بسم الله والحمد لله الذي رزقنا مودة وموالاة واتباع سيد النبيين المبعوث رحمة للعالمين محمد المصطفى – صلى الله عليه وآله الأطيبين-.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة من الله وبركات..
(الروح المقدسة) هو عنوان المديحة النبوية التي نقرأها لكم في لقاء اليوم مع مدائح الأنوار الإلهية..
وقد اخترناها لجميل بيانها الوجداني البليغ لحقيقة أن خلاص الأمة ونجاتها إنما يكمن في اتباع النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – واستلهام معالم طريق الخلاص منه نهجه الإلهي النقي وهو – صلى الله عليه وآله – أكمل مصاديق (الروح المقدسة).
هذه المديحة النبوية هي من إنشاء أحد العلماء الأدباء المعاصرين من حاضرة القطيف اليانعة بالإيمان والولاء؛ إنه سماحة الشيخ علي بن عبدالله الفرج المولود في القطيف سنة ۱۳۹۱ للهجرة والمتلقي لعلوم أهل البيت – عليهم السلام – في حوزتي النجف الأشرف وقم المقدسة، وفقه الله لكل خير.
قال سماحة الشيخ علي الفرج في مديحته النبوية الوجدانية:
هل للغرام بغادة حسنا
فالكون أغنية وما غنَّا
حتى استفزَّ حنينهُ أمل
قلبُ الزمان بنبضه جُنَّا
وقوافل الليل البهيم على
جفن الصباح تودع الجفنا
طيري حبائل خاطري وردي
ألق الحياة بسحره الأسنى
واستنزلي روحاً تقدسه ال
دنيا بقلبٍ عاشقٍ مضنى
روحاً بأروع عزة وتقيً
تفنى رواشفها ولا تفنى
راحت مفاخره مدلهةً
وغدت توقِّع للدنا لحنا
وصحا على معنى الوجود له
قلب فأحيا ذلك المعنى
فعلى سناه تكحلت مقل
وعلى هواه تبرعم الوردُ
وُلدَ الجلال بحين مولده
والشمس بالقبسات تمتد
رفّ الكمال على مفاتنه
فتخاله برداً ولا برد
مهد تلفع بالهدى ومشى
فيه الندى هو للعلا مهد
سجد الزمان بكل شاخصة
ورمى بناعم صوته يشدو
ان كان ثمة جوهر فرد
ناهيك فهو الجوهر الفرد
أمحمد ونبوة شربت
منها الدهور شرابها الخلد
ذابت على سمع الحياة صدى
يومٍ تفجّر بينهُ الرشد
وتلاءم الجرح الأليم وهل
صدَّ الصباح منافق وغد
فإذا بثورته مكللة
بهدى السماء يلفّها الحمد
يا سيدي ظام ولستُ إذا
مُنعَ العطاء مناشداً قدحا
ظام أحوم على مناهلك ال
بيضاء أرتشف الثرى فرحا
ولأنت ساقية مسلسلة
سكر الفؤاد بكأسها وصحا
ولأنت أروع قصة نسجت
ماانفكّ ناسجها وما برحا
فامسح بأيدٍ تستفيض هديً
جرحاً تدثر بالذي رشحا
تستلهم الرحمات والمنحا
وتغيب في مرآك ان سنحا
ياسيدي أين القريض إذا
جفَّ الكلام بألسن الفصحا
أهناك أفصح من مكارمك ال
عليا وهل كشف الضحى كضحى
فانحت بنور هداك قافية
ميساء تدفق في الدجى الوضحا
أيها الإخوة والأخوات، ويختم سماحة الشيخ علي الفرج مديحته النبوية بالتوجه الى الله عزوجل طالباً منه تعجيل ظهور المصلح المحمدي وسليل النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – المهدي الموعود – عجل الله فرجه – فهو الأمل المحمدي لخلاص أمة جده – صلى الله عليه وآله – فيقول:
أوّاه أنّة شاعر لعبت
في جانحيه عواصف الألمِ
وتعانقت لهباته ودنا
منه القريض مجرَّح الكلم
رحماك ربي ما برحت منى
وردية تجثو على قدمي
لكنما شعري يسابقني
فأروح مأسوراً على قلمي
هذي بقايا القدس واقفة
تبكي وتشكو ربها بدم
فهنا أهازيج ممزقة
بفمٍ صغير ساحر النسم
وهنا استغاثات مكبلة
وهنا ورؤى مسبية الحلم
وهنا يد .. وهنا دم وهنا
رأس تكفن في لظى حمم
وحجارة المظلوم ملحمة
تهتزّ فيها عزة الأمم
رحماك ربي ان يكن أمل
فقلوبنا ليل من السأم
حتى مَ تقتحمُ الرؤى غَدَها
فجراً يمزق أحرف الظلم
ويخط من أنواره قسماً
أن الظلوم فريسة العدم
كان هذا أيها الإخوة والأخوات المقطع الأخير من قصيدة (الروح المقدسة) وهي في مدح النبي الأكرم واستلهام منهجه – صلى الله عليه وآله – لخلاص الأمة الإسلامية، وهي من إنشاء أخينا الأديب الولائي العالم سماحة الشيخ علي الفرج من حاضرة القطيف.
وبهذا ننهي حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران..
شكراً لكم وفي أمان الله.