ألف قيس وقيس
وتلمسني فتجيء الحيارى
لتقتات من قدمي ورأسي
وتلمس شوكي فيصبح ورداً
وتصغي فيغدوا صراخي كهمسي
وتنظرني فيذوب إنطفائي
ويسجد في هامة الليل فأسي
حسين بلونك أترعت كأسي
وسمرت في جسد الطف غرسي
وشكل دمائك شكل بوجهي
ونبع دمائك زيت لشمسي
إذا ما كتبتك نبضة حب
قطعت غدي وتناسيت أمسي
ولما قرأتك في كل شيء
رأيتك نفساً بمليون نفس
جزى الله أخانا الأديب القطيفي العالم سماحة الشيخ علي الفرج على جميل تصويره لهذه الآثار المباركة لحب الحسين – عليه السلام – والتي أودعها في قصيدته التي قرأناها لكم ضمن حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار).
لكم دوماً من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران أصدق الدعوات ودمتم بألف خير.