بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أحباءنا، أهلاً بكم في هذا اللقاء نستكمل فيه قراءة ما إخترناه من إحدى مدائح السيد علي المدني شارح الصحيفة السجادية لسيد الرسل، فقال في ذكر بعض مقاماته صلى الله عليه وآله:
وأوحى إليه الذكر بالحقّ ناطقاً
بما قد جرى في علمه وبما يجري
فأنزله في ليلة القدر جملة
بعلم وما أدراك ما ليلة القدر
ولقنه إياه بعد منجماً
نجوماً تضيء الافق كالأنجم الزهر
مفصل آيات حوت كلّ حكمة
ومحكم أحكام تجلّ عن الحصر
وأنهضه بالسيف للحيف ماحياً
وأيده بالفتح منه وبالنصر
فضاءت به شمس الهداية وانجلت
عن الدين والدنيا دجى الغيّ في بدر
ثم قال رحمه الله ذاكراً بعض الأخلاق المحمدية:
له خلق لو لامس الصخر لاغتدى
أرق من الخنساء تبكي على صخر
وجود لو إن البحر أعطي معينه
جرى ماؤه عذباً يمدّ بلا جزر
إذا عبس الدهر الضنين لبائس
تلقاه منه بالطلاقة والبشر
وإن ضنّ بالغيث السحاب تهللت
سحائب عشر من أنامله العشر
ففاضت على العافين كف نواله
فكم كف من عسر وكم فكّ من أسر
وكم للنبي الهاشمي عوارفٌ
يضيق نطاق الحمد عنهنّ والشكر
اليك رسول الله أصبحت خائضاً
بحاراً يغيض الصبر في لجّها الغمر
على ما براني من ضنى صحّ برؤه
وليس سوى رحماك من رائد يبري
فأنعم سريعاً بالشفاء لمسقم
تقلّبه الأسقام بطناً إلى ظهر