البث المباشر

حديث: الولد سيد سبع سنين خادم سبع سنين ووزير سبع سنين

الإثنين 4 نوفمبر 2019 - 10:41 بتوقيت طهران
حديث: الولد سيد سبع سنين خادم سبع سنين ووزير سبع سنين

إذاعة طهران- نور وبلاغة: الحلقة 130

نص الحديث


  قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الولد سيد سبع سنين، خادم سبع سنين، ووزير سبع سنين.   

دلالة الحديث


  الحديث المتقدم هو: وثيقة تربوية تتحدث عن مراحل النمو عند الشخصية، وهي مراحل ثلاث من حيث التربية الهادفة وإلا فإن التربية تمتد الي آخر العمر والحديث المتقدم يتناول الطفولة الاولي (من 1 الي 7) والطفولة الثانية (من 7 الي 14) والمراهقة (وهي من 14الي 21(، ومن الواضح ان علماء التربية والنفس والاجتماع يشيرون الي مراحل التربية طفلياً ومراهقة، وما بعد ذلك ايضاً، إلا ان الشريعة الاسلامية لها تصور خاص من جانب، ولها تصور تشترك فيه مع الاتجاهات التربوية لدي العلمانيين، والمهم هو ضرورة الإلتزام بمبادئ الشريعة، ومنها المبادئ المتصلة بمراحل التربية في السنوات الاولي، اي الطفولة والاولي والثانية والمراهقة وقد اعفي الاسلام الطفولة الاولي من التربية الجادة إلا في نطاق محدود، بينما ركز علي الطفولة الثانية في الدرجة الاولي والا ففي المراهقة من الممكن ان يتلافي ما فات من المرحلة الثانية ويعيننا الآن ان نتجه الي الحديث المتقدم من حيث بلاغته، حيث اعتمد علي الصورة التمثيلية او الاستعارية في تحديد المراحل التربوية، فكيف عبر عن المراحل المتقدمة؟   

بلاغة الحديث


  بما ان المرحلة الاولي (1-7) لا فاعلية فيها تربوياً لعدم تملك الطفل قابلية جادة علي التعلم، لذلك استعار لها الرسول طابع (السيد) فالسيد اذا قابلناه بالعبد يظل هو صاحب الكلمة ولا يستطيع احد ان يأمره بشيء، كذلك الطفل من ولادته الي السابع من عمره لا فائدة من تدريبه علي التعلم الجاد، واما المرحلة الثانية فإن التربية الجادة هي المرتبطة بهذه المرحلة أي: (من 7 الي 14) حيث ان الطفل لديه استعداد كامل للتعلم، سواء اكان التعلم معرفياً (القراءة والكتابة) أم اخلاقياً (السلوك العام)، ولذلك استعار له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) طابع (الخادم) او (العبد) حيث ان الخادم او العبد هو من لديه الاستعداد لتلقي الاوامر وتنفيذها، من هنا فإن الطفل من (7-14) يستطيع ان يخضع الي تربية ولي امره او معلمه، بحيث تتطبع شخصيته وفق التربية التي يتعلمها من ولي امره او معلمه.   واما مرحلة المراهقة (فمع انها هي بداية التكليف الشرعي (14الي21) فان المفروض ان يكون الشخص قد فرغ من تدريبه، ولكن مع ذلك فمن الممكن ان يتلافي ولي الامر ما فاته من التربية في الطفولة الثانية وقد استعار له النبي طابع (الوزير) لان الوزير لا هو مستقل كالملك ولا خاضع للغير، كسائر الموظفين، لذلك بما ان المراهق قد انتقل من مرحلة الطفولة الي الرشد، حينئذ لا هو رجل كامل، ولا هو طفل بل هو بين بين، اي لا استقلال له ولا هو تابع، من هنا لا يزال محتاجاً الي من يرشده، وهذا ما ينسحب علي الوزير بالقياس الي من هو اعلي منه والي من هو ادني.   ختاماً امكننا ان نوضح ولو سريعاً جانباً من النكات البلاغية لحديث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) سائلين الله تعالي ان يوفقنا الي ممارسة الطاعة، انه سميع مجيب.   

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة