بسم الله والحمد لله منير السموات والأرضين بأنوار حبيبه سيد النبيين وآله الطيبين الطاهرين صلواته وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا وأخواتنا... أهلاً بكم في لقاء اليوم مع مدائح الأنوار الإلهية.
أيها الأكارم، إن من أهم مصاديق الدفاع عن النبي الأكرم الحبيب المصطفى المختار – صلوات الله عليه وآله الأطهار – بوجه الحملات الظالمة التي نشهد ترويجها لتشويه صورته المتألقة؛ هو تعريف العالمين بما تحمله – صلى الله عليه وآله – من عظيم الأذى لنقل الناس من الظلمات الى النور، وتعريفهم بجماليات الإلهية التي جاء بها، وهي قيم يعشقها كل إنسان بفطرته.
وهذا ما تجلى في الأدب الولائي ومن مصاديق المديحة النبوية التي اخترناها للقاء اليوم من شعر الأديب البحراني المبدع الأخ حسين علي خلف حفظه الله.. ونقرنها بمديحة فاطمية لهذا الأديب المبدع تري القلوب إشراقات النور الفاطمي المنبثق من النور المحمدي الأغر، تابعونا على بركة الله..
مستمعينا الأفاضل، نبدأ بالمديحة النبوية التالية تزيدنا حباً ومودة لمن أكمل الله به رسالاته ودينه – صلى الله عليه وآله – يقول أخونا الأديب حسين علي خلف:
محمد خير خلق الله طراً
سراج الحق والقمر المنير
حباه الله تعظيماً وعزاً
وإجلالاً فليس له تظير
به ختم النبوة بعد عيسى
كذا الإنجيل بشر والزبور
أتى والحق منتهك أسير
وكل الناس في عمه تسير
تؤزهم الغواية في ضلال
وليس يهزهم عنها ضمير
يخوضون الرذيلة خوض غرثى
فتوردهم مواردها الدهور
تلهوا عن صراط الحق جهلاً
وغرهم بربهم الغرور
فجاء بخاتم الأديان عدلاً
ليصدع بالرسالة لا يجور
حدا بالأمة الجهلاء يسعى
بحالكة الطريق لهم ينير
فبلغ ماأنيط به محداً
بأحرص ما يبلغه نذير
ودل الى الهداية مستفيضاً
بأبلغ ما يجيء به بشير
فأنقذهم من الهلكات حتى
أحق الحق من يده القدير
وكان تمام ما أداه لما
أتى يوم الغدير وهم حضور
فبلغ أن مولاكم علياً
وزيري فيكم وهو الأمير
وأوصى بالمودة في ذويه
كما أوحى له المولى الخبير
أيها الإخوة والأخوات..
وانطلاقاً مما ورد في الأحاديث النبوية من تأكيدات على أن ذكر أهل بيت الرحمة المحمدية عبادة، ينطلق أخونا الأديب البحراني حسين علي خلف في مديحته الفاطمية المؤثرة فيقول حفظه الله:
سبح بشعرك وأقرأ مدحها سورا
سبحان من أنشأ الزهراء مقتدرا
سبحان من أودع الزهراء سنبلة
في الأرض تثمر من أنواره دررا
زيتونة الخلد، مشكاة الجليل ومن
بها تمثل نور الله وانتشرا
سر الاله.. وشعري ليس معجزة
إني أتيت بهذا الشعر معتذرا
ماذا أقول بمن بالعقل أجهلها
وكلما خطرت في فكره انبهرا
لكن جَناني يراها محض غايته
ودينه، وعلى عرفانها فُطِرا
طلبت معسورة يابن الكرام ومن
يأتي لمدحتها… يأتيك منتحرا
أتيت والشعر في أحشائي انحسرا
أصارع الجدب لا نهراً ولا مطرا
وكلما لاح لي في خافقي أملٌ
تغلغل اليأس في الأحشاء وانتصرا
من رصّع الله في القرٱن جوهرها
لا يهتدي لعلاها الشعر والشعرا
أمُّ النبوة بنت الوحي طاهرةٌ
بتولةٌ زهرةٌ من مثلها زهرا
الشمس من نورها حاكت أشعتها
والبدر من ضوئها يزدان لو سفرا
وليلة القدر معنى من قداستها
وهي السلام الذي في الآي قد ذكرا
أم النجوم وزوج الشمس، لاعجبٌ
لو زوج الله في عليائه القمرا
خاطرت بالشعر في معناك مصطبرا
ومن يروم المعالي يركب الخطرا
أمي وغاية ٱمالي وسيدتي
ومن برأفتها قد بتُّ مدثرا
ومن إذا الدهر أضناني بمعضلةٍ
ناديت ( أماه) حتى تكشف الضررا
كم جئتها بثقيل الهمِّ منكسراً
وعدت من عندها بالخير منجبرا
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها بعدد ما أحاط علمك وأحصاه كتابك صلاة لا يقوى على إحصائها غيرك يا أرحم الراحمين..
نشكركم مستمعينا الأطائب على طيب إستماعكم لحلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) خصصناها لمديحتين رائقتين للمصطفى النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – وبضعته الزهراء – عليها السلام – وكلاهما مما تفجرت به قريحة الولاء الفطري لمحمد وآله الطاهرين في أخينا الأديب البحراني حسين علي خلف وفقه الله وجزاه عن أهل بيت الرحمة المحمدية خير الجزاء.
ختاماً تقبلوا أيها الأكارم أصدق الدعوات من إخوتكم وأخواتكم في إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران..
دمتم في رعاية الله سالمين والحمد لله رب العالمين...