نص الحديث
قال الامام الصادق (عليه السلام): ان الشيطان يدير ابن آدم في كل شيء، فإذا أعياه جثم له عند المال، فأخذ رقبته.
دلالة الحديث
الحديث يشير الى احد أبرز مصاديق المتاع الدنيوي، ألا وهو (المال)، حيث يشكل هذا المحرك أو المنبه حافزاً كبيراً لدى ضعفاء الايمان، بحيث يسيطر عليهم حبّ المال الى درجة انهم لا يبالون او لا يعنون بموارده من حيث الحرمة او الشبهة ونحو ذلك.
والحصول على المال او التعامل مع المال حتى في موارد انفاقه يقترن بحبائل الشيطان المتنوعة، بحيث يزيّن للضعفاء مختلف الطرق للحصول عليه، أو يحجزهم من انفاقه في سبيل الخير.
بلاغة الحديث
ان هذا المتاع الدنيوي الذي حدثناك عنه، قد رسمه الامام الصادق (عليه السلام) عبر صورة فنية تجمع بين ما هو استعارة او رمز او تمثيل، اي: رسمه في صياغة بلاغية فائقة على النحة الآتي: ان الشيطان يحاول في الحالات جميعاً أن يزين للانسان المعصية، ولكن اذا أعياه ذلك لجأ الى اسلوب رخيص هو: انه يتلبدّ في الارض، ويلوح لصاحب المال بالحرص عليه، الى درجة انه يلوي صاحب المال، ويجره منصاعاً الى الهويّ عنده، وبعد ذلك يأخذ برقبته ويلويها، ويجبره على الانصياع الى المتاع المذكور، بحيث يجعله سهل المنال في تطويعه لمختلف حالات الحرص عليه، ولعل الطرافة في هذه الصورة هي: الصورة الحسية او الساخرة المتمثلة في لوي رقبة صاحب المال، اي: امساك الشيطان برقبة صاحب المال، وارغامه على الانصياع له، وهذا هو منتهى الطرافة والعمق والسخرية من الشيطان وصاحبه بالنسبة الى التعامل مع المال وسيطرته على الشخصية التي تحيا بمنأى عن مبادئ الله تعالى.