البث المباشر

مدائح الشاعر القروي وميشيل المغربي للنبي الأكرم (ص)

الأربعاء 11 ديسمبر 2019 - 13:26 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 462

بسم الله وله الحمد والمجد وخالص الشكر والثناء أن جعلنا من أهل مودة وموالاة سيد الأنبياء وعترته الأصفياء صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين ورحمة الله معكم في حلقةٍ جديدة من هذا البرنامج نخصصها- كما قمنا في عدة من سابقاتها- لطائفةٍ مما أنشأه أدباء من غير المسلمين في مدح سيد المرسلين النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله-، متأثرين بالكمالات المحمدية التي سمت على كل كمال....
في هذا اللقاء نقرأ لكم بعض أبيات الأديب السوري ميشيل المغربي والأديب اللبناني الشهير رشيد سليم الخوري.
نبدأ أولاً أيها الاخوة والأخوات بالشاعر المهجري (الشامي الأصل) ميشيل المغربي المولود في الإسكندرية سنة ۱۹۰۱ للميلاد وخريج الكلية الإنجليزية في سوريا والمتوفى في مهجره البرازيل سنة ۱۹۷۷ ميلادية، فنقرأ قوله في قصيدة أنشأها في البرازيل بمناسبة المولد النبوي الشريف وهو يشير الى أن نهضة العرب لا تحقق إلا بالعودة للدين المحمدي، قال في بعض أبيات قصيدته:

لا عيد للعرب إلا وهو سيّده

عيد الرسول الذي فخراً نعيده

ما دارت الأرض حول الشمس دورتها

إلاّ وسؤدده في الأرض سؤدده

ولا غمام أسىً غشى عروبتنا

إلا وأنسامه هبت تبدّده

هي العروبة لا ينهد حائطها

ما دام دين رسول الله يسنده

وكان أمرٌ، وقام العرب قومتهم

وجمر إيمانهم لا بحر يخمده

أرض العراق كأرض الشام مذعنةٌ

والنيلٌ والشرق أدناه وأبعده

والفتح يتلوه فتحٌ في انطلاقهم

وما على شارد إلا تشهّده

وفي أبيات أخرى من هذه المديحة نشهد هذا الشاعر النصراني وهو يفتخر على الغرب بانتمائه لشعبٍ كان منه محمد المصطفى – صلى الله عليه وآله-، فنقرأ قوله مخاطباً نبي الاسلام:

يا هادي القلب... يا من في موالده

أزهو، وأحمل قرآني أجوّده

أين العقود لآليها منضدةٌ

مما أتى فم أمي ينضده

ما كان أغرب غرباً ليس ينصفه

وليس ينشد ما الآباد تنشده

إن كان للغرب عرفانٌ وفلسفةٌ

فالكون يكفيه ما أعطى محمّده

كان هذا بعض أبيات مديحة الأديب المسيحي السوري ميشيل المغربي لرسول الله – صلى الله عليه وآله- وفيها يشير أيضاً الى قربه من الدين المحمدي قائلا:

الله قدر لي ديناً أقلده

عقداً أبي كان من قبلٍ تقلّده

صنو المسيحية الأسلام أبصره

أخاً لي دربه مثلي ومصعده

ومن هذا الأديب النصراني السوري ننقلكم الى شاعرٍ مسيحي آخر من لبنان هو الأديب الشهير رشيد سليم الخوري الملقب بالشاعر القروي، وقد ولد في قرية (البربارة) اللبنانية سنة ۱۸۸۷ ميلادية وعاش في مهجره (البرازيل) خمسة واربعين سنة، وترأس مجلة (الرابطة) وعرف بعدائه للإستعمار الفرنسي، وقد عاد الى وطنه سنة ۱۹٥۸ ميلادية وتوفي في مسقط رأسه سنة ۱۹۸٤.
وقد وصف الشاعر القروي نفسه في بعض أشعاره بأنه يهيم بآيات النبي العظيم محمد – صلى الله عليه وآله- حيث يستلهم القيم المحمدية في الصلابة والمواساة وهو يقول في إحدى قصائده الحماسية الإستنهاضية للشعوب العربية بمناسبة عيد الفطر:

صياماً الى أن يفطر السيف بالدم

وصمتاً الى أن يصدح الحق يا فمي

أفطرٌ وأحرار الحمى في مجاعةٍ

وعيدٌ وأبطال الجهاد بمأتم

أكرّم هذا العيد تكريم شاعرٍ

يتيه بآيات النبي المعظّم

الى علمٍ من نسيج عيسى وأحمدٍ

وآمنةٌ في ظله أخت مريم

وفي قصيدةٍ ثانية يصف الشاعر القروي رشيد الخوري نور النبوة المحمدية قائلاً:

نور النبوة فاض من

مهد المروءة والكرم

يطغى به موج الضياء

من البطاح على القمم

وتدفقت تلك الجحافل

كالخضم على خضم

زحفت مبكرةٌ فذكر

الله يملأ كل فم

ويقول الأديب المسيحي رشيد الخوري الشهير بلقب الشاعر القروي في قصيدته (عيد البرية):

يا فاتح الارض ميداناً لدولته

صارت بلادك ميداناً لكل قوي

يا قوم هذا مسيحيٌ يذكركم

لا ينهض الشرق الا حبنا الأخوي

فان ذكرتم رسول الله تكرمةً

فبلغوه سلام الشاعر القروي

وأخيراً نقرأ لكم قول الشاعر النصراني السوري محبوب الخوري الشرتوني في إحدى قصائده:

ومحمدٌ بطن البرية كلها

هو للأعارب أجمعين إمام


وبهذا البيت نختم لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) خصصناه لبعض ما قاله الشعراء النصارى في مدح سيد البرية والكائنات الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وآله-، من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران تقبلوا منا تجديد التحيات مقرونة بخالص الدعوات ودمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة