سلام من الله عليكم أحباءنا، نقرأ لكم في هذا اللقاء أبياتاً مختارة من بديعة الشاعر البليغ ابن نباتة المصري، المتوفى سنة ثمان وستين وسبعمائة للهجرة، في مدح الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، حيث قال في جانب منها في وصف الشجاعة والهداية المحمدية:
تضيء في الحرب والمحراب طلعته
فحبذا في الدجى والنقع قنديل
وقام في ظلّ بيت الله شائده
فحبّذا لنظام البيت تكميل
ذاك الذي نصبت في نحو بعثته
هذي المحاريب لا تلك التماثيل
وفاض من جانب البطحا لكل حمى
صاف بأبيض أضحى وهو مشمول
وكلّ أرض بها الجنات مزهرة
للمؤمنين فتعجيل وتأجيل
وكلّ ملّة دين غير ملته
تروي فللقابس القسيس قنديل
كم معجز لرسول الله قد خذلت
به العدى وعدوّ الحقّ مخذول
فاض الزلال المهنى من أصابعه
نعم الأصابع ومن كفيه والنيل
وبورك الزاد إذ مسته راحته
فحبّذا مشرب منها ومأكول
وحاز سهم المعالي حين كان له
من قاب قوسين تنويه وتنويل
لسدرة المنتهى يا منتهى طلبي
ما مثله يا ختام الرسل تحويل
يا خاتم الرسل لي في المذنبين غداً
على شفاعتك الغراء تعويل
ان كان كعبٌ بما قد قال ضيفك في
دار النعيم فلي في الباب تطفيل
وأين كابن زهير لي شذا كلم
ربيعها بغمام القرب مطلول
بانت معاذير عجزي عن نداك وعن
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
صلّى عليك الذي أعطاك منزلة
شفيعها في مقام الحشر مقبول
أنت الملاذ لنا دنياً وآخرة
فباب قصدك في الدارين مأهول