البث المباشر

قصيدة للحاج كاظم الأزري الوائلي في العترة المحمدية الطاهرة

السبت 7 ديسمبر 2019 - 09:31 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 194

بسم الله وله الحمد والمجد وخالص الثناء والسؤدد إله العالمين وأسني صلوات المصلين علي النبي الأمين واله الطاهرين.
تجلت المناقبية القيمية والصبغة الإلهية بأسمي صورها في الملحمة الحسينية ومواقف جميع رموزها (عليهم السلام).
وفي هذه الظاهرة يكمن سر خلود هذه الملحمة وقوة تأثير واقعة الطف في قلوب الأجيال. هذه الصبغة نجدها متجليه فيما أنشأه الشعراء في الملحمة الحسينية كما هو واضح في الأبيات التالية التي إخترناها لهذا اللقاء وهي من قصيدة غراء للأديب الولائي الموفق الحاج كاظم الأزري الوائلي البغدادي المتوفي سنة إحدي عشرة بعد المأتين والألف للهجرة (رضوان الله عليه). في جانب من مديحته الغراء للعترة المحمدية الطاهرة يقول الأديب الأزري:

غر المفارق والاخلاق قد رفلوا

من المحامد في أسني من الحبر

سل كربلا كم حوت منهم هلال دجي

كأنها فلك للأنجم الزهر

لم أنس حامية الإسلام منفرداً

خالي الظعينة من حام ومنتصر

يري قنا الدين من بعد استقامتها

مغموزة وعليها صدع منكسر

فقام يجمع شملا غير مجتمع

منها ويجبر كسراً غير منجبر

ويستمر الأزري في تصوير غربة الحسين ووحدته عليه السلام وهو داعي الله فيقول:

وواحد الدهر قد نابته واحدة

من النوائب كانت عبرة العبر

من آل أحمد لم تترك سوابقه

في كل آونة فخراً لمفتخر

إذا نضا بردة التشكيل عنه تجد

لاهوت قدس تردّي هيكل البشر

 

واقبل النصر يسعي نحوه عجلا

مسعي غلام إلي مولاه مبتدر

فأصدر النصر لم يطمع بمورده

فعاد حيران بين الورد والصدر

يا نيرا راق مرآه ومخبره

فكان للدهر ملء السّمع والبصر

لاقاك منفرداً اقصي جموعهم

فكنت أقدر من ليث علي حمر

حتي دعتك من الأقدار داعية

إلي جوارعزيز الملك مقتدر

فكنت أسرع من لبّي لدعوته

حاشاك من فشل عنها ومن خور

ونبقي مع الأديب كاظم الأزري في قصيدته العصماء وهو يصور دور الملحمة الحسينية في الحياة الإسلامية، فيقول مخاطباً سيد الشهداء (عليه السلام):

قد كنت في مشرق الدنيا ومغربها

كالحمد لم تغن عنها سائر السور

ما انصفتك الظبي يا شمس دارتها

إذ قابلتك بوجه غير مستتر

ولا رعتك القنا يا ليث غابتها

إذ لم تذب لحياء منك أو حذر

أين الظبي والقنا مما خصصت به

لو لا سهام أراشتها يد القدر

 

يا دهر حسبك ما أبديت من غير

اين الأسود أسود الله من مضر

أمسي الهدي والندي يستصرخان بهم

والقوم لم يصبحوا إلا علي سفر

شمائل ان بكتها كل مكرمة

فحق للروض أن يبكي علي المطر

رزء إذ اعتبرته الشمس فانكسفت

فمثله العبرة الكبري لمعتبر

وأن بكي القمر الأعلي لمصرعه

فما بكي قمر إلا علي قمر

 

يا ابن النبيين ما للعلم من وطن

إلا لديك وما للحلم من وطر

إن يقتلوك فلا عن فقد معرفة

الشمس معروفة بالعين والأثر

أي المحاجر لا تبكي عليك دماً

أبكيت والله حتي محجر الحجر

أنظر إلي هاديات العلم حائرة

والصحف محشوة الأحشاء بالفكر

وامسح بكفك عين الدين إن لها

من المدامع ما يلهي عن النظر

 

أفدي الضراغم ملقاة علي كثب

ومنظر اليأس منها قاتل النظر

من ذاكر لبنات المصطفي مقلا

قد وكلتها يد الضراء بالسهر

وهذه حرمات الله تهتكها

خزر الحواجب هتك النوب والخزر

 

لهفي لرأسك والخطار يرفعه

قسراً فيطرق رأس المجد والخطر

من المعزّي نبي الله في ملأ

كانوا بمنزلة الأرواح للصور

ان يتركوا حضرة السفلي فإنهم

من حضرة الملك الأعلي علي سرر

وإن أبوا لذّة الأولي مكدرة

فقد صفت لهم الأخري من الكدر

أني تصاب مرامي الخير بعدهم

والقوس خالية من ذلك الوتر

 

بني أمية إن ثارت ذئابكم

فإنّ للثار ليثاً من بني مضر

سيف من الله لم تفلل مضاربه

يبري الذي هو من دين الإله بري

كم حرة هتكت فيكم لفاطمة

وكم دم عندكم للمصطفي هدر

أين المفر بني سفيان من أسد

لو صاح بالفلك الدوار لم يدر

مؤيد العزّ يستسقي الرشاد به

أنواء عز بلطف الله منهمر

وينزل الملأ الأعلي لخدمته

موصولة زمر الأملاك بالزمر

 

يا غاية الدين والدنيا وبدءهما

وعصمة النفر العاصين من سقر

ليست مصيبتكم هذي التي وردت

كدراء أوّل مشروب لكم كدر

لقد صبرتم علي أمثالها كرما

والله غير مضيع أجر مصطبر

فهاكم يا غياث الله مرثية

من عبد عبدكم المعروف بالأزري

يرجو الإغاثة منكم يوم محشره

وأنتم خير مذخور لمدّخر

وكما تلاحظون فقد ختم الأديب الولائي المبدع الشيخ كاظم الأزري قصيدته الحسينية الغراء بهذا الخطاب التشوقي المؤثر لسليل الحسين المهدي الموعود (عجل الله فرجه الشريف).

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة