البث المباشر

جميل التوازن بين الدنيا والآخرة

الأربعاء 20 نوفمبر 2019 - 14:45 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- منا أهل البيت: الحلقة 22

السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله وبركاته، تحية الأمن والإيمان نحييكم بها ونحن نلتقيكم بفضل الله وتوفيقه في حلقة اليوم من هذا البرنامج، نتناول فيها الحديث عن وسيلة أخرى من الوسائل الموصلة لكرامة الصيرورة من أهل البيت المحمدي عليهم السلام.
ومن هذه الوسائل الأخذ بالسنة المحمدية النقية في جميل جمعها بين الدنيا والآخرة في بوتقة التعبد لله عزوجل، وهذا ما أكدته عدة من الأحاديث الشريفة مؤكدة أنه من وسائل وعلامات صدق الإنتماء لأهل البيت – عليهم السلام – فمنها ما رواه ثقة الإسلام الشيخ الكليني في كتاب الكافي مسنداً عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – قال: "ألا لكل عبادة شرة – أي إندفاعة في أولها – ثم تصير الى فترة فمن صارت شرة عبادته الى سنتي فقد اهتدى ومن خالف سنتي فقد ضل وكان عمله في تباب، أما إني أصلي وأنام وأصوم وأفطر وأضحك وأبكي، فمن رغب عن منهاجي وسنتي فليس مني.. وقال: كفى بالموت موعظة وكفى باليقين غنى وكفى بالعبادة شغلا".
مستمعينا الأكارم، إن السنة المحمدية النقية تؤكد لزوم التوازن تغذية كلا بعدي وجود الإنسان المادي والمعنوي لكي تكون حركته متوازنة على الصراط المستقيم نقية من الإفراط والتفريط وبذلك تكون جميع أعماله عبادة، ولذلك قال الإمام الصادق – عليه السلام – كما في كتاب من لايحضره الفقيه للشيخ الصدوق: "نعم العون الدنيا على الآخرة.. ليس منا من ترك دنياه لآخرته ولا آخرته لدنياه
".
وهذا التوازن الجميل تجلى بأكمل وأجمل صوره في السنة النبوية النقية من البدع والتحريفات، روي في البحار عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: كان رسول الله – صلى الله عليه وآله – يقول في خطبته: أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد، شر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.
وعنه – صلى الله عليه وآله – أنه قال: من رغب عن سنتي فليس مني، وقال أيضاً: ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه، فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية، وعنه – عليه وآله الصلاة والسلام – أنه قال: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد – أي باطل -.
لقد إشتملت السنة المحمدية النقية كل ما يرقى بالمؤمن الى معارج الكمال والقرب الإلهي في جميع شؤونه الحياتية المادية منها بظاهرها والأخروية، لذلك كان الإلتزام بها مصداق السير على الصراط المستقيم، نقرأ في كتاب (عوالي اللئالي) لإبن أبي جمهور الإحسائي – رضوان الله عليه – قوله:
(جاء في الحديث أن عثمان بن مظعون كان من زهاد الصحابة وأعيانها، حكي أن رسول الله صلى الله عليه وآله أمر بوضع جنازته عن أكتاف المشيعين وقبله مراراً ونزل الى قبره وألحد بيده، ثم سوى قبره بيده، وكان ابن مظعون قد جاء يوماً الى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله قد غلبني حديث النفس ولم أحدث شيئاً حتى أستأمرك، فقال عليه وآله السلام: "بم حدثتك يا عثمان؟" قال: هممت أن أسيح في الأرض.. قال: "فلا تسح فيها، فإن سياحة أمتي في المساجد".. قال هممت أن أحرم اللحم على نفسي.. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: "فلا تفعل فإني أشتهيه وآكله، ولو سألت الله أن يطعمنيه كل يوم، لفعل.. قال: وهممت أن أجب نفسي – أي أكبت غرائزها - .. قال: "يا عثمان، من فعل ذلك ليس منا، لا تفعل، إن وجاء أمتي – أي الرياضة الشرعية لها- الصيام".
وبهذا نصل مستمعينا الأطائب الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (منا أهل البيت) شاكرين لكم طيب الإستماع والمتابعة، لكم دوماً من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران خالص الدعوات وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة