بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على نبيه الكريم وآله الطاهرين السلام، عليكم أحباءنا، في هذا اللقاء إخترنا لكم مديحة وجدانية من القرن الهجري التاسع للأديب أبي الحسين بن أحمد القرشي يصور في مقطع منها آثار مجاورة آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيقول:
فلولا حلولٌ بين قبر ومنبر
لما راب تأخيرٌ وراق تقدم
فلله ما أهداك من أحد وقد
ترفع منه للهداية معلم
مشاهد قد شاهدت منها معاهدا
يجدد ذكراً عهدها المتقدم
تراءت فما نور التباشير خامدٌ
ولا أوجه البشرى بها تتجهم
فما حلّها إلا به متوسلٌ
إلى الله في أرجائها متوسّم
وصرّح بالشكوى فنودي سامعٌ
إجابته حتم وأمّل منعم
فرافع طرف دونها متضرعٌ
وباسط كف عندها متظلم
جوارك يا خير البرّية مأمنٌ
ومعصم من فادح الخطب يعصم
مستمعينا الاعزاء الأديب القرشي المعروف بابن فركون وهو من تلامذة ابن الخطيب، وقد توفي سنة 820 للهجرة، يتابع في مديحته مخاطباً الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله قائلاً:
ألا يا رسول الله دعوة نازح
له في النوى والقرب فكرٌ مقسّم
يراك بمكنون الضمير فقلبه
عليك وما حلّ المنازل يقدم
أنا المذنب الجاني وأنت شفيعه
ومثلك من يرجى ومثلي يرحم
بماذا عسى أثني على المصطفى الذي
اتى فيه نصّ الذكر والذكر محكم
وفائدة الأكوان يقضي ابتداؤها
بأن به الوحي المنزل يختم
وأهدى من الآيات كلّ عجيبة
هدت لسبيل الرشد والرشد مبهم
كريمٌ قضى حبي له بعدما جنت
يدي أنني في جنة الخلد مكرم