البث المباشر

قصيدتان لمحمد نصار يصور فيهما موقف الوداع بين سيد الشهداء الحسين وعيالات آل النبي(ع)

السبت 7 ديسمبر 2019 - 09:24 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 192

بسم الله وله المجد والحمد حمد الشاكرين وأسمي الصلاة والتسليم علي سادات الصادقين محمد وآله الطاهرين.
يتميز الشعر الحسيني بقوة مشهودة في دقة التصوير لكثير من مجريات يوم عاشوراء وبلغة غاية في الرقة والتأثير.
وقد إخترنا لهذا اللقاء من ديوان الأديب الولائي المبدع الشيخ محمد نصار (رضوان الله عليه) قصيدتين فيهما يصور موقف الوداع بين سيد الشهداء الحسين وعيالات آل النبي صلوات الله عليهم أجمعين.
والشيخ محمد نصار هو الفاضل الكامل محمد بن علي الشيباني صاحب القصيدة النصارية المعروفة في واقعة الطف والمتوفي في النجف الأشرف سنة إثنتين وتسعين بعد المأتين والألف للهجرة المباركة.
قال الشيخ محمد نصار رحمه الله في قصيدة يبتدأها بمدح أنصار الحسين (عليه السلام) الذين صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ وقضي نحبهم في الدفاع عن مولاهم سيد الشهداء، قال:

لهفي لفتيان تداعوا للفنا

فكأنهم طير الغناء حبيب

من كل وضاح المحيا باسم

حتي المنيه ما اعترته شحوب

ما خلت قبل مغيبهم ان البدور

التم في أجم الرماح تغيب

هذي جسومهم تناهبها الظبا

قد كفنتها شمال وجنوب

 

وبقي حشاشة فاطم من بعدهم

فرداً عليه النائبات تنوب

فدعا الأهل من مغيث ولا يري

إلا الأسنة والسيوف تجيب

فثني لتوديع النساء جواده

و من الظما في القلب منه لهيب

فدعاهم قوموا إلي التوديع من

قبل الفنا إن الفراق قريب

 

فتبادرت هذي وتلك تشمه

وتقول تلك ودمعها مسكوب

أبي هل بعد التزود نظرة

أخري وهل بعدالذهاب تؤوب؟

و أتته زينب والمصاب يقودها

لشجي له بين الضلوع دبيب

فهوت عليه تضمه وتشمه

والدمع مثل المرسلات يصوب

الله من كبد يمزقها الجوي

حزناً وقلب بالمصاب يذوب

 

أأخي يا بحراً يسوغ لوارد

منه الروي كيف اعتراه نضوب

أأري الشراب وانت مطوي الحشا

ظمأ وآلفه وانت غريب

و أري الثياب وأنت لا كفن

تلقي وألبسها وانت سليب

و أري الخضاب إذا لقيت منيتي

عجلا وجسمك بالدماء خضيب

ويخصص الشيخ محمد نصار قدس الله نفسه الزكية قصيدةً ثانية لموقف الوداع بين الحسين والعيالات المحمدية (عليهم السلام) مفتتحاً بتصوير رقيق لحالة العقيلة زينب (سلام الله عليهما) وخاتماً بأشارة مؤثرة لحال الإمام زين العابدين (عليه السلام) في تلك الساعات الرهيبة، قال (رضوان الله عليه):

فأأتته زينب بالجواد تقوده

والدمع من ذكر الفراق يسيل

وتقول قد قطعت قلبي يا أخي

حزناً فياليت الجبال تزول

فلمن تنادي والحماة علي الثري

صرعي ومنهم لا يبل غليل

ما في الخيام وقد نفانا أهلها

إلا نساء وله وعليل

 

أرأيت اختاً قدمت لشقيقها

فرس المنون ولا حمي وكفيل

فتبادرت منه الدموع وقال يا

اختاه صبراً فالمصاب جليل

فبكت وقالت يابن أمي ليس لي

وعليك ما الصبر الجميل جميل

يا نور عيني يا حشاشة مهجتي

من للنساء الظائعات دليل

 

ورنت إلي نحو الخيام بعولة

عظمي تصب الدمع وهي تقول

قوموا إلي التوديع ان أخي دعا

بجواده ان الفراق طويل

فخرجن ربات الخدور عواثراً

وغدا لها حول الحسين عويل

 

الله ما حال العليل وقد رأي

تلك المدامع للوداع تسيل

فيقوم طوراً ثم يكبو تارة

وعراه من ذكر الوداع نحول

فغدا ينادي والدموع بوادر

هل للوصل إلي الحسين سبيل

هذا أبي الضيم ينعي نفسه

يا ليتني دون الأبي قتيل

قرأنا لكم في هذا اللقاء من برنامج مدائح الانوار قصيدتين من بدائع الشعر الحسيني للأديب الولائي الشيخ محمد نصار (رضوان الله عليه).

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة