بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم مستمعينا الكرام ورحمة الله وبركاته
على بركة الله نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج، نعطر قلوبنا فيها بطائفة اخرى من النصوص الشريفة التي ترغبنا في ترسيخ التخلق بأحد أحب الأخلاق الى أهل بيت الرحمة عليهم السلام إنه خلق محاسبة النفس، كونوا معنا مشكورين
أيها الأخوة والأخوات يهدينا حبيبنا الهادي المختار صلوات ربي عليه وآله الأطهار الى أن التحلي بخلق محاسبة النفس هو من اهم وسائل الفوز بالسعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة فالصادق الأمين يصف المتخلق بهذا الخلق بأنه أسعد الناس. فقد جاء في رسالة محاسبة النفس للشيخ الزاهد ابراهيم الكفعمي رضوان الله عليه عن نبي الرحمة صلى الله عليه وآله أنه قال: "قيدوا انفسكم بمحاسبتها وإملكوها بمخالفتها تأمنوا من الله الرهب وتدركوا عنده الرغب فإن الحازم من قيد نفسه بالمحاسبة وملكها بالمغالبة وأسعد الناس من إنتدب لمحاسبة نفسه وطالبها حقوقها بيومه وأمسه".
أحبتي الكرام والتخلق بهذا الخلق الكريم يعني في الواقع حصول الانسان على احدى النعم اللإلهية التي يغبطه المؤمنون عليها فقد جاء في كتاب غرر الحكم عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام قال: "من حاسب نفسه سعد ومن حاسب نفسه ربح، ما المغبوط إلا من كانت همته نفسه لايغبها. أي لايغفل عن محاسبتها ومطالبتها ومجاهدتها".
نعم مستمعينا الكرام فالتحلي بهذا الخلق هو وسيلة الإنضمام الى مرتبة المتقين الذين أثنى الله عليهم. جاء في رسالة محاسبة النفس عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله أنه قال: "لايكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه فيعلم من أين طعامه وشرابه ولبسه".
أيها الأطائب وتبين النصوص الشريفة أن التخلق بخلق محاسبة النفس هو علامة إكتمال عقل الانسان فقد جاء في الحديث النبوي المروي في رسالة محاسبة النفس قوله صلى الله عليه وآله الكيس أي المكتمل العقل من دان نفسه يحاسبها وعمل لما بعد الموت وطالبها".
كما أن التخلق بهذا الخلق الكريم السبيل العملي للنجاة من مكائد النفس الأمارة بالسوء وإصلاح النفس عبر معرفة عيوبها. قال أمير المؤمنين عليه السلام كما في غرر الحكم: "من تعاهد نفسه بالمحاسبة أمن فيها المداهنة، من حاسب نفسه وقف على عيوبه وأحاط بذنوبه وإستقال الذنوب. أي إستغفر منها وأصلح العيوب".
نشكر لكم أيها الكرام طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامج معالي الأخلاق دمتم بكل خير وفي امان الله.