حضرات المستمعين الكرام السلام عليكم واهلاً بكم في حلقة اخري من برنامج مشاهير الفكر الأيراني منار للبشرية.
اعزاءنا، لقد سجل التاريخ في الكثير من كتبه ووثائقه مديات انتشار الثقافة الأيرانية علي محوري الزمان والمكان في العالم ومن المؤرخين الذين تحدثوا بهذا الشأن، المؤرخ والرحالة الغربي الشهير ابن بطوطة.
لقد جاب ابن بطوطة كثيراً من البلاد في القرن الثامن الهجري وفاقت اسفاره ورحلاته رحلات الرحالة الأوروبي ماركوبولو.
واشار ابن بطوطة في رحلة وهي اليوم مدونة ومطبوعته الي التواجد الثقافي للأيرانين في العديد من اصقاع العالم.
ووجد ابن بطوطة وهو يتجول في البلدان المختلفة في القرن الرابع عشر الميلادي وجد الحضور الثقافي للأيرانيين متجسداً في العلماء والأدباء والشعراء والعرفاء والكتاب والساسة وحتي التجار ورجال الأعمال.
واكثر اولئك الأيرانيين كانوا ذوي اسماء عربية لكن الذي ميز هويتهم هو القابهم الني جاءت من المدن التي كانوا ينتسبون اليها وهي مدن ايرانية مثل اصفهان وشيراز ويزد وغيرها.
وبرزت شخصيات في العالم الأسلامي كانت من اقاليم في ايران ذلك الزمن مثل طبرستان في الشمال وسمرقند وخوارزم. وفي الفترة الزمينة الواقعة بين القرن العاشر والسابع عشر للميلاد كان للأيرانيين حضور في بعض بلدان قارة افريقيا مثل الجشة ايثوبيا حالياً وكينيا وافريقيا الوسطي وزنجبار في تنزانيا وساهم هؤلاء في اشاعة الثقافة والحضارة الأيرانية بين سكان قارة افريقيا.
ان من يتأمل تاريخ ايران يلاحظ ان المغول غزوا ايران في فترة من الزمن لم يكن المغول اهل ثقافة ولا تمدن بل كانوا قبائل بدوية شرسة الطبع هاجمت البلاد الأسلامية ومنها ايران بقصد تدمير الحضارة وجمع الغنائم.
الا ان الذين هاجموا ايران قبل المغول لم يكونوا اناساً متوحثين بل كانوا ممن بهرتهم اضواء الحضارة الأيرانية فذابوا فيها اجل/ حضرات المستمعين/ ان احداث التاريخ خير شاهد علي همجية المغول وهم الذين اسقطوا الدولة العباسية في عام ٦٥٦ للهجرة الموافق لعام ۱۲٥۸ ميلادي واشاعوا الفوض والخراب والدمار في بلاد المسلمين لكن ثمة سؤال عرضي يتبادر الي الذهن هنا وهو هل ان عامل البداوة لوحده كان السبب في هجوم المغول علي الحضارة الأسلامية بشكل عام والحضارة الأيرانية بشكل خاص ام ان هناك دوافع اخري وراء الغزو المغولي الأسود؟
انه سؤال جدير ان ينال الأجابة من الباحثين التاريخيين.
حضرات المستمعين في عودة الي محور الحديث في هذه الحلقة نقول ان الهجمة المغولية الثانية علي ايران اعقبها بقاء هؤلاء القوم في هذا البلد وقد استأنسوا هذه المرة بالثقافة الأيرانية النيرة وكان ان تمكنت اسر ايرانية مرموقة من الوصول الي مناصب سياسية في حكومة الأيلخانان المغول مثل اسرة [ الجويني].
والملفت ان المغول هذه المرة شكلوا جسراً لانتقال الثقافة من ايران الي بلاد الصين.
ومن الشخصيات الثقافية الأيرانية التي برزت يومذاك رشيد الدين فضل الله الهمداني ولهذا الرجل انجازات ثقافية وتعليمية كبيرة وتدل وثائق عديدة ان الأيرانيين هم الذين حملوا الأسلام الي الصين واشاعوا اللغة الفارسية في تلك البلاد.
وضروري ان نذكر هنا ان الرحالة ماركوبولو دون في رحلة اسماء شخصيات ايرانية لامعة عاشت في الصين.
حضرات المستمعين، ان الجانب العرفاني في حياة الأيرانيين هو الآخر ذو دور في نشر الثقافة الأيرانية بين البشرية.
وقد شهد التاريخ الأيراني ظهور عرفاء ومتصوفة عديدون جابوا الأقطار والمدن في العالم من شرقه الي غربه.
والي جانب العرفاء كان العلماء في رحلات مستمرة مع العلم والثقافة انهم لم يبقوا في المدن التي ولدوا فيها بل شدوا الرحال الي خارج ايران فكان ان وافتهم المنية هناك.
وفي التاريخ اسماء عديدة لأمثال هؤلاء العلماء الطبري والفارابي وابن سينا والسهروردي وكان الطبري مؤرخاً بارزاً والفارابي كان فيلسوفاً شهيراً اما ابن سينا فكان طبيباً بارعاً والسهروردي هو الآخر كان فيلسوفاً لطالما اقترن اسمه بنوع من الفلسفة في فلسفة الأشراق.
وسنفصل الحديث بهذه الشخصيات واخري مثيلة لها في قادم الحلقات.
حضرات المستمعين الأفاضل وصلنا واياكم الي نهاية هذه الحلقة من برنامج مشاهير الفكر الأيراني منار للبشرية برنامج يقدم لكم من اذاعة طهران- صوت الجمهورية الأسلامية في ايران الي اللقاء والسلام خير ختام.