البث المباشر

قصيدة لمزيد الحلي في بيان سبل النجاة بموالاة الأنوار المحمدية

السبت 7 ديسمبر 2019 - 09:50 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 198

بسم الله وله الحمد والمجد كلمة المعتصمين لا إله الا هو رب العالمين والصلاة والسلام علي شروط كلمة التوحيد وأبواب الدخول في حصنها المنيع محمد وآله الطاهرين.
أهلاً بكم في هذا اللقاء من برنامج مدائح الأنوار وقد أعددنا لكم فيه أبياتاً في بيان سبل النجاة بموالاة الأنوار المحمدية مع بشارة بدولتهم المرتقبة التي تملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
وهذه الأبيات هي من قصيدة للأديب الفارس مزيد بن صفوان الأسدي الحلي أشهر أمراء الإسرة المزيدية في الحلة وقد ولد فيها وإنتقل منها الي الشام حيث توفي في منطقة مصياف قرب اللاذقية وذلك في سنة ٥۸٤ للهجرة المحمدية المباركة.
يفتتح الشاعر الفارس الأمير الحلي قصيدته في بيان سبيل السعادة الأبدية، فيقول:

إليك ذريني والجوي لا تقدّمي

فما أنت لي دار الإقامة فاعلمي

ذريني وغرّي ويك غيري محلّلاً

لوصلك بالآمال غير محرّم

فإنك دنيا برق لمعك خلّب

جهام متي يرفع بناؤك يهدم

وأنك لا يرجي نعيمك للبقا

متي تملكي قلبا تغرّي وتنقمي

 

وعندي لمن يهواك خير نصيحة

له في معاني شرحها خير مغنم

يوالي ولاة الحق آل محمد

فحبّهم فرض علي كل مسلم

هم العروة الوثقي هم الركن والصفا

هم الحجّ والمسعي هم بئر زمزم

هم شجرة الطوبي وسدرة منتهي

هم جنة المأوي ونارٌ لمجرم

ثم يواصل الأديب مزيد الحلي ذكر مقامات أهل بيت النبوة (عليهم السلام) مقتبساً أوصافها من البلاغة القرآنية وصحاح الأحاديث الشريفة، قال (رحمه الله):

هم التين والزيتون والشمس والضحي

وطه وما قد جاء في فضل آدم

هم مرج البحرين يخرج منهما

قلائد در للأنام منظّم

هم حجة الرحمن بين عباده

هم الحبل حبل الله لم يتصرّم

أناس أتي جبريل يسأل ربه

بقدرهم العالي علي كل مغنم

فيا رب اجعلني بهم خادماً لهم

فقال له أنت المقرّب فاخدم

 

أعاذل ذرني في هوي آل أحمد

وإن تك في حكم الهوي جائراً عمي

أتعذلني في حب قوم هم الهدي

إلي سبل تجلو دجي كل مظلم

دع الشك واعمل باليقين تفربه

وسلّم إلي داعي المحقين واسلم

وخلّ التزام الرأي فالرأي مهلك

ذويه وحبل الله في الأرض فالزم

ألم تر أنّ الرأي إبليس صدة

مخالفة عند السجود لآدم

كفي بالذي يلوي عن الحق أنه

تعامي فلما أن رأي رشده عمي

 

 

أقول وقول الحق يطرق خاطري

إذن ولسان الصدق ينطق في فمي

ستعلو بإذن الله أعلام نصره

نزاريّة ما بين فرس وديلم

ويملأ عدلاً بعد جور وينطفي

لأعداء آل المصطفي كل مضرم

خلعت عذاري في هواهم تقحماً

ومن يرج بحراً زاخراً يتقحم

 

وكيف وإني عنهم متأخر

وحبهم باللحم يمزج والدم

فلمّا رأيت الناس في خوض غيّهم

يقولون لن ننجو بغير معلّم

تيقنت أن لا بدّ ما دامت الدنا

لكل زمان من إمام مترجم

وأصبحت فتاش الحقوق وأهلها

ومن يك فتاشاً عن الحق يغنم

مجيباً لداعي الله في القرب والنوي

أجوب الفيافي معلماً بعد معلم

جعلنا الله وإياكم إخوة الإيمان من أهل المودة الصادقة والولاء المستقر لمحمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
وبهذا تنتهي حلقة أخري من برنامج مدائح الأنوار قرأنا لكم فيها أبياتاً من مديحة غراء من إنشاء الأديب الفارس مزيد الحلي من أعلام القرن الهجري السادس.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة