البث المباشر

مدائح علوية لشعراء في الصدر الاول للاسلام

الثلاثاء 10 ديسمبر 2019 - 10:40 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 360

بسم الله وله الحمد والثناء على أن جعلنا من شيعة سيد الأنبياء وأخيه سيد الأوصياء عليهما وآلهما أفضل الصلاة والسلام. السلام عليكم إخوتنا الكرام، من الأدلة الواضحة على أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله قد نصب بأمر الله جل جلاله علياً المرتضى عليه السلام وصيا له على أمته من بعده، ما ورد في شعراء صدر الإسلام من مدحٍ لأمير المؤمنين بوصف الوصي كما ورد في أشعار حسان بن ثابت التي سنقرأها لكم بعد مدائح لشاعرين من صدرالاسلام هما كعب بن زهير وابو منقذ بشر العبدي، رافقونا على بركة الله.
نبدأ بمديحة أنشأها الصحابي الذي فاز بالبردة النبوية المباركة وهو كعب بن زهير قال عنه المؤرخون: كان شاعرا فحلا مجيدا، وكان النبي صلى الله عليه وآله قد أهدر دمه لأبيات قالها لما هاجر أخوه بجير بن زهير إلى النبي صلى الله عليه وآله، فهرب ثم أقبل إلى النبي صلى الله عليه وآله مسلما، فأنشده في المسجد قصيدته التي مدحه بما والتي أولها (بانت سعاد فقلبي اليوم متبول) فعفا رسول الله صلى الله عليه وآله عنه وأهداه بردته الشريفة، ولذلك عرفت قصيدته هذه بقصيدة البردة. وقد توفي رحمة الله عليه سنة ٤٥ للهجرة وله أبيات في مدح الوصي المرتضى عليه السلام نقلها الحافظ السروي الحلبي في كتاب المناقب يقول فيها:

إن عليا لميمون نقيبته

بالصالحات من الأفعال مشهور

صهر النبي وخير الناس مفتخرا

فكل من رامه بالفخر مفخور

صلى الطهور مع الأمي أولهم

قبل المعاد ورب الناس مكفور

مقاوم لطغاة الشرك يضربهم

حتى استقاموا ودين الله منصور

بالعدل قمت أمينا حين خالفه

أهل الهوى وذوو الأهواء والزور

يا خير من حملت نعلا له قدم

بعد النبي لديه البغي مهجور

أعطاك ربك فضلا لا زوال له

من أين أنى له الأيام تغيير


ومن شعراء صدر الإسلام الذين مدحوا الوصي المرتضى عليه السلام وروت مصادر التأريخ الإسلامي مدائحهم الشاعر الفارس (أبو منقذ بشربن منقذ العبدي) وقد كان مع علي عليه السلام في معركتي الجمل وصفين، قال الشيخ السماوي في كتاب عن أبي منقذ العبدي: كان فارسا شجاعا شاعرا، له في صفين وغيرها مآثر، وإخلاص لأمير المؤمنين عليه السلام. توفي في زمن معاوية وولاية زياد على الكوفة، وقيل: قتله زياد فيمن قتل من شيعة علي عليه السلام، وذلك حدود سنة (٥۰ هجرية) ولأبي منقذ بشر العبدي قصيدة في مدح الإمام علي وولديه الحسن والحسين عليه السلام يقول فيها:

أبا حسن أنت شمس النهار

وهذان في الحادثات القمر

وأنت وهذان حتى الممات

بمنزلة السمع بعد البصر

وأنتم أناس لكم سورة

تقصر عنها أكف البشر

يخبرنا الناس عن فضلكم

وفضلكم اليوم فوق الخبر

عقدت لقوم أولي نجدة

من أهل الحياء وأهل الخطر

مساميح بالموت عند اللقاء

منا وإخواننا من مضر

فكل يسرك في قومه

ومن قال: لا فبفيه الحجر

ونحن الفوارس يوم الزبير

وطلحة إذ قيل أودى غدر

ضربناهم قبل نصف النهار

إلى الليل حتى قضينا الوطر

ولم يأخذ الضرب إلا الرؤوس

ولم يأخذ الطعن إلا الثغر

فنحن أولئك في أمسنا

ونحن كذلك فيما غبر

ومن الذين مدحوا سيد الوصيين الإمام علي عليه السلام في صدر الاسلام شاعر الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله حسان بن ثابت، ومما نقله المؤرخون من مدائحه العلوية قوله:

جزى الله خيرا والجزاء بكفه

أبا حسن عنا ومن كأبي حسن

سبقت قريشا بالذي أنت أهله

فصدرك مشروح وقلبك ممتحن

تمنت رجال من قريش أعزة

مكانك هيهات الهزال من السمن!

وكنت المرجى من لؤي بن غالب

لما كان منه والذي بعد لم يكن

حفظت رسول الله فينا وعهده

إليك ومن أولى به منك من ومن؟

ألست أخاه في الإخا ووصيه

وأعلم فهر بالكتاب وبالسنن


ويقول حسان بن ثابت في مديحة أخرى:

أبا حسن تفديك نفسي وأسرتي

وكل بطيء في الهدى ومسارع

أيذهب مدح من محبك ضائعا؟!

وما المدح في جنب الإله بضائع

فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعا

علي فدتك النفس يا خير راكع

فأنزل فيك الله خير ولاية

وبينهما في محكمات الشرائع


كانت هذه إخوتنا مستمعي إذاعة طهران مختارات من مدائح شعراء صدر الإسلام لسيد الأوصياء وأمير المؤمنين عليه السلام، وثمة نماذج أخرى من هذه المدائح تأتيكم في حلقات أخرى من برنامج (مدائح الأنوار)، دمتم في رعاية الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة