البث المباشر

قول فاطمة الزهراء: لا تكلني الى نفسي طرفة عين

الثلاثاء 5 نوفمبر 2019 - 08:32 بتوقيت طهران
قول فاطمة الزهراء: لا تكلني الى نفسي طرفة عين

إذاعةطهران- نور وبلاغة: الحلقة 192

نص الحديث

قالت الزهراء (عليها السَّلام): "لا تكلني الى نفسي طرفة عين".

دلالة الحديث

هذه الفقرة من أحد ادعية الزهراء (عليها السَّلام)، متوسلة بالله تعالي بألا يجعل قارئ الدعاء بمنأئ عن رعاية الله تعالي، بل يتدخل تعالى في جميع شؤون العبد الى مافيه صلاحه... هذه الدلالة الواضحة، تتقدم الى التعقيب عليها من خلال البعد البلاغي لها، وهي عبارة (طرفة عين)... فماذا نستلهم منها؟
النص المتقدم هو: توسل بالله تعالى بألا يكل قارئ الدعاء الى نفسه طرفة عين،... ومسألة عدم ايكال الامور الى العبد تظل من المبادئ العبادية المتسمة بأهمية كبيرة... فمادام المرء لايملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً. حينئذ فان الايكال الى الله تعالى فحسب يظل هو المطلوب دون ادنى شك... بيد ان ما نستهدف التلميح له هو: ان مبدأ عدم ايكال الأمر الى العبد يأخذ درجات متفاوتة من الوعي بهذه الظاهرة،... فهناك مثلاً من يعتقد ان الأمر قد يحتاج الى جهد العبد، وهناك من ينكر ذلك، وهناك من يقف وسطاً بينها،... وهذا يعني ان الوعي العبادي للشخصية هو المحدد لدرجة التوكل على الله تعالى، وعدم ايكال اي من الامر الى العبد مثلاً: يظل هو المتجانس مع حديث الزهراء (عليها السَّلام)
كيف ذلك؟
الزهراء (عليها السَّلام) تقول: "طرفة عين" اي، عدم ايكال الامر الى الشخصية حتى في لحظة واحدة، مما يعني اعلى درجة التوكل على الله تعالى... بيد ان ما نعتزم توضيحه بعد ما تقدم هو: مساهمة هذه العبارة الرمزية "طرفة عين" في تجلية الدلالة... فماذا نستلهم منها؟
الجواب: الاستلهام من الوضوح بمكان، فنحن مثلاً اذا عدنا الى القرآن الكريم وتناوله لقصة بلقيس حيث قال الذي عنده علم الكتاب "انا اتيك به قبل ان يرتد اليك".

بلاغة الحديث

"طرفك..." ان هذه العبارة قد اقتبستها الزهراء (عليها السَّلام) ووظفتها في موضوع التوكل علي الله تعالى وعدم ايكال الأمور الى الشخص وهذا ـ من حيث البعد البلاغي ـ (تناص) كما هو واضح... واما من حيث السمة الفنية لهذه العبارة "طرفة عين" فتتضح تماماً حينما نقرر بان طرفة العين هي رمز لأقل ما يمكن تصوره للكميات الزمنية، حيث لا يوجد زمن اقل من طرفة العين كما هو واضح... واهمية "طرفة عين" هي ليس الزمن وحده بل دلالة (العين) ذاتها، بصفة ان العين هي الباصرة وهي التي يهتدي بها الشخص الى تشخيص الامور عيانياً... من هنا فان استخدامها رمزاً يعني: تعميق الدلالة المتمثلة في ان العبد ينبغي ان يكل جميع اموره الى الله تعالي، ولايتصور بان ذاته تملك الضر والنفع والموت والحياة والنشور الخ...

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة