بسم الله والحمد لله الذي رزقنا محبة أحب خلقه إليه وأنفعهم لخلقه حبيبه وحبيبنا وسيدنا خير خلقه محمد المختار وآلأه الميامين المباركين الأطهار عليهم صلوات الله آناء الليل وأطراف النهار.
سلام عليكم مستمعينا الأطائب، طابت أوقاتكم بكل ما يحبه الله لكم ويرضاه أهلاً بكم في لقاء اليوم مع مدائح الأنوار الإلهية.
أيها الأفاضل، من يتعرف الى سيرة نبي الرحمة وآله أبواب الرحمة – عليه وعليهم السلام – ينجذب بفطرته الى الدين الحق ويعشق ربهم الأكرم ويعبده تبارك وتعالى عن حب وشوق وبذلك ينجو من الآثار السيئة المشوهة لحقيقة الإسلام التي تعج بها أفكار وممارسات الوهابية وما أنتجته من حركات التكفير التي توقع أهلها في أفظع مصاديق الشرك بدعوى التوحيد الخالص.
والأشعار التي اخترناها لهذا اللقاء تنطلق من هذه الحقيقة الوجدانية وهي تصور تجليات الرحمة الإلهية في سيرة الإمام الرؤوف علي بن موسى الرضا – عليه السلام-.
ونختار هذه الأبيات من قصائد رضوية لثلاثة من شعراء الولاء المعاصرين هم: سماحة الشيخ أحمد الدر العاملي والأديب المعتوق والشاعر رائد أنيس الجشي ونبدأ من الثالث ونختم بالأول، تابعونا على بركة الله...
قال الأخ الأديب رائد أنيس في مديحة رضوية وجدانية:
يا سفين الشوق خفف بالمسير
وأمسك الروح التي كادت تطير
فلقد لاحت لعيني قبة
سجد النور عليها يستنير
وأرى من حولها طير القطا
عزفت من عشقها لحن العبير
وابتهالا من ملاك مغرم
وانتحابا من طليحٍ وأسير
مشهدُ في مشهدٍ شاهده
قلبي المتعب والحرف الضرير
فإذا بالحرف أمسى نضراً
وإذا بالقلب كالفكر البصير
وإذا دمعي بكاني اشطراً
لم يبللها سوى العشق الغزير
طهرتني لم تعد بي غمة
زال رين القلب بالنور الأثير
قبة نوراء لاحتْ فأحنى
جدع أحلامي بألطاف الأمير
مثقلا بالعشق أمضي طالباً
لثم أعتاب الرضا عون الفقير
طالبا نيل الرضا عند (الرضا)
مستجيرا بالذي يرعى الأجير
ذاك سلطان الهدى خير الورى
منبع الإحسان من رب قدير
هديه يخترق القلب فمن
يستمع يحيى به ميت ضمير
هو للشيعة مولى شافعاً
وإماما بحنايانا خبير
قمر لا زال مذ تكوينه
رحمةً بالرحمة الكبرى منير
ينشد الأشعار في حب الرضا
حبه الإكسير والخير الكثير
كانت هذه الأبيات للأديب الولائي المعاصر الأخ رائد أنيس الجشي ومنها ننقلكم الى مديحة رضوية ثانية للشاعر الإيماني الأخ معتوق المعتوق نقرأ منها قوله حفظه الله وهو يخاطب أنيس النفوس – عليه السلام -:
لِـطُورِكَ الشمسُ أهْوَت وانحنى القَمَرُ
