السلام عليكم أعزاءنا المستمعين ورحمة الله، أهلاً بكم مع أبيات منتخبة من مديحة محمدية للأديب السوداني محمد بن قمر الدين المجذوب، صاحب الدواوين الستة في مدح النبي الاكرم صلى الله عليه وآله.
قال رحمه الله:
شوقي إلى دار بها نجح المنا
وضريح خير المرسلين الأكرما
ومدارس ومساجدٌ ومشاهدٌ
وهبوط وحى الله من جوّ السّما
عندي لها صافى الوداد غرسته
وحشا لأحشائي كذاك الأعظما
قد كنت فى سرّي أعالج مهجتي
قبل الزيارة وأكتمن دمعاً هما
والآن قلّ الصبر حتى أنه
شجني يحاكي الساجع المترنما
والله ما شوقي له قبل اللقا
أو بعده إلا تساوى منهما
فلئن نزلت بطيبة أمناً من الآفات
بل والطاريات مسلما
لأقبلنّ جدورها وربوعها
ولألثمن لقبره وأسلما
قبرٌ به أملاك عرش الله قد
حاطوا وحفوا بالصّلاة ترحما
ما زال هذا دأبهم وصفاتهم
حتى إذا نشر الإله العالما
وصبابتي بالشوق عزت يافتي
وإلى حبيب الله صرت متيما
وحببت محبوب الإله بكلّ ما
أملكه من نفس وقلب مغرما
فمتى أزور لطيبة وبقاعها
لأقبل الترب الكريم وألثما
وأقوم بالإنشاد في حرم الذي
ساد الأنام فصيحها والأعجما
طوبى لقوم شاهدوا لضريحه
وتردّدوا بين الرياض تنعّما
وتأدّبوا حين اللقاء وسلموا
غاضين طرفاً بالصّبابة مغرما
وتلوا سلاماً حالياً نغماته
من طيبه للعاشقين تزاحما
يرجون إقبالاً ونجح مطالب
وزيادة الإكرام بل وتنعما