البث المباشر

دفع الأذى عن الناس

الأربعاء 23 أكتوبر 2019 - 09:18 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- من آخلاق الله: الحلقة 25

بسم الله وله عظيم الحمد على أن من علينا بمعرفة معادن رحمته الكبرى للعالمين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين. السلام عليكم أعزائنا المستمعين، تحية طيبة نهديها لكم في مطلع حلقة إخرى من هذا البرنامج. أيها الإخوة والأخوات كل من يراجع سيرة أهل بيت النبوة عليهم السلام يلاحظ بوضوح قوة تجلي خلق الرأفة والرحمة الالهية في سلوكياتهم تجاه الآخرين. ومن مظاهر تخلقهم عليهم السلام بخلق الله في رأفته بعباده أهتمامهم عليهم السلام بدفع الأذى عن الناس لاسيما المؤمنين. وهذا ما نلتمسه في الروايات التي إخترناها لهذا اللقاء من سيرة الإمامين العسكريين سلام الله عليهما، تابعونا مشكورين.
نبدأ أعزائنا بما رواه الفقيه التقي والعارف الزكي عماد الدين ابن حمزة الطوسي في كتاب الثاقب في المناقب عن أبي هاشم الجعفري، قال: ظهر برجل من أهل سر من رأى من البرص ما ينغص عليه عيشه، فجلس يوما إلى أبي علي الفهري، فشكا إليه حاله فقال له: لو تعرضت يوما لأبي الحسن علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام فتسأله أن يدعو لك رجوت أن يزول عنك. فجلس له يوما في الطريق وقت منصرفه من دار المتوكل، فلما رآه قام ليدنو منه فيسأله ذلك، فقال: "تنح عافاك الله"، ثلاث مرات، فابتعد الرجل ولم يجسر أن يدنو منه، وانصرف فلقي الفهري فعرفه الحال وما قال: قال: قد دعا لك قبل أن تسأله، فأمض فإنك ستعافى، فانصرف الرجل إلى بيته فبات ليله، فلما أصبح لم ير على بدنه شيئا من ذلك.
لاحظوا أعزائنا جميل صنع الإمام علي الهادي عليه السلام وحسن تدبيره في دفع شر جلاوزة الطاغية العباسي المتوكل الذين كانوا يتربصون بكل من يتصل بالإمام عليه السلام، فقد دفع عن الرجل هذا الخطر حيث لم يسمح له بالكلام معه، وفي الوقت نفسه حقق له مطلبه ودعا له الله عزوجل بالشفاء. مستمعينا الأفاضل وثم حادثة مشابهة بالتدبير الجميل نقرأها في سيرة الإمام الحسن العسكري عليه السلام، فقد روى السيد الراوندي في كتاب الخرائج قال: روي عن علي بن جعفر، عن الحلبي قال: اجتمعنا بالعسكر وترصدنا لأبي محمد عليه السلام يوم ركوبه، فخرج توقيعه: "ألا لا يسلمن علي أحد، ولا يشير إلي بيده ولا يومئ فإنكم لا تؤمنون على أنفسكم"، قال: وكان إلى جانبي شاب فقلت: من أين أنت؟ قال من المدينة، قلت: ما تصنع ههنا؟ قال: اختلفوا عندنا في أبي محمد عليه السلام فجئت لأراه وأسمع منه أو أرى منه دلالة ليسكن قلبي وإني لولد أبي ذر الغفاري. فبينما نحن كذلك إذ خرج أبو محمد عليه السلام مع خادم له فلما حاذانا نظر إلى الشاب الذي بجنبي، فقال: أغفاري أنت؟ قال: نعم، قال: ما فعلت إمك حمدوية، فقال: صالحة، ومر. فقلت للشاب: أكنت رأيته قط وعرفته بوجهه قبل اليوم؟ قال: لا، قلت: فينفعك هذا؟ قال: ودون هذا. يعني أنه إكتفى بما رأى كدلالة على إمامة الإمام العسكري عليه السلام.
ومن كتاب الثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي نقرأ أيضا الرواية التالية عن أبي هاشم الجعفري رضوان الله عليه قال: كنت بالحبس المعروف بحبس الجبيس، بالجوسق بالقصر الأحمر أنا وعبد الله الخدوري والحسين بن محمد العقيقي، وحمزة الغراب، ومحمد بن إبراهيم القمي، وحبس معنا أبو محمد (يعني الإمام الحسن العسكري) عليه السلام وأخوه جعفر فحففنا به، وكان المتولي لحبسه صالح بن وصيف، وكان معنا في الحبس رجل جمحي يقول إنه علوي، فالتفت أبو محمد عليه السلام فقال: "لولا أن فيكم من ليس منكم لأخبرتكم متى يفرج الله عنكم". وأومأ إلى الجمحي بإن يخرج فخرج فقال عليه السلام: "هذا رجل ليس منكم فاحذروه، وإن في ثيابه قصة كتبها إلى السلطان يخبره بما يقولون فيه". فقال بعضهم: نفتش ثيابه، ففتشوا فوجد فيها القصة يذكرنا فيها، عظيمة.
وأخيرا نقرأ ايها الأعزاء الرواية التالية من كتاب الخرائج للسيد الزاهد قطب الدين الراوندي قال: روي عن محمد بن عبد العزيز البلخي قال: أصبحت يوما فجلست في شارع الغنم (في سر من رأى) فإذا بأبي محمد (الإمام الحسن العسكري) عليه السلام قد أقبل من منزله يريد الدار العامة فقلت في نفسي: إن صحت يا أيها الناس هذا حجة الله عليكم فاعرفوه، يقتلوني؟ فلما دنى مني أومأ إلي بإصبعه السبابة علي فيه أن أسكت!. ورأيته تلك الليلة يقول: "إنما هو الكتمان أو القتل، فاتق الله على نفسك".
أحبائنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران، انتهى الوقت المخصص للقاء اليوم من برنامج (من أخلاق الله)، تقبل الله منكم حسن الإستماع والمتابعة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة