بسم الله وله الحمد علي عظيم إحسانه والصلاة والسلام علي مصابيح نوره وهداة صفوته النجباء محمد وآله الأصفياء.
أبيات مختارة قصيدتين من غرر قصائد الولاء الحق لأشعر شعراء اليمن في القرن الهجري الحادي عشر الأديب الفارس الحسن بن علي بن جابر المتوفي سنة تسع وسبعين بعد الألف للهجرة المحمدية المباركة. ولعل من أهم ما يميز هذه الأبيات قوة روح الإعتزاز والإفتخار بموالاة أهل بيت النبوة (عليهم السلام) ورسوخها في قلب من صدق في مودته لهم (سلام الله عليهم).
وروح الإعتزاز والإفتخار بموالاة أولياء الله هي من عوامل الثبات علي الصراط المستقيم ولذلك ينبغي لكل مؤمن أن يقويها في قلبه، وإنشاء وانشاد مثل أبيات هذه الحلقة من السبل المؤثرة في تقوية هذه الروح المباركة في القلوب. قال الشاعر الفارس الحسن بن علي بن جابر اليماني رحمه الله:
أستغفر الله لم يكن أبداً
سلوكُ وادي الغرام من شيمي
وقد أقولُ النسيب مفتتحاً
مدحاً وليس النّسيب من هممي
هيهات قلبي ما دام يصحبُني
بغير آل النّبيّ لم يهم
لا كُنتُ لا كَنتُ إن جري أبداً
بمدح قومٍ سواهمُ قلمي
إن قلتُ مدحاً ففيهمُ وإذا
أقسمتُ يوماً فإنّهم قسمي
حسبهمُ أن يكونَ فضلهمُ
في الناس فضلُ الشّفا علي الألم
قد عدل الله في بريّته
واللهُ في العدلِ غير متهّم
إذا خصَّ خيرَ الوري وعترتَه
من كلّ فضلٍ بأوفر القسم
لو قُلتُ ما قُلتُ فيهمُ قصرَت
عن عُشر معشار فضلهم كلمي
وحقّهم ما أبرَّه قَسَماً
وما أحيلا وحقـّهم بفمي
لا حُلتُ عن ودّهم ولو تلِفَت
روحي في ذاك أو أريقَ دمي
حبُّهم شِيمتي ومعتقدي
ومذهبي في الوري وملتزمي
وهو جوازي علي الصّراط إذا
زلـّت بما قد جنيتهُ قدمي
لا يُبعد اللهُ غيرَ زعنفةٍ
من كلِّ رجسٍ عن الرّشادِ عَمِِي
قد كتموا من سَنَا فضائلهم
ما لم يكن نورُه بمنكتمِ
وأسّسوا ظُلمهُم فكم هُتِكَت
من حُرَمٍ للنّبيّ في الحرَمِ
واستوجسوا من عقاب خالقهم
ما أوعدوا في قطيعة الرّحم
وحلَّلوا عقدَ عهدِ أفضل من
وصي بحفظِ العُهودِ والذمم
ونبقي مع مشاعر هذه الحلقة من برنامج مدائح الأنوار الأديب الفارس الحسن بن علي اليماني فنقرأ لكم أبياتاً من قصيدة أخري له تتجلي فيها روح الإعتزاز والإفتخار بموالاة الذين أمرنا الله جل جلاله ورسوله (صلي الله عليه وآله) بموالاتهم (عليهم السلام). قال (رحمه الله):
أحسودُ قل ما شئت فيَّ
لك البقاءُ من الملامَه
فخري كشمسٍ أشرقت
لم تخفِها أبداً غمامه
لمَ لا يطول علي الوري
من كان حيدرةٌ إمامه
من بالكتاب وعُترة المختارِ
قد أضحي اعتصامه
واختارَ دينَ أبي الحُسين
لحبّ حيدرةٍ علامَه
من بالولاء لحيدرٍ
ينجو ويأمنُ في القيامَه
وبَروحُ مسروراً غداً
يوم التغابنِ والندامه
ويحوز في جنّات عدنٍ
ما يحبُّ من الكرامَه
وتديرُ ولدانُ الجنانِ
عليه كاسات المدامَه
ولرُبّ كأسٍ فضّ عن
مسكٍ بلا حرجٍ ختامه
قرأنا لكم أبياتاً في الإفتخار والإعتزاز بموالاة العترة المحمدية الطاهرة من إنشاء شاعر اليمن في القرن الهجري الحادي عشر الحسن بن علي بن جابر (رحمه الله).