الحمد لله الذي خلق الانسان وعلمه البيان والصلاة والسلام على انوار الاكوان محمد وآله الهداة الى الجنان السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله أهلاً بكم في حلقة اخرى من هذا البرنامج.
صحت في مصادر الحديث النبوي المعتبرة عند مختلف المذاهب الاسلامية كثير من الاحاديث الشريفة التي بين فيها الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) مقامات اخيه ووصيه امير المؤمنين علي (عليه السلام) ومن هذه الاحاديث ما تحدثت عن كون الوصي (عليه السلام) هو قسيم الجنة والنار والفارق بين الهدى والضلال وهذه الاحاديث من الشهرة بحيث نجدها في اشعر كثير من الشعراء حتى من اتباع المذاهب الاسلامية الاخرى ومنهم العالم الاديب كمال الدين علي بن محمد ابن النبيه من اهل مصر والذي تولى ديوان الانسان للملك الايوبي موسى الاشرف والمتوفى في مدينة نصيبين سنة ٦۱۹ للهجرة، نقرأ لكم بعض ابيات مديحة له في الامام علي (عليه السلام) ولكن بعد قليل، كونوا معنا. قال الاديب كمال الدين ابن النبيه في مديحته:
آنست بالعراق برقاً مُنيراً
فطوت غيبهاً وخاضت هجيراً
عتبات ترابها يُنبت المجدَ
وجوّ بالجود أضحى مطيراً
قبّلتها الملوك حتى شككنا
أحصى في رحابها أمْ ثغوراً
ثم توجه ابن النبيه في مديحته مخاطبا ً الامام علي(ع) بقوله:
يا امام الهدى سلاماً سلاماً
زاد طيباً فزدتُهُ تكريراً
نظم الله فيك فضل أناس
كان فيهم مقسِّماً منثوراً
اهل بيت قد اذهب الله عنهم
كل رجس ٍ وطُّهروا تطهيراً
قرَنَ الله اسمه بأسمك
العالي فزادا جلالة ً وظهوراً
فهو عقد على صدور التحيّات ِ
وتاج جلا به التكبيراً
ويختم الاديب كمال الدين ابن النبيه مديحته بالاشارة الى مظاهر كون الامام علي (عليه السلام) هو قسيم الجنة والنار فقال:
يا معيني إذا دجت ظلمة
القبـر وخاطبتُ مُنكراً ونكيراً
يا مجيري إنْ يوماً عبوساً
مكفهراً مستعصباً قمطريراً
يا مغيثي والنار تُوقد بالناس
وترمي شرارها المستطيراً
يا دليلي على الصراط إذا ما
أدهش الخوف ناظري تحييراً
فيك سرُّ لولاه ما قسم الله
على الناس جنَّة ً وسَعِيراً
قد هدانا بك السَّبيلَ فإمّا
مؤمناً شاكراً وإمّا كَفُوراً
فعليك السلام يا أقرب النَّاس ِ
لمن جاء شاهداً ونذيراً
وها نحن نصل مستمعينا الافاضل الى نهاية هذه الحلقة من برنامج مدائح الانوار، استمعتم اليها من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران والى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.