السلام عليكم أعزاءنا، أهلاً بكم مع بديعة أخرى من المدائح المحمدية تفجرت بها قريحة الفقيهة الأديبة أمّ عبد الوهاب بنت يوسف الباعونية، من أدبيات الأردن في القرن الماضي، قالت في وصف المصطفى صلى الله عليه وآله:
نبيّ له في كل فضل تقدّمٌ
يريك علاه فوق كل مكمّل
وجيهٌ به يستمطر الفضل والعطا
ويفجأ بالمأمول كلّ مؤمّل
فمن مثله والحق جل جلاله
يفاتحه بالمدح في كل منزل
ويتحفه منه بكل خصيصة
أبانت له العليا على كل مرسل
وفي حضرة التقريب أعطاه رتبة
تأخر عنها كلّ صاحب منزل
فلا غاية إلا ومرماه فوقها
ولا سيدٌ إلا وعن فيضه ولي
ويكفيك بالإسراء علماً بقدره
وبالمجد ما في الذكر من ذكره العلي
وحسبك برهاناً شفاعته التي
يلوذ بها في الحشر كل مبجّل
ويسنقذ الخاطين من بأس نقمة
ويفتح للأدنين باب التفضل
فأعظم به جاهاً يدرّ بمجده
سحابّ العطا في كل بدىء وموئل
براهينه الأكوان طافحة بها
كما طفحت بالمدح في فضله الجلي
إذا قلت يا طه أغثني يقول لي
وفاء الوفا ها هو أمامك فاجتلي
وإن ظمئت روحي إلى أكؤس الوفا
أراه يحيني امتناناً فامتلي
وإن أم قلبي آملاً فيض جوده
وفاه بأقصى القصد من قادر ملي
وما ظفرت والله كفيّ ببغية
سوى أن يكن فيها بطه توسّلي
ألا يا رسول الله يا أشرف الورى
ويا من عليه لا يزال تطفلي
ألا يا رسول الله من كنت غوثه
حظي ببلوغ القصد في كلّ مدخل
وهذي يدي بالفقر صدقاً بسطتها
وما لي شعارٌ غير فرط تذللي
أعاجلك الوهب الذي أنت أهله
واسألك العيش الذي بك يصفو لي
وأنت رؤوف والمراحم تقتضي
اغاثة من يرجوك يا خير مرسل
وأنت عريض الجاه والفضل واسعٌ
ومهما تقل يسمع فجد بالتطول