وبـاسمِكَ الـحُورُ غَنَّت واسمُكَ الوَتَرُ
كـم يـرْقَبُ الـليلُ فَجراً أنتَ مبْسَمُهُ
وتـرتَـجي دِفـأَكَ الـسُمَّارُ والـسَحَرُ
وكــم تـهـيمُ إلـى مـثواكَ ألـوِيَةٌ
مـن عـالَمِ الـنورِ زُمْـرَاً تِلْوَها زُمَرُ
كـم قـارَبَ الـنَفَسُ الـولهانُ خُطوَتَهُ
وسـابَقَ الـطيرَ فـوَّاحُ الـوَلا العَطِرُ
كـم أطـبَقَ الـجَفْنُ أستاراً على مُقَلٍ
إلَـيْكَ يـحدو بـها الـتِرْحالُ والسَفَرُ
حـتى بَـدَت قُـبَّةٌ لـلشمسِ سـامِقَةٌ
مـن عَـسْجَدِ الـخُلدِ لُفَّتْ حولَها الأُزُرُ
فـهَـوَّمَتْ حـولَـها الأرواحُ مُـنشدَةً
وصـوتُها فـي عُـلا الأفـلاكِ يفتَخِرُ
فَـدَتْـكِ يــا طـوسُ أرواحٌ وأفـئدةٌ
أنـتِ الـمعينُ ومِـنْكِ الوِرْدُ والصَدَرُ
يـا كـاشِفَ الـكَربِ عن زوَّارِ مرقَدِهِ
سَـلامُـنا الـمُبتَدا إذ جُـودُكَ الـخَبَرُ
يـا عـالِمَ الآلِ فاِضْرِب بالعَصَا لُجَجَاً
مِـنَ الـمعارِفِ حـتى يُـقرَأَ السَطَرُ
هـنا (الرِضا) نُفِخَت في الصُورِ مِدْحَتُهُ
مـا عـاقَ أصـداءَها بـاغٍ ولا أشِرُ
ثُـمَ (اتـرُكِ البَحرَ رَهواً ) (يتَّبِع سبباً)
لا يـقتَفِي حَـدَّهُ الـقِطرانُ والـحَجَرُ
يـا مـنبَعَ الـدينِ يـا مَـدَّاً لـدعوَتِهِ
مَــدٌّ بِـحَجْمِكَ لا يُـطوى ويَـنحَسِرُ
يـا ضـامِنَ الـخُلْدِِ تهفو نحوَها مُهَجٌ
تـرومُ رؤيـاكَ... لاحُـورٌ ولا حَوَرُ
يـا بَـضْعَةَ المصطَفى خُذ من جوانِحِنا
جَـمْرَ الـمدائِحِ يـستَشري ويَـستَعرُ
هـذي مـحافِلُنا بـالسعدِ قـد مُـلِئَت
مُـذْ تُشرِقُ الشمسُ تسمو نحوَها الزَهَرُ
هـذي مـشارِبُنا عـن غيرِكُم فُطِمَت
عـن غـيِّ شـانِئِكُم فـي سمْعِنا وَقَرُ
هـذي حـوائِجُنا فـي سُـوْحِكُمْ هَتَفَت
قـبل الـخريفِ سـتؤتي تمرَها هَجَرُ
إن أجـدَبَت أرضُـنا أو مُـزنُنا مَنَعت
مِـنْكَ الـنميرُ فـأنت الـمُزنُ والمَطَرُ
وأخيراً نقرأ للأديب العالم سماحة الشيخ أحمد الدر العاملي قوله – حفظه الله – وهو يخاطب الإمام الرضا – عليه السلام – تحت عنوان (علامة التوحيد):
يا من بفيض نداك كان وجودي
بل أنت أصل صنائع المعبود
يا أيها السلطان يا مولى الورى
أنت الذي أرجو لفك قيودي
لملمت أشتاتي وجئتك سائلاً
فيضاً علي ينيلني مقصودي
أنزل علي من البيان سحائباً
لأخط منها مدحتي وقصيدي
نور سرى في الكائنات فأشرقت
وبه بقاء وجود كل وجود
وبهذا نصل مستمعينا الأكارم الى ختام حلقة أخرى من برنامج (مدائح الأنوار) إستمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، شكراً لكم وفي أمان الله.