بسم الله نور النور وله المجد والحمد وخالص المدح والثناء وزاكي الصلوات والتحيات علي صفوة الهداة الهادي المختار وآله الأطهار.
نحييكم بأطيب تحية في هذا اللقاء مع مقطوعات في مدح الأنوار الإلهية تبدأ من القرن الهجري الأول الي القرن الثالث عشر نبدأ بأبيات لشاعر الرسول (صلي الله عليه وآله) حسان بن ثابت في مدح وصيه المرتضي (عليه السَّلام) ثم أبيات مؤثره في الإستشفاع بالعترة المحمدية لأديب القرن الهجري الرابع ابي القاسم نصر بن أحمد البصري الملقب بالخبز أرزي المتوفي سنة ۳۱۷ للهجرة تليها أبيات جزلة في مدح أمير المؤمنين للأديب المبدع محمد علي بن محمد بن كمونه الأسدي الحائري المتوفي سنة ۱۲۸۲.
وختام اللقاء مقطوعة صلواتية جميلة لشاعر المدائح النبوية وأديب اليمن في عصره عبد الرحيم بن أحمد البرعي المتوفي سنة ثلاث وثماني مئة للهجرة المحمدية المباركة.
قال حسان بن ثابت الخزرجي الأنصاري معاتباً المتخاذلين عن نصرة أمير المؤمنين (عليه السَّلام):
أوفت بنو عمرو بن عوفٍ نذرها
وتلوّثت غدراً بنو النجّار
وتخاذلت يوم الحفيظة إنّهم
ليسوا هنالكمُ من الأخيار
وسوا وصاةَ محمّدٍ في صهره
وتبدّلوا بالعزّ دار بوار
أتركتموهُ مفرداً بمضيعةٍ
تنتابُهُ الغوغاءُ في الأمصارِ
لهفان يدعو غائباً أنصارهُ
يا ويحكم يا معشرَ الأنصار
هلاّ وفيتُم عندها بعهودِكم
وفديتُمُ بالسمع والأبصار
أما الأديب الفطري ابو القاسم نصر بن أحمد البصري الملقب بالخبز أرزي فله ثلاثة أبيات بليغة في مودة العترة المحمدية والإستشفاع بهم الي الله عزَّ وجلَّ يقول فيها:
ما لي إلي مثلك من شافعٍ
إلا تولّي العترة الطاهرة
فمن تولّي عترةً قد زكت
زُكيَ في الدنيا وفي الآخرة
حب عليّ بن أبي طالبٍ
دلالة باطنة ظاهرة
وننتقل بكم أعزاءنا الي المشهد الحسيني المبارك، لنلتقي أحد أعلام شعراء الولاء فيه في القرن الهجري الثالث عشر هو ابن كمونه محمد علي بن محمد الأسدي الحائري، ونختار من إحدي قصائده الولائية قوله رحمه الله:
دع المطايا تجوب البيد في السحر
وعج بربع أبيّ الضيم من مضر
أعني الغري ومن قد حلَّ دارته
مولي الوري نفس طاها سيد البشر
عين الإله التي للخلق راعية
وأذنه جلّ عن سمع وعن بصر
وآية الملك العظمي لناظرها
نعم بل الحجة الكبري لمعتبر
بحر أمد البرايا رشح طافحه
وسورة علّمت من سائر السور
قل ما تشاء به يا سعد من مدح
ودع ملام جهول كاذب أشر
ومن كربلاء المقدسة الي اليمن في القرن الهجري الثامن وشاعر المدائح النبوية عبد الرحيم البُرعي وهو يدعو الله عزَّ وجلَّ بهذه الأبيات الصلواتية البليغة، قائلاً:
يا رب صل علي النبي المجتبي
ما غردت في الايك ساجعة الربا
يا رب صل علي النبي وآله
ما اهتزت الأثلاث من نفس الصبا
يا رب صل علي النبي وآله
ما لاح برق في الاباطح أو حبا
يا رب صل علي النبي وآله
ما أمت الزوّار نحوك يثربا
يا رب صل علي النبي وآله
ما قال ذو كرم لضيف مرحبا
يا رب صل علي النبي وآله
ما كوكب في الجوّ قابل كوكبا
يا رب صل علي الّذي أدنيته
من قاب قوسين الجناب الأقربا
بالله يا متلذذين بذكره
صلوا عليه فما أحق وأوجبا
صلوا علي المختار فهو شفيعكم
في يوم يبعث كل طفل أشيبا
صلوا علي من ظللته غمامة
والجذعُ حن له وأفصحت الظبا
صلوا علي من تدخلون بجاهه
دار السَّلام وتبلغون المطلبا
صلوا عليه وسلموا وترحموا
وردوا به حوض الكرامة مشربا
صلي وسلم ذو الجلال عليك يا
من نور طلعته يشق الغيهبا
صلي وسلم ذو الجلال عليك يا
أحلاك ذكراً في القلوب وأعذبا
صلي وسلم ذو الجلال عليك يا
أوفاك للمتذممين وأحسبا
صلي وسلم ذو الجلال عليك يا
أزكاك في الرسل الكرام وأطيبا