السلام عليكم أعزاءنا ورحمة الله، نرافقكم في هذا اللقاء بأبيات من قصيدة غراء للأديب محمد بن محمد بن نباتة المصري، المتوفى سنة ثمان وستين بعد السبعمائة للهجرة، أنشدها في مدح النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وهو يزوره من بعيد.
قال رحمه الله:
إلى العقيق فهل يا طيّب طيبة لي
عقدٌ بلفظي إلى مغناك منقول
إن لم أنل عملاً أرجو النجاة فلي
من الرسول بإذن الله تنويل
حسبي بمدح رسول الله باب نجاً
يرجى إذا اعترضت تلك التهاويل
اقول والقدر أعلا أن يحاوله
وصلٌ وإن جهدت فيه الأقاويل
ماذا عسى الشعراء اليوم مادحة
من بعد ما مدحت حا ميم تنزيل
وأفصحت بالثنا كتب مقدّمة
إن جيل في الدهر توراة وإنجيل
والمجتلي تاج علياه الرفيع وما
للبدر تاجٌ ولا للنجم إكليل
لولاه ما كان أرض لا ولا أفق
ولا زمانٌ ولا خلقٌ ولا جيل
ولا مناسك فيها للهدى شهبٌ
ولا ديارٌ بها للوحي تنزيل
ذو المعجزات التي ما استطاع أبرهة
يغزو منازلها كلا ولا الفيل
إن شق إيوان كسرى رهبة فلقد
جاء الدليل بأن الكفر مخذول
أوفى النبيين سيفاً واتضاح علىً
كأنه غرة والقوم تحجيل
نعم اليتيم إذا عدّت جواهرهم
وضمها من عقود الوحي تفصيل
ما زال في الخلق ذا جاه وذا خدم
لكنّ خادمه المشهور جبريل
مبرّأ القلب من ريب ومن دنس
وكيف وهو بماء الخلد مغسول
مجاهداً في سبيل الله مصطبراً
ما لا غزت في العدى الطير الأبابيل
مستمعينا الأكارم أبياتٌ اخرى سنقرأها لكم إن شاء الله من هذه المديحة الغراء في الحلقة المقبلة فكونوا معنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.