بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على صفوة أولياء الله محمد رسول الله وأوصيائه الهداة إلى الله. السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله، الله تبارك وتعالى هو العدل الحكيم الذي لا يظلم أحدا ولا بأبسط مظاهر الظلم. والتخلق بهذا الخلق الإلهي يجعل الإنسان يتعامل بالإنصاف في جميع المجالات مجتنبا جميع أشكال الظلم. لاحظوا بعض هذه المصاديق في روايات هذه الحلقة المنتقاة من سيرة سادات المتخلقين بأخلاق الله محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، تابعونا مشكورين.
نبدأ مستمعينا الأعزاء بهذه الشذرة الطيبة من السيرة النبوية المباركة. فقد جاء في موسوعة بحار الأنوار أنه روي أن رسول الله كان لا يدع أحدا يمشي معه إذا كان راكبا حتى يحملهم معه، فإن أبى قال: "تقدم أمامي، وأدركني في المكان الذي تريد". ودعاه صلى الله عليه وآله قوم من أهل المدينة إلى طعام صنعوه له ولأصحاب له خمسة، فأجاب دعوتهم، فلما كان في بعض الطريق أدركهم سادس فماشاهم، فلما دنوا من بيت القوم قال للرجل السادس: "إن القوم لم يدعوك، فاجلس حتى نذكر لهم مكانك ونستأذنهم لك".
لاحظتم أيها الأعزاء كيف أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أنصف القوم الذين دعوه للطعام فلم يأت وهو رسول الله بالشخص السادس قبل أن يستأذنهم. ومن سيرة الإمام الصادق عليه السلام، نختار لكم أيها الإخوة والأخوات الرواية التالية التي رواها الشيخ الكليني في كتاب الكافي بسنده عن أبي جعفر الفزاري قال: دعا أبو عبد الله الصادق عليه السلام مولى له يقال له: مصادف، فأعطاه ألف دينار وقال له: تجهز حتى تخرج إلى مصر، فإن عيالي قد كثروا. قال: فتجهز بمتاع، وخرج معه التجار إلى مصر، فلما دنوا من مصر استقبلتهم قافلة خارجة من مصر، فسألوهم عن المتاع الذي معهم ما حاله في المدينة، وكان متاع العامة فأخبروهم أنه ليس بمصر منه شيء فتحالفوا وتعاقدوا على أن لا ينقصوا متاعهم من ربح دينار دينارا، فلما قبضوا أموالهم انصرفوا إلى المدينة، فدخل مصادف على أبي عبد الله عليه السلام ومعه كيسان في كل واحد ألف دينار فقال: جعلت فداك هذا رأس المال، وهذا الآخر ربح. فقال: إن هذا الربح كثير، ولكن ما صنعتم في المتاع؟ فحدثه كيف صنعوا وكيف تحالفوا، فقال: "سبحان الله تتحالفون على قوم مسلمين ألا تبيعوهم إلا بربح الدينار دينارا؟!" ثم أخذ أحد الكيسين فقال: هذا رأس مالي ولا حاجة لنا في هذا الربح، ثم قال: "يا مصادف مجالدة السيوف، أهون من طلب الحلال".
مستمعينا الأعزاء، ومن الأخلاق الإلهية قول الحق والجهر به متى ما اقتضت الحكمة، ونختم البرنامج بنموذج لتجلي هذا الخلق في سيرة الإمام الحسن المجتبى عليه السلا،م فقد روي الحافظ السروي المازندراني في كتاب المناقب قال: معاوية للحسن بن علي (عليه السلام): أنا خير منك يا حسن قال: وكيف ذاك يابن هند؟ قال: لأن الناس قد أجمعوا علي ولم يجمعوا عليك. قال: "هيهات هيهات لشر ما علوت يابن آكلة الأكباد، المجتمعون عليك رجلان بين مطيع ومكره، فالطائع لك عاص لله، والمكره معذور بكتاب الله، وحاش لله أن أقول أنا خير منك فلا خير فيك ولكن الله برأني من الرذائل كما برأك من الفضائل ".
انتهى إخوتنا مستمعي إذاعة طهران، صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، الوقت المخصص للقاء اليوم من برنامج (من أخلاق الله)، تقبل الله أعمالكم ودمتم في رعاية الله.