بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب، والصلاة والسَّلام على شفيع المذنبين محمد وعلى آله الطاهرين.
السَّلام عليكم أحباءنا ورحمة الله وبركاته، أهلاً بكم في لقاء أخر مع قطوفٍ من بديع المدائح النبوية، وفيه نستكمل ما إنتخبناه من قصيدة الشاعر المعروف نزار قباني في مدح الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله) والتي نقلنا لكم بعض أبياتها في اللقاء السابق، فكونوا معنا.
قال الشاعر قباني وهو يخاطب صاحب المقام المحمود (صلى الله عليه وآله)
ماذا أقول وألف ألف قصيدة
عصماء قبلي سطَّرت أقلام
مدحوك ما بلغوا برغم ولائهم
أسوار مجدك فالدُّنوُّ لمام
ودنوت مذهولاً .... أسيراً لا أرى
حيران يلجم شعري الاحجام
وتمزقت نفسي كطفلٍ حائرٍ
قد عاقه عمن يحب زحام
حتى وقفت أمام قبرك باكياً
فتدفق الإحساس والإلهام
وتوالت الصور المضيئة كالرؤى
وطوى الفؤاد سكينة وسلام
ويواصل الأديب نزار قباني مديحه مستشفعاً بصاحب مقام الشفاعة الكبرى (صلى الله عليه وآله) شاكياً من حالة المسلمين حيث يقول:
يا ملء روحي وهج حبك في دمي
قبسٌ يضيء سريرتي وزمام
أنت الحبيب وأنت من أروى لنا
حتى أضاء قلوبنا الاسلام
حوربت لم تخضع ولم تخش العدى
من يحمه الرحمان كيف يضام
وملأت هذا الكون نوراً فأختفت
صور الظلام وقوضت أصنام
الحزن يملأ يا حبيب جوارحي
فالمسلمون عن الطريق تعاموا
والذل خيم فالنفوس كئيبة
وعلى الكبار تطاول الأقزام
الحزن أصبح خبزنا فمساؤنا
شجنٌ وطعم صباحنا أسقام
يا هادي الثقلين هل من دعوة
تدعى... بها يستيقظ النوام