بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم مستمعينا الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته، نرحب بحضراتكم أطيب ترحيب في هذا اللقاء من الاخلاق العلوية، حيث نقف على شيء من خلق اميرالمؤمنين علي (عليه السلام) في كيفية تعامل الفرد في المجتمع مع من يسبّه وفهم آثار عواقب الحلم، ومكانته عند الباري تعالى.
اعزاءنا الكرام، للوقوف على توجيهات الامام علي (عليه السلام) في كيفية تعامل الفرد في المجتمع مع يسبّه وفهم آثار عواقب الحلم، ومكانته عند الباري تعالى نشير الى الرواية التالية:
فقد جاء في أمالي المفيد مسنداً عن جابر قال: سمع أميرالمؤمنين (عليه السلام) رجلاً يشتم قنبرا وقد رام قنبر أن يردّ عليه، فناداه أميرالمؤمنين علي (عليه السلام): "مهلاً يا قنبر، دع شاتمك مهاناً ترض الرحمان، وتسخط الشيطان، وتعاقب عدوّك. فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ما أرضى المؤمن ربّه بمثل الحلم، ولا أسخط الشيطان بمثل الصمت، ولا عوقب الأحمق بمثل السكوت عنه" .
بهذه الاخلاق العلوية يوصي الامام (عليه السلام) ان يتحلّى المجتمع، فما هو دورنا وواجبنا تجاه وليّ من أولياء الله بهذه الخلق وهذه الصفات الرسالية هل نقتدي به؟ أم نظلّ الطريق كما فعل البعض ويفعلون الى يومنا هذا؟ يكنون العداوة والبغضاء له ولمن يواليه ويقتدي به. فمن المهتدي؟ محبّوه أم مبغضوه؟ ومن الفائزون يوم الحساب، متبعوه أم متبعو معاوية ويزيد وآلهم الذين حملوا شعار السبّ واللعن لعليّ وأتباعه على منابرهم، وللأسف لهؤلاء اتباعٌ الى يومنا هذا يستخدمون نفس اساليب ائمتهم أئمة الجور والظلال، حشرهم الله تعالى معهم، فمن احبّ قوماً حشره الله معهم. ليكونوا أئمة لهم وهم من شهد التاريخ بفسقهم ومجونهم، فظلّوا وأظلّوا.
اعزاءنا الكرام ولنتمعن جيداً في آثار المبايعة والاخلاص للامام علي (عليه السلام) وفي مقابلها معاداته وعواقبها في اشارة الامام (ع):
جاء في أمالي المفيد مسنداً عن مالك بن ضمرة قال: سمعت علياً (عليه السلام) يقول: ألا إنكم معرضون على لعني ودعاي كذابا، فمن لعنني كارهاً مكرهاً يعلم الله أنه كان مكرهاً وردت أنا وهو على محمد (ص) معا.
ومن أمسك لسانه فلم يلعنّي سبقني، كرمية سهم، أو لمحة بالبصر، ومن لعنني منشرحاً صدره بلعني، فلا حجاب بينه وبين الله، ولا حجة له عند محمد (ص) ألا إن محمداً (ص) أخذ بيدي يوماً فقال: من بايع هؤلاء الخمس ثم مات وهو يحبّك فقد قضى نحبه، ومن مات وهو يبغضك مات ميتة جاهلية يحاسب بما عمل في الاسلام، وإن عاش بعدك وهو يحبّك ختم الله له بالأمن والإيمان كلّما طلعت شمسٌ أو غربت.
كانت تلك، اعزاءنا الكرام، شذرة من اخلاق الامام علي (عليه السلام) قدّمناها لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، شكراً لحسن استماعكم والسلام عليكم.