نص الحديث
قال الامام علي ّ بن ابي طالب (عليه السَّلام): العيون مصائد الشيطان.
دلالة الحديث
الحديث المتقدم، هو صورة بلاغية، نطلق عليها مصطلح (التمثيل) مقابل الصور المماثلة لها: كالاستعارة ونحوها. والمهّم هو ملاحظة الصورة من حيث دلالتها اولاً، فماذا تعني؟
من البيّن، ان النظر الي الجنس الآخر، يستوي في ذلك ان يكون الناظر رجلاً والمقابل امرأة او العكس، ففي الحالتين يشكل كل واحد منهما مثيراً جنسياً للآخر، ولذلك فإن الله تعالي طالبنا بعدم النظر بشبهة وريبة الي الجنس الآخر، المرأة والرجل.
«قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ» وقال تعالي ايضاً: «وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ».
وهذا يعني انه لا يحق للرجل ان ينظر الي المرأة الاجنبية، ولا للمرأة ان تنظر الي الرجل الأجنبي.
والمهم هو ما يترتب علي النظر، حيث اوضح الامام (عليه السَّلام) ان النظر الي المرأة او العكس: يفضي الي الوقوع في حبائل ومصائد الشيطان، وقد استخدم الإمام (عليه السَّلام) الصياغة الفنية لهذا الجانب، وقدّم لنا صورة تمثيلية هي: العيون مصائد الشيطان.
بلاغة الحديث
لقد رمز الامام (عليه السَّلام) الي النظرة الجنسية بعبارة (مصائد) الشيطان، بمعني ان العين هي السبيل الذي يستخدمه الشيطان لإيقاع الشخصية فيما هو محّرم شرعاً، وبالفعل، فإن شباك الصائد طالما يصيد الحيوان فيقع فيه، ولعل انتخاب (المصائد)، وهي تستخدم لإصطياد الحيوان كالفأرة مثلاً أو غيرها يظل علي صلة بحيوانية الشهوة الجنسية في حالة استخدامها فيما هو غير المشروع، حيث ان النظرة المشروعة تنحصر لدي الزوجين فحسب، من هنا، تكتسب هذه الصورة التمثيلية قيمة بلاغية لها اهميتها وطرافتها بالنحو الذي اوضحناه.