بسم الله والحمد لله الذي جعلنا من أهل المودة والولاء لحبيبه سيدنا نبي الرحمة وإمام الرأفة الحبيب المصطفى وآله معادن حكمته وحفظة نهجه القويم صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.
السلام عليكم أيها الأطائب، طابت أوقاتكم بكل خير ورحمة وبركة وأهلاً بكم في لقاء اليوم مع مدائح الأنوار الإلهية.
(سر الحسين) هو مستمعينا الأفاضل عنوان إخترناه للقصيدة الغراء المفعمة بمشاعر المحمدية النقية الولاء، التي نقرأها لكم في هذا اللقاء.
وهي نموذج طيب للشعر الحسيني الرائق الذي يستجلي جماليات القيم المحمدية السامية التي تجلت في الحسين سيد الشهداء وفي قيامه المقدس – صلوات الله عليه – وهي جماليات إلهية تتجلى حتى في رثائه – عليه السلام – وحتى في البكاء عليه.
إنها قصيدة تستلهم بصدق وحرارة الروح الحسينية العصماء التي لا غنى للأمة المحمدية عنها إذا أرادت أن تكون نهضتها محمدية خالصة، تصل بها الى مراقي المجد والعدل تحظى بنصرة من وعد الله البشرية جمعاء بأن يملأ به الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، مولانا وإمام زماننا بقية الله وخليفته المهدي المنتظر – عجل الله فرجه وجعلنا من أنصاره -.
وهذه هي المضامين الأساسية لهذه القصيدة، وهي من إنشاء أحد شعراء الولاء الشباب من حاضرة القطيف العريقة، إنه أخونا الأديب الإيماني أديب عبدالقادر أبوالمكارم حفظه الله، نقرأها لكم بعد قليل فكونوا معنا..
قال الأخ أبوالمكارم وفقه الله:
قسماً بِمَن إياهُ حقاً أعبُدُ
أنَّ الحسينَ مدى الحياةِ مُخلّدُ
وبِرُغمِ كلِّ الظالمينَ سيعتلي
في كلِّ أرضٍ إسمُهُ ويخلَّدُ
تفنى الحياةُ وأهلُها أشياؤها
لكنَّ ذكراهُ حياةٌ تُولد
هوَ نَغمةٌ لا زالَ يَعزِفُ لحنَها
بدرُ السما ولهُ النجومُ تغرِّد
والعاشقونَ لرَجعِها يَتَرَنمو
نَ وعند دربِ الشوقِ كان الموعد
إسمٌ بهِ التاريخُ يرفعُ هامَهُ
ولمجدِهِ السامي يخرُّ ويسجد
يا سيدي ما دُمتُ يبقى إسمُكُم
قَسمَاً وإني بالوفا أتعهد
وإذا الحياةُ بذكرِهِ قَدْ وُشِّحَتْ
كُسيت بهاه فوجهها متورّد
هذا الحسينُ منارةٌ قُدسيةٌ
وصراطُ جنَّاتِ الخلودِ الأمجد
مَنْ كانَ يعرِفُ ما الحسينُ وسِرُّهُ
لاحَ الضياءُ لهُ وراحَ يُردِد:
هذا هو الدِّينُ العظيمُ وروحُهُ
هذا هو البرُّ الحبيبُ محمد
هذا الوصيُ المرتضى ألق العلى
هذا البتولُ وقلبُها المتهجد
بلْ إنَّهُ نورُ الإلهِ وقُدسُهُ
والأنبيا مِنْ نورِهِ تستوقِد
الله كيفَ قضى على حرِّ الثرى
وبفضله هذا الوجود مشيَّدُ
مُتَلحِّفَاً دَمَهُ الشريف، مُجمِّعًا
أشلاءَهُ ولظى الثرى يتوسَد
أسفَتْ لهُ عينُ السماءِ وأمطرتْ
حزنا دما ومن النشائج ترعُد
وأنا أ أبخلُ بالدُموعِ وبالأسى
والدمعُ مع اسم الحسينِ تَوَحُد؟
أهتُفْ حُسينًا يا حُسينُ ودوِّها
تَجدِ السرورَ ضلوعَهُ تتأود
آهٍ وددتُ لو انَني في كربلا
فأذودُ عنهُ المرهفاتِ و أُبْعد
الله يا للفاجِعاتِ وعُظمِها
تهوي على جرحِ الحُسين و تصعد
يا ويحَها مِنْ أُمَّةٍ سَفَكتْ دَمًا
هوَ للتُقى والطُهرِ حقًا مسجِد
سَفَكتْ دِماءَ القُدسِ قُدسُ اللهِ مِنْ
جَسَدٍ عليهِ الأنبياء استُشهدوا
هذا رَسولُ اللهِ جاءكَ نادباً
مُتَأوِّهًا ولهُ الرَّزايا مِسنَد
والبَضعةُ الزهراءُ تلطِمُ صَدرَها
فَتَجَدَّد الجُرحُ القديمُ المُجهد
مِنْ حولِها الحسنُ الزكيُ وحيدرٌ
تمشي إليكَ أسًى وطورًا تقعد
ولدي، حبيبي قُمْ لأغسلَ جسمَكَ ال
دامي وأُخفي كلَّ جُرحٍ يوجَد
كي لا يراكَ أبي فَيَهلَكَ بالأسى
إذْ كانَ يؤذيهِ بُكاكَ ويُوجِد
قُلْ لي حبيبي أينَ كافلُ عِترتي
عباسُ ذو القلبِ العطوفُ السيد؟
أفلا يرى حالَ العقيلةِ زينبٍ
وبنيكَ في داجي العراءِ تُشرَّد؟
يا ليتني أقوى فأجمعُ شملَهُم
لا العينُ تُبصِرُ لا تَطَالُ لهم يَد
يا سيدي إنَّ المصائبَ جمَّةٌ
تُنسى، وجُرحُكُ يا حسينٌ سَرْمَد
بِدُموعِنا فاضَتْ بِحارٌ وأعتَلَتْ
وبُكاؤنا قد فُتَّ مِنهُ الجّلمَد
قد طُرِّزتْ أرواحُنا بِأنينِنا
فغدَتْ أُسودًا بَأسَكُمْ تَتَقَلَّد
حتى إذا جاءَ المُغيَّبُ ثائرًا
قُلنا لهُ إنّا إليكَ مُهنَّد
اللهم عجل فرج مولانا صاحب الزمان واجعلنا من أنصاره ليملأ بالعدل الإلهي الأرض كلها ويقيم الشرعة المحمدية السمحاء التي حفظها الدم الحسيني الزاكي.
اللهم آمين..
وبهذا الدعاء نصل – مستمعينا الأكارم – الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (مدائح الأنوار) خصصناها لقصيدة حسينية غراء أسميناها (سر الحسين) وهي من إنشاء الأديب الولائي المبدع أخينا الشاب (أديب عبدالقادر ابوالمكارم) من القطيف حاضرة الإيمان والولاء والمودة لمحمد وآلأه الطاهرين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.
ختاماً تقبلوا من إخوتكم وأخواتكم في إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران جزيل الشكر على جميل المتابعة، دمتم في أمان الله.