السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله، أهلاً بكم، نقدم لكم في هذه اللقاء منتخبات من بديعة في مدح سيد الرسل طه الأمين صلى الله عليه وآله للشاعر الأديب عبدالله بن محمد الانباري، المتوفى سنة 292 للهجرة، وفيها يقول:
مدحت رسول الله أبغي بمدحه
وفور حظوظي من كريم المآرب
مدحت امرءاً فاق المديح موحداً
بأوصافه عن مبعد ومقارب
نبياً تسامى في المشارق نوره
فلاحت هواديه لأهل المغارب
أتتنا به الأنباء قبل مجيئه
وشاعت به الأخبار في كلّ جانب
وأصبحت الكّهان تهتف باسمه
وتنفي به رجم الظنون الكواذب
وانطقت الأصنام نطقا تبرّأت
إلى الله فيه من مقال الأكاذب
ورام استراق السمع جنّ فزيّلت
مقاعدهم منها رجوم الكواكب
هدانا إلى ما لم نكن نهتدي به
لطول العمى من واضحات المذاهب
وجاء بآيات تبيّن أنها
دلائل جبّار مثيب معاقب
فمنها انشقاق البدر حين تعمّمت
شعوب الضيا منه رؤوس الأخاشب
ومنها نبوع الماء بين بنانه
وقد عدم الورّاد قرب المشارب
وبئر طغت بالماء من مسّ سهمه
ومن قبل لم تسمح بمذقة شارب
ونطق فصيح من ذراع مبينة
لكيد عدو للعداوة ناصب
وإخباره بالأمر من قبل كونه
وعند بواديه بما في العواقب
وختم الأنباري بديعة بذكر آباء النبي الأكرم صلى الله عليه وآله ثم قال:
وكان رسول الله أكرم منجب
جرى في ظهور الطّيبين المناجب
مقابلة آباؤه أمهاته
مبرّأة من فاضحات المثالب
عليه سلام الله في كل شارق
ألاح لنا ضوءاً وفي كلّ غارب
ومن تلكم الآيات وحي اتى به
قريب المآتي مستجم العجائب
تقاصرت الأفكار عنه فلم يطع
بليغاً ولم يخطر على قلب خاطب
حوى كلّ علم واحتوى كلّ حكمة
وفات مرام المسمرّ الموارب
أتانا به لا عن روّية مرتىء
ولا صحف مستمل ولا وصف كاتب
يواتيه طوراً في إجابة سائل
وإفتاء مستفت ووعظ مخاطب
وإتيان برهان وفرض شرائع
وقصّ أحاديث ونصّ مآرب
وتصريف أمثال وتثبيت حجّة
وتعريف ذي جحد وتوقيف كاذب