كان البارتيون ينحدرون من القبائل الآرية، ويقطنون بادئ ذي بدء في المناطق المتآخمة لنهر جيحون وصولاً الى السهول الواقعة على القرب من بحر خزر على شكل قبائل البدو. كان البارتيون من المقاتلين والفرسان الشجعان الذين اشتهروا بمهارتهم التامة في الرماية والفروسية.
البارتيون (الأشكانيون) الذين ضاق بهم ذرعاً جراء حكم السلوقيين الغاصبين لايران، أطاحوا اخيراً بالسلالة السلوقية بقيادة «أرشك» وأسسوا للحكم البارتي، وفي نحو سنة 250 قبل الميلاد، توج ارشك رسمياً ملكا لايران وبذلك بدأ العهد البارتي.
المسكوكات الأشكانية هي من نفائس الوثائق التي تدل على تاريخ الثقافة والفن الايراني في ذلك العصر، وتعدّ صور الملوك البارتيين المنقوشة على هذه المسكوكات من روائع الفن الايراني. المسكوكات الاشكانية هذه مصنوعة من معدني الفضة والبرونز. وبسبب حبهم لمؤسس السلالة الأشكانية واحترامهم الخاص له، كان الأشكانيون ينقشون صورة أشك على المسكوكات خلال خمسة قرون تقريباً، واستمرت هذه الحالة حتى أواخر العهد الأشكاني.
أما الفن المعماري القائم في العصر الأشكانيكان مستلهماً في البداية من المعسكرات الأشكانية. المعماريون الأشكانيون كانوا يبنون المباني على أشكال دائرية، معتمدين في ذلك على الفن المعماري الهلني (اليوناني) في التزيينات، بيد أنهم أخذوا يستبدلون الفن اليوناني بالفن التقليدي الايراني. ي
تميز الفن المعماري الأشكاني في إنشاء الأبنية ببناء ساحات مربعة تتوسط المباني اضافة الى ايوانات محيطة بها من جميع الجوانب الأربعة. هذا وكانت لتزيين واجهات المباني أهمية معمارية خاصة لدى الأشكانيين، وكانوا يعتمدون في عملية التزيين على نمط فني هو عبارة عن مزيج من الرسم والتجصيص.
وما يجدر الذكر أن الفرثيين بنوا مدينة بالميرا (تدمر) الأثرية، إلا أن البيزنطيين سيطر عليها بعد عدة هجمات، لتصبح بعد ذلك عاصمة لحكومة ملكة زنوبيا ملكة مملكة تدمر آنذاك.