السلام عليكم مستمعينا الأعزاء ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم مع بديعة أخرى من غرر المدائح النبوية إخترنا من ديوان الأديب السوداني مدّثر بن ابراهيم ابن الحجاز، مؤلّف كتاب (بهجة الأرواح)، وفيها تصويرٌ بليغ لعجز كل المادحين عن مدح سيد المحمودين المصطفى الأحمد صلى الله عليه وآله.
قال رحمه الله في ديباجة جميلة:
يا ربّ صلّ على النبي وآله
خير الوجود وصاحب العهد الوفي
بمديح أفضل من تكمل وأصطفي
مدح الأوائل والأواخر لا يفي
كيف الوفاء بمدح من مدح الإله
جنابه بثنائه المترادف
فالمدح من باب التشرّف فيه
يا نفسي فقولي للتشرّف شرّف
فالجاه أوسع والمرجي جوده
يحظى بما فوق المراد ويكتفي
وهو المصفى والمكرّم والحبيب
المجتبى وهو المشفع والصفي
بدر الدجى نور الحجاكم قد نجا
بجنابه متوسلٌ من متلف
ويتابع هذا الاديب العاشق مديحته لحبيبه المصطفى مصوراً بعض بركات التعلق القلبي به صلى الله عليه وآله فيقول:
خير الورى من أمة يلقى القرا
ويفوز بالقرب العظيم الأشرف
ما البحر إلا كفه ما البدر إلا
وصفه فاقصده لا تتوقف
يا طيب يا قاسم قولا له
بالشوق يا نفسي له فتعرفي
قومي له واسعي بحب صادق
ولوصله حثي وللدمع اذرفي
وعليه صلّي دائماً وتوسّلي
ولرؤية الوجه المنير تشوّفي
وإذا سمعت مدحه فاصغي له
بتأدّب واسعي له بتلهّف
تلقي به ما تشتهي وتنزهي
بوصاله وبختم أمن أشرف